أقرت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء بعد شهور من المفاوضات قوانين لجوء مشددة. وصنفت القوانين دول المغرب والجزائر وتونس دولا آمنة. فيما يلي نبذة عن روزنامة القوانين الجديدة:
إعلان
إجراءات سريعة:جوهر القوانين يتمثل في مراكز الإيواء التي تقيمها الولايات الاتحادية. الأشخاص المنحدرون من دول آمنة والذين صدر بحقهم حظر سفر أو قدموا طلبا ثانيا للجوء يخضعون هناك لإجراءات سريعة. وهذا ينطبق على طالبي اللجوء الذين يرفضون الكشف عن بصمات أصابعهم أو قدموا معلومات زائفة عن هويتهم أو أتلفوا عن قصد وثائق. مكتب شؤون الهجرة واللاجئين سيقرر في غضون أسبوعين بشأن الطلبات في عين المكان. استئناف القرارات يجب إتمامه أيضا في غضون أسبوعين إضافيين. وكانت الإجراءات إلى حد الآن تطول شهورا. طالبو اللجوء المرفوضة طلباتهم يجب أن يعودوا مباشرة من تلك المراكز إلى بلدانهم أو يتم ترحيلهم.
إلزامية الإقامة:الأشخاص ملزمون في فترة الإجراءات الخاصة بدراسة طلب اللجوء بالإقامة في نزل مخصصة تابعة لإدارة شؤون الأجانب المعنية بهم. في حال عدم الالتزام بذلك يتم إلغاء طلب اللجوء. إمكانية إعادة فتح الإجراءات تكون واردة مرة واحدة فقط.
التسجيل: كي يتوجه طالب اللجوء فعلا لمركز الإيواء الذي عُين فيه، وليحصل على الخدمات القانونية يجب أن يمتلك أولا وثيقة (هوية)الوصول الجديدة. هذه الوثيقة يتم إصدارها في مركز الإيواء.
لم شمل العائلة:اللاجئون الذين يتمتعون بحق الحماية "المؤقتة" لفترة زمنية محددة سيُمنعون من لم شمل العائلة لمدة سنتين ابتداء من دخول القانون حيز التنفيذ. ويتعلق الأمر هنا بأشخاص غير مضطهدين بصفة شخصية وليس لهم حق في الحماية كلاجئ أو طالب لجوء. لكن في حال تعرضهم للخطر في بلدهم الأصلي، فإنهم يحصلون على حق الحماية بشكل مؤقت. وتشمل هذه الفئة من الأشخاص لاجئين سوريين ينطبق عليهم منذ أسابيع الفحص الفردي المشدد. وبعد انتهاء السنتين يدخل الوضع القانوني السابق بصفة تلقائية حيز التنفيذ.
عمليات الترحيل:الإجراءات الجديدة تشدد على سرعة عمليات الترحيل ويراد لها أن لا تفشل قدر الإمكان لأسباب صحية غير مبررة. وعلى هذا الأساس يخضع إطار استصدار الشهادات الطبية لمزيد من الدقة. فالشهادة يجب أن تستوفي شروطا معينة لتبرير مرض عضال. القوانين الجديدة لا تفرض مقارنة متطابقة بين وضع الخدمات الصحية في البلد المعني وبين ألمانيا، إلا أنها تفرض وجود وضع صحي ملائم حتى وإن لا يرتقي إلى الوضع الصحي والخدمات الصحية في ألمانيا.
الحكومة تعتزم بذل مزيد من الجهد لإصدار هويات بديلة للأشخاص الذين يجب عليهم مغادرة ألمانيا. واستحدثت وحدة جديدة لشرطة الحدود ستتواصل مع سفارات بلدان الأصل بهدف إصدار جوازات سفر مؤقتة لكل من تم رفض طلب لجوئه وحصل على أمر ترحيله.
تكاليف اللاجئين:يجب على اللاجئين مستقبلا المساهمة في تكاليف دورات اللغة الألمانية والاندماج بدفع 10 يورو شهريا. المبلغ يخصم من الخدمات المقدمة لهم طبقا لقانون خدمات طالب اللجوء
حماية اليافعين:جميع الأشخاص الذين يتولون رعاية أو تكوين اللاجئين دون سن الرشد داخل مراكز الإيواء ونزل الإقامة يجب عليهم مستقبلا تقديم شهادة مفصلة لحسن السيرة.
الدول الآمنة:تعتزم الحكومة ضمن قانون خاص سيصدر لاحقا إعلان دول شمال إفريقيا، الجزائر والمغرب وتونس، دولا آمنة. وسيسمح ذلك بتسريع الإجراءات للأشخاص الوافدين من هناك وإصدار أوامر الترحيل بسرعة. عدد طالبي اللجوء من دول المغرب العربي ارتفع بقوة في الشهور الأخيرة. لكن فقط 1.7 في المائة من طالبي اللجوء من الجزائر و 3.7 في المائة من المغرب حصلوا في السنة الماضية على الحماية. ويُعتقد أن مغاربيين شاركوا في التجاوزات المرتكبة خلال ليلة رأس السنة الميلادية في كولونيا. ولتمرير هذا المشروع تحتاج أحزاب الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي لأصوات حزب الخضر داخل مجلس الولايات الاتحادية. فمجلس الولايات الاتحادي هو المخول بالموافقة على قانون توسيع لائحة الدولة "الآمنة".
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.