برلين تعلن مقتل موظفة بسفارتها بلبنان في انفجار بيروت
٦ أغسطس ٢٠٢٠
لقيت موطفة في السفارة الألمانية ببيروت حتفها في منزلها بسبب الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة اللبنانية. يأتي ذلك بعد أن أعلنت فرنسا وفاة مهندس بارز شارك في عمليات إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية.
وقال هايكو ماس وزير الخارجية إنه "تأكت أسوأ مخاوفنا. قتلت إحدى أعضاء سفارتنا في بيروت في منزلها نتيجة الانفجار". وأضاف أن "جميع اعضاء وزارة الخارجية حزينون بشدة لفقدان الزميلة"، بحسب تغريدة للوزير على موقع تويتر.
وأعرب ماس عن تعازيه لأقارب وموظفي السفارة في بيروت، وقال: "نيابة عن الزملاء والحكومة الاتحادية أتوجه بالشكر لجميع أولئك يتحملون مخاطر شخصية كبيرة كل يوم في جميع أنحاء العالم في خدمة بلدنا مثلهم مثل زميلتنا الراحلة".
وكانت فرنسا قد أعلنت مقتل المهندس المعماري جان مارك بونفيس وإصابة 24 فرنسياً آخر في الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة يوم الثلاثاء وأودى بحياة ما لا يقل عن 145 شخصاً وأصاب خمسة آلاف. وأعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو وفاة بونفيس في تغريدة.
وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية جان بابتيست ليموان اليوم الخميس أن ثلاثة من المصابين يعانون من جروح خطيرة.
وتعرض مبنى السفارة الألمانية في بيروت لأضرار جراء الانفجار، حسب المتحدث باسم الخارجية الألمانية أمس الأربعاء، وقال أنه تم إعادة تهيئة مبنى قديم، حتى تتمكن السفارة ولجنة إدارة الأزمات هناك من العمل على رعاية مصالح المواطنين الألمان. وبحسب البيانات، فإن مبنى معهد "غوته" الألماني الثقافي في بيروت تضرر بشدة أيضاً من الانفجار.
وكان تقرير داخلي للوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة الفنية "تي إتش دابليو" أفاد أمس الأربعاء بوجود ثمانية ألمان بين مصابي انفجار العاصمة اللبنانية.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، د ب أ)
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة