برلين تكشف عن قيمة مبيعات الأسلحة للتحالف السعودي في اليمن
٢٨ مارس ٢٠١٩
كشفت الحكومة الألمانية عن القيمة الإجمالية لمبيعاتها من الأسلحة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن. يأتي ذلك في وقت يحتدم فيه الجدل حول الحظر الذي فرضته برلين على الرياض بهذا الشأن وانتقادات الشركاء الأوروبيين له.
إعلان
قالت الحكومة الألمانية إنها باعت منذ تشكيلها في 14 آذار/ مارس 2018 معدات عسكرية بقيمة نحو 400 مليون يورو للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ورغم أن الاتفاقية التي تنظم عمل الائتلاف الحكومي في ألمانيا تنص على وقف جزئي لصادرات الأسلحة للتحالف إلا أن الحكومة باعت في هذه الفترة أسلحة للبلدان الثمانية المشاركة في التحالف، وذلك من خلال تصاريح فردية، حسبما جاء في رد الحكومة اليوم الخميس (28 مارس/ آذار) على طلب إحاطة لحزب الخضر.
وتقود السعودية منذ 26 آذار/ مارس عام 2015، تحالفا عسكريا ضد جماعة الحوثي، بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بهدف إعادة سلطته الشرعية إلى المناطق التي سيطر عليها الحوثيون شمالي البلاد بما فيها العاصمة صنعاء. غير أن هذه الحرب تسببت في أزمة إنسانية هائلة. لذلك أصرّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة على وقف تصدير المعدات العسكرية الألمانية للدول المشاركة في الحرب. لكن التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وافق على ذلك من خلال صياغة مخففة، تم من خلالها الاتفاق على وقف تصدير المعدات العسكرية للدول المشاركة "بشكل مباشر" في الحرب، مع استثناء الصفقات التي تمت الموافقة عليها قبل تشكيل الحكومة.
مسائيةDW : دور ألمانيا المتزايد في القضايا الدولية.. أي استراتيجية؟
23:06
وتعتبر السعودية والإمارات أكثر دولتين مشاركتين في الحرب. غير أن قيمة التصاريح التي كانت قد أصدرتها ألمانيا لهاتين الدولتين في النصف الأول من العام الماضي وحده بلغت ثلاثة أرباع إجمالي قيمة الأسلحة التي صدرتها ألمانيا للتحالف الذي تقوده السعودية خلال العام بأكمله، والذي بلغ 398 مليون يورو، حيث أصدرت ألمانيا عشرة تصاريح تصدير معدات عسكرية للسعودية بلغت وحدها 255 مليون يورو، ولكن جميعها كان قبل تشرين الثاني / نوفمبر 2018 ويسري منذ ذلك التاريخ وقف تصدير الأسلحة للسعودية الذي اعتمدته ألمانيا ضد السعودية منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول. أما الإمارات فصدر لصالحها 68 تصريح تصدير أسلحة بقيمة 57 مليون يورو.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ، ب د أ)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud