برلين تقترح مخرجا لإنهاء مأساة المهاجرين في المتوسط
٨ يوليو ٢٠١٩
تواجه سياسة اللجوء الأوروبية مأزقا حقيقيا أمام تفاقم محنة اللاجئين والمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، برلين اقترحت مخرجا لهذه المعضلة على المستوى الأوروبي.
إعلان
دعا وزير التنمية الألماني جيرد مولر اليوم الاثنين (8 تموز/ يوليو 2019) المفوضية الأوروبية الجديدة إلى إطلاق "مبادرة جديدة" لدعم الدول المطلة على البحر المتوسط في إنقاذ المهاجرين.
وانتقد مولر في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" إنهاء مهمة "صوفيا" الأوروبية لإنقاذ المهاجرين، وأضاف: "لا يجب أن ننتظر اتفاقاً بين جميع الدول الأوروبية (على عمليات إنقاذ المهاجرين)".
كما شدد مولر على أهمية تشكيل مهمة إنقاذ فورية دولية لنجدة اللاجئين في ليبيا، وتابع: "من الضروري وجود مبادرة إنسانية مشتركة بين أوروبا والأمم المتحدة لإنقاذ اللاجئين على الأراضي الليبية"، محذراً من موت اللاجئين والمهاجرين في مراكز الاعتقال الجماعية نتيجة العنف أو الجوع، أو نتيجة العطش في الصحراء عند محاولة العودة، أو نتيجة الغرق في البحر عند محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
ويستمر الجدل في أوروبا حول إنقاذ المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط وتوزيعهم على الدول الأوروبية، مع رفض بعض الدول الأوروبية استقبالهم.
"يجب أن ننهي المأساة"
وبعد سماح مالطا لسفينة "آلان كردي" التي كانت تقل 65 مهاجراً بالرسو في أحد موانئها مساء الأحد، دعت الرئيسة المشتركة المؤقتة للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، مانويلا شفيسيغ، إلى توزيع عادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي.
وأضافت شفيسيغ اليوم الاثنين لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية: "يجب أن ننهي المأساة في البحر المتوسط فوراً. ومن أجل ذلك نحتاج إلى حل أوروبي مشترك لتوزيع اللاجئين".
من جانبه دافع رئيس العمليات في سفينة الإنقاذ "سي ووتش 3"، فيليب هان، عن قرارهم بعدم إعادة المهاجرين الذين أنقذوهم الشهر الماضي إلى ليبيا.
وأضاف هان اليوم الاثنين لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ": "الأوضاع في مراكز إيواء اللاجئين هناك غير إنسانية والناس مهددون بشكل كبير أن يعملوا بشكل قسري ويعيشوا في ظروف تشبه ظروف العبيد".
كما انتقد هان الحكومة الألمانية بأنها لم تعد العدة في مجال الانقاذ البحري، مشيراً إلى أن السياسيين الألمان كان لديهم متسع من الوقت ليعدوا العدة لذلك، لكي لا يحتاجوا إلى المنظمات غير الحكومية، وأضاف: "الناس في أوروبا تريد سياسة تتعامل بشكل إنساني مع تحديات قضية الهجرة".
م.ع.ح/ح.ز (أ ف ب – ك ن أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو