قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين اليوم الأربعاء (20 آب/ أغسطس) خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانكفالتر شتاينماير في برلين إن ألمانيا مستعدة لتزويد المقاتلين الأكراد في شمال العراق بأسلحة وذخائر لمواجهة ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضافت فون دير لاين أنه سيتم خلال الأسبوع المقبل دراسة نوعية الأسلحة التي يمكن توريدها إلى هناك، مشيرة إلى احتمال اتخاذ القرار حول هذا الشأن بحلول الأربعاء المقبل.

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد أعرب بوضوح أمس الثلاثاء عن انفتاحه تجاه تزويد أكراد العراق بأسلحة ألمانية لدعمهم في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال شتاينماير في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف": "علينا أن نعطي الأكراد فرصة الدفاع عن أنفسهم.. هناك مواقف يصبح فيها الإنسان آثما إذا تخلى عن فعل شيء مثلما يكون آثما عندما يقدم على الفعل". ويطالب حزب الخضر الألماني المعارض بعدم القيام بهذه الخطوة إلا بعد الحصول على موافقة البرلمان الألماني (بوندستاغ). وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب كاترين غورينغ-إيكارت في تصريحات للموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية: "على الحكومة ألا تقرر توريد أسلحة مميتة بدون البرلمان".

وفي الوقت نفسه دعا وزير التنمية الألماني غيرد مولر إلى الحصول على موافقة من البرلمان الألماني حال قررت الحكومة توريد أسلحة للعراق. وقال مولر في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): "أعتقد أن ذلك لن يمر دون قرار من البرلمان". وبحسب تقرير لموقع "تاغس شاو" الإخباري الإلكتروني، تدرس وزارة الدفاع الألمانية توريد صواريخ مضادة للدروع من طراز "ميلان" إلى العراق. وتطلب القوات المسلحة الكردية من الغرب هذه النوعية من الأسلحة لتتمكن من مواجهة المركبات المدرعة لمليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" بفعالية. تجدر الإشارة إلى أن صواريخ "ميلان" تزن 12 كيلوغراما ويبلغ طولها 90 سنتيمترا.

مؤتمر دولي حول "الدولة الاسلامية"

في سياق متصل أرجأ الجيش الألماني طلعات جوية كان من المخطط القيام بها اليوم من القاعدة الجوية في مدينة هون بولاية شليزفيغ-هولشتاين شمالي ألمانيا لنقل مواد إغاثية إلى شمال العراق. وقال متحدث باسم السلاح الجوي الألماني إنه لا يوجد حاليا تصريح بالتوقف في قاعدة "إنجيرليك" الجوية بتركيا. ولم يدل المتحدث بمزيد من التفاصيل. وبحسب الخطط الأولية، كان من المقرر إقلاع ثلاث طائرات من طراز "ترانسال" على متنها نحو 20 طنا من المواد الإغاثية لنقلها إلى شمال العراق. يذكر أن طائرات تابعة للجيش الألماني على متنها مواد إغاثة هبطت في مدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق يوم السبت الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن هناك توترات بين برلين وأنقرة بعدما كشفت تقارير إعلامية أن الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي إن دي) تتجسس على ما يبدو منذ سنوات على تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.

من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في مقابلة مع صحيفة "لوموند" انه سيقترح قريبا عقد مؤتمر حول الأمن في العراق ومحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال أولاند في المقابلة "علينا أن نضع إستراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التي باتت تشكل كيانا منظما، ولديها الكثير من التمويل، وأسلحة متطورة جدا، وتهدد دولا مثل العراق وسوريا ولبنان". وأوضح أولاند "لا نواجه حركة إرهابية مثل القاعدة ولكن شبه دولة إرهابية، الدولة الإسلامية".

ح.ز/ ع.ج (د.ب.أ / أ.ف.ب)