برلين تنتقد استخدام شرطة كولونيا تعبير "نافريس" في رأس السنة
٢ يناير ٢٠١٧
لا يزال السجال مستمرا في ألمانيا حول سلوك شرطة كولونيا ليلة رأس السنة واستخدامها تعبير "نافريس" للإشارة إلى شبان من شمال أفريقيا من أصحاب السوابق. وزارة الداخلية نأت بنفسها عن التعبير كما انتقدت منظمة العفو شرطة كولونيا.
إعلان
نأت وزارة الداخلية الألمانية بنفسها عن تعبير "نافريس Nafris" الذي استخدمته شرطة مدينة كولونيا في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليلة رأس السنة، في إشارة إلى شبان من شمال إفريقيا من أصحاب السوابق. وانتقدت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الاثنين (الثاني من كانون الثاني/ يناير 2017) هذا التعبير واصفة إياه بـ "الإشكالي" وأنه "ليس مصطلحا رسميا" تعتمده الوزارة في وثائقها وأدبياتها.
كما انتقدت منظمة العفو الدولية سلوك شرطة كولونيا ليلة رأس السنة كي تتجنب تكرار حوادث الاعتداء الجنسي في ليلة رأس السنة الماضية، مشددة على أنه يعتبر انتهاكا لقانون منع التمييز الذي تعتمده ألمانيا. وقال ألكسندر بوش، الخبير في مناهضة العنصرية لدى منظمة العفو الدولية، صحيح أن من "وظيفة الشرطة تحقيق الأمن" لكن من واجبها أيضا أن "تحمي المواطنين من التمييز وهذا ما تجاهلته شرطة كولونيا ليلة رأس السنة"، وذلك في إشارة إلى إجراءتها ضد شبان من شمال أفريقيا.
وكان رئيس شرطة كولونيا يورغن ماتيس قد اعترف شخصيا بأن تعبير "نافريس" الذي استخدمته الشرطة ليلة رأس السنة "قد استعمل بشكل سيئ" معبّرا عن أسفه لما حصل وذلك في تصريحات صحافية أدلى بها اليوم. ورغم إقراره بأن استخدام التعبير كان "خطأ"، إلا أن ماتيس دافع في الوقت ذاته عن عمل جهازه بشأن مراقبة مجموعات وصفها بالعدوانية تمّ رصدها في القطارات التي كانت متوجهة إلى كولونيا.
وأضاف ماتيس أن تدخل الشرطة تمت بلورته انطلاقا من التجربة والخبرة المكتسبة من رأس السنة الماضية، حيث نشأ انطباع واضح حول الأشخاص الذين تتعين مراقبتهم. واستطرد موضحا "لم يكن بينهم كبار السن من ذوي الشعر الرمادي أو شابات شقروات".
وكانت شرطة كولونيا قد أعلنت ليلة رأس السنة الجديدة عبر تويتر أن "في محطة القطار المركزية تتم الآن مراجعة هويات المئات من نافريس". وتعبير "نافريس" يستخدمه الشرطة فيما بينها في إشارة إلى شبان من شمال أفريقيا من أصحاب السوابق.
من جهتها انتقدت زعيمة حزب الخضر زيمونه بيتر عمل الشرطة وشككت في شرعية الطريقة التي عملت بها. وتساءلت حول مدى تطابقها مع مقتضيات القانون حين تتم مراجعة هويات ألف شخص على أساس مظهرهم الخارجي فقط. وهو الاتهام الذي رفضه رئيس الشرطة يورغن ماتيس مستبعدا أي دوافع عنصرية وراء العملية الأمنية.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، DW)
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.