برلين تطلب توضيحاً "سريعاً" من الرياض حول مصير خاشقجي
١٢ أكتوبر ٢٠١٨
كثفت عواصم غربية ضغوطها على المملكة السعودية لجهة تقديم توضيح "سريع وذي مصداقية" حول مصر الصحفي جمال خاشقجي المختفي منذ عشرة أيام إثر دخوله إلى مقر قنصلية بلاده في اسطنبول. وفريق تحقيق سعودي يصل إلى تركيا.
إعلان
طالبت الحكومة الألمانية الرياض بالمشاركة في تقديم توضيح حول مصير الصحفي السعودي المفقود جمال خاشقجي. وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة (12 تشرين الأول/ أكتوبر 2018): "ننتظر تقديم توضيح سريع، وذي مصداقية". من جانبه، وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن الطلب جاء على لسان وزير الخارجية هايكو ماس خلال لقاء له مع السفير السعودي لدى برلين منتصف هذا الأسبوع. وأضاف زايبرت أن حكومة بلاده تأخذ أوجه الاشتباه في قضية اختفاء خاشقجي مأخذ الجد للغاية.
وكانت تقارير إعلامية في تركيا وأمريكا ذكرت خلال الأيام الماضية استناداً إلى دوائر أمنية وممثلين عن الحكومة في أنقرة أن الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، قُتِل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، وهو ما تنفيه القيادة السعودية.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الألمانية لن تعطي المزيد من أذون تصدير الأسلحة للسعودية لحين توضيح مصير خاشقجي، قال زايبرت: "لا علاقة بين الأمرين".
يذكر أنه ليس هناك جدل في أن خاشقجي (59 عاماً) دخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري للحصول على أوراق لزواجه، لكنه لا يزال مختفياً منذ ذلك الحين.
ومن جهتها طالبت فرنسا اليوم الجمعة السعودية بالشفافية والرد "الكامل والمفصل" بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، في بيان، "إن اختفاء السيد جمال خاشقجي في إسطنبول يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر، يثير تساؤلات خطيرة حول مصيره"، حسبما ذكرت اليوم الجمعة صحيفة "لو فيغارو"الفرنسية .
وأضافت أن "فرنسا تطالب بأن تكون الوقائع قائمة بوضوح وأن كل من يساهم في ظهور الحقيقة يساهم بشكل كامل في ذلك". وتابعت "هذه هي الرسالة التي نقلناها إلى السلطات السعودية، والتهم الموجهة إليهم تتطلب شفافية وتقديم رد كامل ومفصل".
محققون سعوديون يصلون إلى تركيا
وفي سياق متصل، وصل وفد سعودي إلى تركيا الجمعة لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك في سياق التحقيق حول اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، على ما أفادت مصادر رسمية تركية. وقال مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس إن الوفد وصل إلى أنقرة، فيما أوردت وكالة "الأناضول" الرسمية أنه سيلتقي مسؤولين أتراكاً خلال نهاية الأسبوع. وكان المتحدّث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين قد أعلن الخميس إنّه سيتمّ تشكيل لجنة عمل مشتركة.
وفي تطور لافت ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأتراك أن تسجيلات صوتية ومصورة تظهر أن فريقاً أمنياً سعودياً احتجز خاشقجي في القنصلية بعد أن دخل للحصول على وثيقة رسمية، ثم قام ذلك الفريق بقتله وتقطيع أوصال جثته.
م.س/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)
السعودية ـ أزمات دبلوماسية متلاحقة في عهد ولي العهد الطموح
تزداد حدة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا بشكل غير مسبوق، غير أن هذه الأزمة ليست الأولى، إذ شهدت الرياض منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد أزمات دبلوماسية مع دول بينها ألمانيا بسبب ملفات أبرزها ملف حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
الأزمة بين مونتريال والرياض
االأزمة بين السعودية وكندا هي أحدث الأزمات الدبلوماسية في عهد محمد بن سلمان والتي بدأت بسبب انتقادات وجهتها السفارة الكندية للمملكة بشأن حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي. الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً في شؤونها الداخلية واتخذت قرارات تصعيدية تجاه كندا مست الطلاب السعوديين الدراسين هناك والمرضى والرحلات الجوية.
صورة من: picture alliance/AP/G. Robins/The Canadian Press
سحب السفير السعودي من برلين
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2017، استدعت السعودية سفيرها في برلين، عندما انتقد وزير الخارجية آنذاك زيغمار غابريل السياسة الخارجية السعودية تجاه كل من لبنان واليمن. وبعدها قامت الرياض بسحب سفيرها من ألمانيا، ولم يتم إرجاعه لحد الآن، بالرغم من إبداء الحكومة الألمانية حينها رغبتها في عودة السفير السعودي إلى برلين، كما عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أملها في العمل على تحسين علاقات الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
الأزمة مع قطر بتهمة دعم الإرهاب
بدأت الأزمة مع قطر قبل أكثر من عام عندما أطلقت فضائيات ومواقع إماراتية وسعودية هجوماً كاسحاً على الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً. على إثر ذلك قطعت الدول الأربعة علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وشنت حملة حصار عليها لاتزال مستمرة. من جهتها نفت قطر دعم أي تنظيم متطرف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
الخلاف مع لبنان بسبب الحريري
الأزمة مع لبنان بدأت إثر اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض، وظهر التصعيد بعد إقرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتعرض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاحتجاز هناك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ما أدى إلى نشوب توتر في العلاقات بين البلدين. من جهته نفى الحريري والرياض احتجازه في السعودية رغما عنه. وبعد تدخل دولي شارك فيه ماكرون غادر الحريري المملكة وعدل عن استقالته.
صورة من: picture-alliance/ MAXPPP/ Z. Kamil
بين طهران والرياض أكثر من خلاف
الأزمة السعودية مع إيران وصلت إلى أشدها بعد أن قام محتجون في طهران باقتحام مبنى السفارة السعودية احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي البارز نمر باقر النمر . ويذكر أنه قد تم اضرام النار في أجزاء من مبنى السفارة وتدمير أجزاء أخرى في الهجوم عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى القبض على خمسين شخصاً من جانب السلطات الإيرانية، ودفع السعودية مطلع عام 2016 إلى قطع علاقاتها مع إيران.
صورة من: Reuters/M. Ghasemi
تركيا والخلاف حول زعامة العالم الإسلامي
بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية التي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتعاون عسكري، إلا أن تصريحات بن سلمان بشأن تركيا كشفت النقاب عن خلافات جوهرية بين البلدين. ومما جاء في هذه التصريحات أنه "يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة ".
الخلاف مع مصر تسبب بعقوبة نفطية
قبل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، عرفت العلاقات السعودية المصرية توتراً منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وذلك عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب. كما وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، تبعتها احتجاجات مصرية. وكان الرد السعودي وقف تزويد القاهرة بشحنات شهرية من منتجات بترولية.
صورة من: picture-alliance/AA/Egypt Presidency
السويد تتهم الرياض بأساليب القرون الوسطى
في آذار/ مارس 2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخصت بالذكر منها القيود المفروضة على النساء ووصف حكم القضاء السعودي بجلد المدون السعودي المعارض رائف بدوي بأنه من "أساليب القرون الوسطى". إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/TT News Agency/Annika AF Klercker