قال وزير الداخلية الألماني إن الإنقاذ هو مجرد خطوة أساسية من ضمن إجراءات لابد منها لإنقاذ المهاجرين من الموت. في حين ناشد وزير الاقتصاد ونائب ميركل الاتحاد الأوروبي التصدي لمأساة المهاجرين بحزم كما تصدى للأزمة المالية.
إعلان
اعتبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير تعزيز الإنقاذ البحري مجرد خطوة ضرورية بين الكثير من الخطوات التي لابد من اتخاذها من أجل إنهاء موت اللاجئين في البحر المتوسط. وقال اليوم الثلاثاء (21 نيسان/ أبريل) خلال مؤتمر نقابة الشرطة الألمانية في العاصمة برلين: "يمكن أن يمثل ذلك حجر أساس فحسب".
وشدد الوزير الألماني على أهمية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد منظمات التهريب، التي تساعد اللاجئين والمهاجرين للسفر عبر البحر المتوسط بسبل غير شرعية. وأشار إلى أنها تقوم بعمل رديء على حساب اللاجئين، وأكد أن التصدي لها لا يعد أمرا يسيرا، وقال: "لا يمكن توقع مظاهر نجاح سريعة في هذا الشأن".
كما ناشد زيغمار غابرييل، وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الاتحاد الأوروبي بذل جهد مشترك من أجل إيقاف مأساة اللاجئين في البحر المتوسط. وقال اليوم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.آ): "يتعين على قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بعد غد الخميس إظهار نفس القدر من الحزم والإصرار الذي أظهروه عند التصدي للأزمة المالية". وأشار إلى أنه يمكن للاتحاد الأوروبي توسيع نطاق المساعدات البحرية كخطوة أولى في مواجهة الأزمة.
تضاعف عدد قتلى المهاجرين 30 مرة
وأضاف أن الأمر "لا يتعلق حاليا بحماية الحدود الخارجية الأوروبية، ولكن بإنقاذ حياة البشر". وأكد أن هناك حاجة لعملية بحرية شاملة لحماية اللاجئين من الغرق أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا.
وشدد عابرييل أيضا على ضرورة تعزيز سبل الحماية "من المهربين ومتاجري البشر معدومي الضمير". وقال: "إن الكارثة الإنسانية التي وقعت في البحر المتوسط تعد أمرا يخص أوروبا بأكملها، ليس فقط من على المستوى الأخلاقي، ولكن أيضا على المستوى السياسي".
ويعتزم الاتحاد الأوروبي حاليا توسيع نطاق مساعدات الإنقاذ البحري للاجئين. يذكر أن وزراء داخلية وخارجية الاتحاد الأوروبي اجتمعوا أمس الاثنين في مدينة لوكسمبورغ من أجل مناقشة وضع خطط التعامل مع أزمة اللجوء. ومن المقرر عقد قمة خاصة لقادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بعد غد الخميس في بروكسل لبحث الأزمة ذاتها.
قمة أوروبية استثنائية لمواجهة مأساة المهاجرين عبر المتوسط
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Warnand
وفي آخر هذه الحوادث أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص قد لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطئ الليبية.
صورة من: REUTERS/Alessandro Bianchi
الكارثة الأخيرة لغرق زورق صيد كان يقل نحو 700 لاجئ في البحر المتوسط هزت العالم ودعت الاتحاد الأوروبي لعقد قمة طارئة لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية.
صورة من: REUTERS/Argiris Mantikos/Eurokinissi
حسب خفر السواحل الإيطالية لم ينج سوى 28 شخصاً فقط من الكارثة التي وقعت قبالة سواحل ليبيا والتي يرى كثيرون أنه كان من الممكن تفاديها. وقال ناجون أن الزورق كان يقل أيضاً نحو 50 طفلاً.
صورة من: Reuters/Darrin Zammit Lupi
من سوريا ولبنان، ومن أفريقيا يتوجه اللاجئون نحو البحر المتوسط بحثا عن قارب يعبر بهم نحو الضفة الأخرى. أوروبا حلم المهاجرين كبارا وصغارا ونساء وأطفالا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Giannakouris
يدفع البعض آلاف الدولارات للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. يقول أحد اللاجئين الصوماليين "الظروف الصعبة والحرب تدفعاننا إلى الهجرة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Montanalampo
ماذا يعرف هذا الطفل المهاجر عن أوروبا؟ تهرب أسر بأكملها نحو الساحل الأوروبي واليونان محطة عبور نحو دول أغنى، علّ مستقبل أطفالهم هناك يكون أفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
يتقاضى مهربو المهاجرين غير الشرعيين مبالغ كبيرة مقابل منحهم مكانا في "قوارب الموت". بعضهم يبقى في ليبيا عدة أيام أو عدة سنوات كعمال حتى تسنح له فرصة للهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Italian Navy Press Office
من ينجح منهم في ركوب القارب والوصول حتى المياه الإقليمية لإيطاليا أو اليونان، لتسمك به خفر السواحل بعد ذلك، يكون حينها قد عبر البحر فعلا نحو المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
المحطة القادمة مركز اللجوء. تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وحدها منذ بداية العام الحالي يبلغ 15 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Arvanitidis
لكن بعضهم يصل جثة إلى أوروبا. يمكن تحديد عدد من نجا من البحر لكن لا يمكن تقدير عدد من غرق في البحر المتوسط ليصبح وليمة لأسماك القرش.
صورة من: picture-alliance/dpa
منظمات عاملة في المجال الإنساني اتهمت الدول الأوروبية باللامبالاة أمام غرق اللاجئين. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمليات إغاثة في البحر المتوسط. إعداد: عباس الخشالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
12 صورة1 | 12
يذكر أن قارب لاجئين غرق أول أمس الأحد في البحر المتوسط، وأسفر عن مقتل 800 من ركابها. وفي هذا السياق أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم أن أكثر من 1750 مهاجرا قتلوا في البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي، وهو عدد أكبر بـ 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من عام 2014. وصرح المتحدث باسم المنظمة لصحافيين في جنيف أن "المنظمة الدولية للهجرة قدرت حصيلة قتلى العام 2015 حتى الآن بأنها أكثر 30 مرة مما كانت عليه في العام الفائت في الفترة نفسها... آنذاك قتل 56 شخصا فحسب في المتوسط".