برلين تكثف الضغط على أردوغان للالتزام باتفاق الهجرة
١١ سبتمبر ٢٠١٩
ارتفع عدد المهاجرين في الجزر اليونانية مرة أخرى بشكل ملحوظ ما دفع الحكومة الألمانية للضغط على تركيا للالتزام بتعهداتها بعد أن هدد الرئيس أردوغان بفتح حدود بلاده أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا اذا لم يحصل على "الدعم".
إعلان
في ظل ازدياد عدد اللاجئين القادمين من الأراضي التركية باتجاه الجزر اليونانية، تسعى الحكومة الألمانية إلى ممارسة الضغط على الحكومة التركية للوفاء بالتزاماتها تجاه ملف الهجرة والمنصوص عليها في الاتفاقية البرمة بين الاتحاد الأوربي وتركيا عام 2016. ووصف المتحدث باسم الحكومة ستيفن زايبرت اليوم الأربعاء (11 أغسطس/أيلول) في برلين الاتفاق بمفتاح التعامل مع الوضع القائم، مذكرا بأن الاتفاق ينص "على عمليات إعادة المهاجرين إلى تركيا".
وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين إلى تركيا، إذا تبين انتقالهم بشكل غير شرعي إلى الجزر اليونانية ولم يحصلوا على لجوء في اليونان. في المقابل، يستقبل الاتحاد الأوروبي من تركيا مقابل كل سوري معاد إليها سوريا آخر مقيما على نحو شرعي في تركيا.
ميركل تضغط
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أجرت اليوم مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تناول الطرفان فيها العديد من القضايا، خاصة ملف الهجرة. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل وأردوغان تحدثا عن "وضع الهجرة في بحر إيجه وحول التعاون بشأن هذا الملف بموجب اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا".
المكالمة الهاتفية تأتي بعد ايام فقط من تكرير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديده بفتح الحدود للاجئين السوريين إلى أوروبا، مضيفا أن أنقرة لا يمكنها أن تتحمل أي تدفق محتمل آخر للهجرة من سوريا بنفسها. وقال أردوغان إن هناك "تهديدا جديدا بشأن الهجرة" من منطقة إدلب السورية على طول الحدود التركية، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى توفير مساعدات مالية كافية. وأضاف: "إما أن تشتركوا في تحمل العبء أو أننا سنفتح البوابات"، وقال إن الاتحاد الأوروبي لم يف تماما بوعده بشأن المساعدات المالية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق في 2016 على منح أنقرة ستة مليارات يورو في شكل مساعدات في مقابل أن تمنع المهاجرين من عبور أراضيها إلى أوروبا. وقال أردوغان إن تركيا أنفقت 40 مليار دولار على اللاجئين السوريين، وأشار إلى أن مساعدات الاتحاد الأوروبي بلغت نحو ثلاثة مليارات يورو.
تدفق مستمر
في الأثناء، مازال عدد المهاجرين المتدفقين على الجزر اليونانية في تصاعد مستمر، فقد اعترض خفر السواحل اليوناني، فوفقا للبيانات الرسمية اليونانية، فإن 486 شخصا وصلوا خلال نهاية الاسبوع المنصرم فقط من تركيا إلى جزر ليسبوس وخيوس وساموس وليروس وكوس ببحر إيجة.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 34 ألف شخص وصلوا إلى اليونان منذ بداية العام وحتى الثاني من أيلول/سبتمبر، وأن 26 ألفا منهم قدموا عن طريق البحر. وبذلك يتجاوز عدد الواصلين إلى اليونان منذ بداية العام، إجمالي من وصلوا إليها في 2018. كما تعد أعداد العام الحالي الأعلى منذ ثلاث سنوات عندما أغلقت دول طريق البلقان حدودها أمام المهاجرين.
ي.ب/ ع.ج.م (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.