أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة أن ألمانيا تعتزم توجيه الدعوة لعقد مؤتمر دولي كبير في برلين لبحث سبل دعم وبناء الأجهزة القضائية والشرطية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأضاف المتحدث أن الدعوة ستوجه إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول العربية بالإضافة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين، بجانب الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة.

ونقلت وكالة رويترز عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية قولها إن المستشارة الألمانية ومبعوث السلام توني بلير سينظمان بشكل مشترك مؤتمرا "للأمن في الشرق الأوسط" في بداية يونيو حزيران، بهدف "بحث تدعيم قوة الشرطة الفلسطينية والسلطة القضائية".

على صعيد متصل وفي إطار التحركات التي تقوم بها برلين أجرت المستشارة الألمانية اليوم الجمعة اتصالا هاتفيا مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، تطرقت فيها إلى مفاوضات السلام والوضع في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية اولريش فيلهلم في بيان أن المستشارة اتصلت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أطلعها على سير المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية الرامية للتوصل إلى حل سلمي وكذا على الوضع في غزة. و أوضح البيان أن عباس طلب من المستشارة أن تناقش مع الحكومة الإسرائيلية، اثناء زيارتها لإسرائيل غدا الأحد، مسألة بناء المستوطنات "التي تزيد من تعقيد المفاوضات الثنائية وتطبيق خارطة الطريق" الدولية التي أطلقت في 2003، لكنها ظلت متعثرة حتى الآن.

جلسة حكومية مشتركة وخطاب تاريخي لميركل أمام الكنيست

يأتي هذا قبيل زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المرتقبة يوم الأحد القادم إلى إسرائيل بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسها، حيث تعتزم ميركل إلقاء كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) رغم معارضة عدد ضئيل من أعضاءه. وبذلك ستكون ميركل أول سياسي ألماني بدرجة مستشار يتحدث أمام البرلمان الإسرائيلي منذ قيام الدولة العبرية. يذكر هنا أنه تم تغيير قوانين البرلمان الإسرائيلي للسماح لميركل بالحديث هناك، حيث لم يكن قبل ذلك يسمح لأي مسؤول ألماني سوى رئيس الدولة بإلقاء كلمة في الكنيست.

كما ستعقد للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الألمانية الإسرائيلية جلسة مشاورات حكومية ألمانية إسرائيلية يشارك فيها إلى جانب ميركل سبعة من أبرز وزراء حكومتها بينهم وزير الخارجية ونائب المستشارة فرانك فالتر شتاينماير. ويضع هذا اللقاء الأساس لإجراء مشاورات حكومية سنوية بين البلدين كما يحدث بين ألمانيا والشركاء الأوروبيين المقربين منها، حيث تعد هذه الجلسات الحكومية المشتركة تقليدا متبعا مع عدد قليل من الدول الأوروبية الوثيقة العلاقة ببرلين.

"برلين تحظي بثقة طرفي النزاع في المنطقة"

وقبيل هذه الزيارة التي توصف من قبل برلين بأنها "زيارة من نوع خاص" دعا السفير الإسرائيلي في ألمانيا بن زئيف الحكومة الألمانية للعب دور سياسي أقوى في عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرا في مقابلة مع دويتشه فيله إلى أن برلين "تحظى بثقة طرفي النزاع، مما يعطيها إمكانية ممارسة تأثير قوي على مسار عملية السلام".

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة توماس شتيغ في مقابلة مع راديو دويتشه فيله إنه رغم الاستعداد الكامل للحكومة الألمانية لممارسة دور نشط في المنطقة لدعم عملية السلام، إلا أن ألمانيا و أوروبا ليس بإمكانهما وحدهما إدارة عملية السلام حتى التوصل إلى حل نهائي دون مشاركة الولايات المتحدة.