وافقت الحكومة الألمانية صباح اليوم على مشروع قرار يسمح بمشاركة الجيش الألماني في الحرب على "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. نص القرار يتضمن مشاركة قرابة 1200 جندي في المهمة لدعم التحالف الدولي.
إعلان
قالت مصادر مقربة من الحكومة الألمانية صباح اليوم الثلاثاء (الأول من كانون الأول/ديسمبر 2015) إن الحكومة الألمانية وافقت على مشروع قرار ينص على مشاركة الجيش الألماني في الحرب على تنظيم "الدولة افسلامية" (داعش) في العراق وسوريا في إطار المهمات التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتنص مسودة القرار التي قدمها وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير وأورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع على مشاركة 1200 جندي في المهمات التدريبية واللوجستية إلى جانب طائرات تورنادو الاستطلاعية وفرقاطة بحرية وطائرات تزود المقاتلات بالوقود في الجو. وتأتي هذه المهمة ردا على الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في العاصمة الفرنسية باريس قبل حوالي أسبوعين.
من جانب آخر، يتوقع رئيس رابطة الجيش الألماني أندريه فوستنر أن مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" يمكن أن تستغرق أعواما طويلة. وقال اليوم الثلاثاء في تصريحات لبرنامج "مورغن ماغازين" الإخباري بالقناة الأولى الألمانية (ايه دي أر): "أتوقع أن يستمر هذا الكفاح – إذا ما تم إدارته على محمل الجد- لما يزيد على عشرة أعوام". وأشار إلى أن تنظيم (داعش) لا يوجد في العراق وسوريا فحسب، ولكن في شمال أفريقيا بأكملها أيضا وصولا إلى مالي.
مهام الجيش الألماني في الخارج
"الدفاع عن أمن ألمانيا يتم في الهيندوكوش أيضا"، إنها الجملة التي قالها وزير الدفاع الأسبق بيتر شتروك خلال وصفه للعمليات الأولى للجيش الألماني في أفغانستان. جولة مصورة عن المهام العسكرية للجيش الألماني خارج حدود بلاده.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادق مجلس الوزراء الألماني على مشاركة الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وتجنبت المستشارة الألمانية وصف هذه المهمة بأنها مهمة حربية، وسيشارك ما يصل إلى 1200 جندي ألماني في هذه المهام المسندة اليه.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive/USAF
لا تشمل المهمة العسكرية الألمانية في سوريا عنصر المشاة بل طائرات استطلاع من نوع "تورنادو" وطائرة التزود بالوقود وسفينة حربية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلا عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
دعم القوات الفرنسية في مالي
وافق البرلمان الألماني على إرسال وحدة عسكرية ألمانية إلى مالي لدعم القوات الفرنسية المتواجدة هناك. وظيفة هذه القوات تركز على مساعدة البلد الواقع في غرب إفريقيا بهدف الاستقرار وتأمين ظروف حياة أفضل لسكانه.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهمتان للقوات الألمانية في مالي
هناك نحو 170 ضابطا ألمانيا في مالي حيث يقومون بتدريب القوات المالية. كما تقوم طائرات النقل العسكرية الألمانية بنقل مواد إغاثية ترسلها الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعادة بناء أفغانستان
شاركت القوات الألمانية منذ عام 2001 في القوات الدولية المشتركة (ايساف) المكلفة بحماية المدنيين في أفغانستان. وركزت مهمة الجنود الألمان الذين بلغ عددهم نحو 3000 جندي، على دعم عملية إعادة الإعمار وتدريب القوات الأفغانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهام قاتلة
منذ عام 2001 لقي 52 جنديا ألمانيا مصرعهم خلال القيام بخدمتهم في أفغانستان. وخارج الأراضي الألمانية قتل منذ عام 1992 ما مجموعه 103 جنديا ألمانيا خلال القيام بمهام مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرب كوسوفو
أطول مهمة للقوات الألمانية كانت في كوسوفو تحت قيادة قوات الناتو المشتركة. وحتى الآن مازال هناك أكثر من 700 جندي يؤدون مهامهم في كوسوفو التي مزقتها الحرب. ومنذ بداية المهمة عام 1999 وحتى اليوم قتل 26 جنديا خلال القيام بخدمتهم.
صورة من: DW/Bekim Shehu
حماية الحدود التركية
قامت وحدة صواريخ باترويت الألمانية بحماية الحدود الجنوبية لتركيا بالتعاون مع قوات أميركية وهولندية تحت علم قوات الناتو. راقبت الوحدة الحدود مع سوريا منذ عام 2013. وتم سحب الوحدة المكونة من بطارتين للصواريخ و400 جندي في آب/أغسطس 2015، علما أن تفويض البرلمان الألماني لهذه المهمة سينتهي في نهاية كانون الثاني/يناير 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
الشرق الأوسط
تشارك سفن حربية ألمانية ضمن عمليات اليونيفيل في البحر الأبيض المتوسط. أنشأت الأمم المتحدة قوات اليونيفيل لمراقبة الحدود بين إسرائيل ولبنان عام 1978، وتم تمديد مهمة اليونيفيل بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل عام 2006.
صورة من: imago/C. Thiel
فرقاطات ألمانية
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك، قرر حلف الناتو إطلاق عملية "اكتف انديافور" في منطقة البحر الأبيض المتوسط. العملية تستهدف مراقبة نشاط الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، وتشارك فيها غواصات وفرقاطات بحرية ألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وشدد فوستنر على ضرورة الاستعداد لهذه المهمة وأشار إلى أن هناك حاجة لتحديد أهداف بناء على جدول زمني، وقال: "علينا التعلم من أخطاء الماضي بالنظر إلى المهام الأخرى". وأكد أن الهجمات الجوية لن تسفر وحدها عن كسر شوكة التنظيم، وقال: "إذا أردت مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وإبادته أيضا، فيتعين علينا حينئذ التعامل مع هذه المشكلة على نطاق واسع؛ فلا يمكن حل المشكلة عسكريا فحسب".
حزبا اليسار والخضر يعارضان
قرار الحكومة الألمانية المشاركة في محاربة تنظيم "داعش" في سوريا قوبل برفض شديد من قبل حزبي المعارضة الرئيسيين، حزب اليسار وحزب الخضر. وذكرت مصادر حزبية أن نواب حزب اليسار الألماني سيصوتون بشكل جماعي ضد قرار الحكومة الألمانية المشاركة بعمل عسكري في سوريا. بينما ستصوت أغلبية في حزب الخضر المعارض ضد القرار، إذ من المتوقع أن يصوت 41 نائبا من الخضر ضد المشاركة مقابل أربعة نواب موافقين عليها.
ويشار إلى أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) سيصوت يوم الجمعة القادم (الرابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015) على قرار الحكومة الألمانية حول المشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش"، وبدون موافقة البرلمان لا تستطيع حكومة الألمانية المشاركة في مهمات عسكرية خارجية.