برلين تعلن احترامها للمحتجين وتدعو طهران للحوار معهم
٣ يناير ٢٠١٨
قالت ألمانيا إنها تتابع بقلق التطورات في إيران لكنها أكدت أن المتظاهرين الذين يحتجون على الصعوبات الاقتصادية يستحقون الاحترام. ودعت برلين السلطات الايرانية للعمل إلى بدء حوار مع المحتجين.
إعلان
دعت ألمانيا الحكومة الإيرانية إلى الاستعداد للحوار مع المتظاهرين في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر اليوم (الأربعاء الثالث من يناير/ كانون الثاني 2018) في برلين إن الحكومة الألمانية تتابع بقلق التطورات في إيران.
وذكرت ديمر أنه يتعين على الحكومة الإيرانية مراعاة حرية التجمهر والتعبير عن الرأي، موضحة أن تعبير المواطنين عن مطالبهم بشجاعة في
الأماكن العامة أمر شرعي، مطالبة طهران بالرد على الاحتجاجات الراهنة عبر إبداء الاستعداد للحوار، مؤكدة في ذلك ضرورة الالتزام بأدوات دولة
القانون.
وقالت أولريكه ديمر "تعتبر الحكومة الاتحادية احتجاج الناس بشجاعة في الشوارع على ما يواجهونه من مصاعب اقتصادية وسياسية أمرا مشروعا كما يحدث في إيران حاليا ولهم منا كل الاحترام". وحثت الحكومة الإيرانية على بدء حوار مع المحتجين والتعامل بشكل ملائم مع من يلجأ من المحتجين إلى العنف مضيفة أن برلين راعتها تقاريرعن سقوط قتلى في الاحتجاجات التي دخلت يومها السادس.
وفي سياق متصل، قالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إنه لا توجد حتى الآن تحليلات بشأن ما إذا كان الوضع الراهن سيؤثر على الضمانات المالية المستقبلية التي تقدمها الحكومة لشركات الأسلحة الألمانية على صفقات السلاح مع إيران. تجدر الإشارة إلى أنه منذ رفع العقوبات الاقتصادية على إيران منتصف عام 2016 تم إبرام 47 صفقة سلاح ألمانية مع إيران بضمانات التأمين على المشروعات المعروفة باسم "ضمانات هيرمس" بقيمة 795 مليون يورو.
وأشار متحدث باسم الخارجية الألمانية إلى أن الوضع في إيران لا يزال ملتبسا للغاية، وقال "نحلل نوعية العواقب المنتظرة"، مضيفا أن ألمانيا تنسق على نحو وثيق مع كافة الشركاء الأوروبيين بشأن الموقف تجاه ما يحدث في إيران، وقال: "بوجه عام فإن تحسين أوضاع حقوق الإنسان، والتي من بينها عمل المعارضة، هدف مهم للغاية بالنسبة لنا".
ح.ز/ ص.ش (د.ب.أ / رويترز)
في صور.. نظام آيات الله في مواجهة الشارع من جديد
دخلت الاحتجاجات في إيران منعطفاً خطيراً بتأكيد مقتل 12 شخصاً. لكن التأمل في التاريخ الإيراني، وتحديداًَ منذ الثورة الإسلامية عام 1979، يبيّن أن البلد شهد الكثير من المظاهرات، وصلت حدّ الهتاف ضد المرشد الأعلى للدولة.
صورة من: AP
قتلى وجرحى
تبدأ إيران عامها الجديد على وقع اضطرابات واحتجاجات أدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح العشرات. ورغم التدخل الأمني وتحذيرات السلطات، إلّا أن المحتجين لا يزالون يتبادلون منشورات للمزيد من التظاهر. بدأت الاحتجاجات أولاً في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث الكثافة السكانية، وانتقلت المظاهرات بعد ذلك إلى جلّ أنحاء البلاد، كشاهين وسنندج وكرمنشاه وتشابهار وإيلام وإيذه والعاصمة طهران.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
"يسقط الدكتاتور"
بدأت الاحتجاجات بشكل عفوي ضد ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة، لكنها بدات بعد ذلك بأخذ منحى سياسي. وصلت الاحتجاجات درجة انتقاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، عبر شعارات كـ "يسقط الدكتاتور" و"اترك البلاد وشأنها يا خامنئي"، بينما هتف البعض بحياة محمد رضا بهلوي، آخر شاه حكم إيران قبل أن تطيح به الثورة الإسلامية، فيما مزق آخرون صورة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد
أكد الرئيس حسن روحاني على حرية الاحتجاج، لكنه حذر من خرق النظام العام وإثارة القلائل. اعتقلت قوات الأمن المئات واستخدمت مدافع المياه. واتخذت الحكومة قراراً بالحدّ من استخدام تطبيقي تلغرام وانستغرام، فيما قال نشطاء إن الانترنت الجوال قُطع في بعض المناطق. وصرّح المدعي العام بطهران أن اعتقال بعض المحتجين أتى بسبب إضرامهم النار في مبانٍ عامة، متحدثاً عن أن إيران لن تعود إلى عهد "الظلام لحكم بهلوي".
صورة من: picture-alliance/Iranian Presidency Office
الباسيج.. اليد الطولى لسحق أي احتجاج
وُجهت اتهامات لقوات "الباسيج"، وكذا لجماعة أنصار حزب الله، وهي ميليشيات مسلحة تدعمها الدولة لـ"حماية الثورة"، بالتدخل في حق الطلبة في احتجاجات عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتفاض طلاب جامعة طهران عام 1999
خرجت مظاهرات من جامعة طهران في 9 تموز/يوليو 1999 بسبب إغلاق جريدة تقدمية تحمل اسم "سلام". تدخلت قوات شبه عسكرية في حي جامعي قتل خلالها رسمياً طالب (يقول الطلبة إن عدة طلبة قُتلوا) ممّا أدى إلى تطوّر الاحتجاجات على مدار ستة أيام اعتقل خلالها أكثر من ألف طالب، وقتل خلالها 3 أشخاص على الأقل. رفع المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى. صدرت أحكام بالإعدام والسجن في متظاهرين.
صورة من: Tasnim
الطلبة من جديد عام 2003
مرة أخرى، احتج الطلبة في تموز/يونيو 2003 ضد قرار ضد خصخصة عدة جامعات. تطور الاحتجاج بعد دخول قوات الأمن للحي الجامعي في جامعة طهران، وشارك فيه إثر ذلك الآلاف بعدة مدن. وُجهت الشعارات ضد الوجوه الدينية العليا في البلد وضد الرئيس محمد خاتمي. وجه علي خامنئي لوما قاسيا للطلبة، واتهمهم بجذب المخرّبين. اشتهرت هذه الاحتجاجات بقيام بعض الإيرانيين بإحراق أجسادهم في باريس ولندن احتجاجاً على التعامل الأمني.
صورة من: AP
"الثورة الخضراء" في 2009
في أخطر احتجاجات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية، قُتل 36 شخصاً على الأقل واعتقل أكثر من ألف في احتجاجات حزيران/يونيو 2009 التي عرفت باسم "الثورة الخضراء". السبب الرئيسي كانت نتيجة اتهامات المعارضة للسلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية التي انتهت لصالح ولاية ثانية لمحمود أحمدي نجاد. أعلن المرشد العام فتح تحقيق في اتهامات المعارضة، وتدخلت مرة أخرى قوات الباسيج وجماعة أنصار حزب الله ضد المحتجين.
صورة من: AP
نظرية المؤامرة
اتهم خامئني أطرافاً خارجية بتحريض المواطنين على الاحتجاج عام 2009، متحدثاً عن أن هذه الأطراف وجهت المظاهرات دون علم المعارضة، فيما دخل مثقفون في إضرابات عن الطعام للاحتجاج على التدخل الأمني. عُرفت الاحتجاجات بـ"ثورة تويتر" نتيجة استخدام هذا الموقع في التواصل بين النشطاء. من تداعيات الحدث، فرض الإقامة الجبرية على قائدي المعارضة مير موسوي ومهدي كروبي.
صورة من: Atta Kenare/AFP/Getty Images
فقيه بصلاحيات واسعة
المرشد الأعلى في إيران هو هرم السلطة، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وللحرس الثوري وقوى الأمن، وهو من يعين ويعزل نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور، وهو رئيس السلطة القضائية ومؤسسة التلفزيون والإذاعة، كما يمكنه إقالة رئيس البلاد وتوجيه عمله. يتم انتخابه من قبل مجلس الخبراء، ويستمر في مهامه مدى حياته عكس الرئيس الذي ينتخب لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. إعداد: إسماعيل عزام