يعتقد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل أنه من الضروري مواصلة النهج الصارم تجاه تركيا الذي تعتمده الحكومة الألمانية منذ قرابة شهر على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه لا يجب أن نعتقد أن يتم انجاز الأمر في بضعة أسابيع.
إعلان
يعتقد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل أنه من الضروري مواصلة ذلك النهج على المدى الطويل، حسب تصريحات للوزير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وأقر غابريل في المقابلة أن النهج الجديد الذي أعلنه منذ شهر تجاه تركيا لم يحسن الوضع بالنسبة للمحتجزين الألمان في تركيا حتى الآن. وقال وزير الخارجية الاتحادي: "ولكن التحسن في وضع المحتجزين لم يكن متوقعا"، مضيفا بقوله: "اعتقد أنه لابد من مواصلة هذه السياسة الجديدة على مدى أطول، ويجب ألا نعتقد أنه سيتم إنجاز الأمر في غضون بضعة أسابيع".
يذكر أن الحكومة الاتحادية قررت بعد اعتقال الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر في تركيا أن تتخلى عن النهج المعتدل تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان غابريل قد قام بتشديد إرشادات السفر لتركيا وحذر الشركات الألمانية من القيام باستثمارات هناك.
يشار إلى ان من أبرز نتائج النهج الصارم لبرلين إزاء أنقرة يتمثل بسحب تركيا لقائمة تضم أكثر من 650 شركة ألمانية وضعتها تحت شبهة "الإرهاب"، حسب تصريحات غابريل. لكن سياسة برلين الجديدة إزاء تركيا لم تساهم في حلحلة ملف المحتجزين الألمان لديها.
من جانبه، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت اتهامات برلين له ب"التدخل" في شؤونها بسبب دعوته الاتراك المجنسين في المانيا لعدم انتخاب ثلاثة احزاب المانية رئيسية في الانتخابات العامة المقبلة، مطالبا وزير الخارجية الالماني بـ"التزام حدوده".
وقال أردوغان "إنه (غابريل) لا يلتزم حدوده! من انت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك! انه يحاول اعطاءنا درسا .... منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر؟". وكرر أردوغان دعوته للناخبين الألمان من أصل تركي بعدم انتخاب أحزاب الائتلاف الحاكم في المانيا.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ/أ.ف.ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)