برلين تندد باتهامات جونسون: لم ندعُ لاستسلام أوكرانيا
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢
شجبت الحكومة الألمانية تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون التي اتهم فيها برلين بأنها كانت تدعو، قبل وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا، إلى سرعة استسلام كييف في حال وقوع هذا الهجوم الروسي فعلياً.
إعلان
رداً على ادعاء رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون بأن ألمانيا كانت تدعو أوكرانيا لمسارعة الاستسلام قبل الهجوم الروسي، علق المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت في برلين اليوم الأربعاء (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022): "نعرف أن رئيس الوزراء الأسبق المسلي للغاية له دائماً علاقة خاصة بالحقيقة، ولم يختلف الحال في هذه الواقعة أيضاً".
وأضاف هيبشترايت أن المستشار أولاف شولتس والحكومة الألمانية بوجه عام قررا توريد شحنات أسلحة كبيرة إلى أوكرانيا، ورأى شولتس أنه انطلاقاً من هذا الأمر فإن "الحقائق ترد على هذا التجني".
وقد أثارت هذه التصريحات ضجة في برلين بعد إذاعتها اليوم الأربعاء. ونقلت محطة "سي إن إن" الأمريكية عن جونسون قوله إن "وجهة النظر الألمانية كانت ترى في مرحلة معينة أنه في حال وقوعه (الهجوم الروسي)، فإن هذا سيكون بمثابة كارثة وسيكون من الأفضل أن ينتهي كل شيء بسرعة وأن تستسلم أوكرانيا". وأضاف جونسون: "لم أستطع أن أدعم هذا، واعتبرته بمثابة وجهة نظر كارثية".
في الوقت نفسه، قال جونسون: "لكنني أستطيع أن أفهم لماذا كانوا يفكرون ويشعرون على هذا النحو الذي فعلوه"، مشيراً إلى أنهم تذرعوا في ذلك "بكل الأسباب الاقتصادية التي يمكن أن تكون مبررة".
وكان جونسون أدلى بهذه التصريحات لريتشارد كويست مقدم البرامج في المحطة الأمريكية في العاصمة البرتغالية لشبونة أول أمس الاثنين، لكن هذه التصريحات لم تصل إلى قطاع أكبر من الجماهير إلا اليوم.
وتابع جونسون الذي كان قد سافر إلى كييف عدة مرات أثناء الحرب، أن الحشد الروسي على الحدود الأوكرانية كان صدمة "وقد شاهدنا كيف تزايد حجم مجموعات الكتائب التكتيكية الروسية، لكن دولا مختلفة تبنت وجهات نظر متباينة للغاية".
كانت العديد من الحكومات الغربية تتخوف قبل الهجوم الروسي من إمكانية هزيمة أوكرانيا في غضون أيام قليلة نظرا لتفوق الجيش الروسي.
وفي ذات السياق، انتقد جونسون أيضا فرنساً وإيطاليا وموقفيهما قبل اندلاع الحرب، لكنه أكد أن وجهات النظر تغيرت مع وقوع الهجوم الروسي في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي. وأوضح جونسون أن "ما حدث هو أن الجميع: الألمان والفرنسيين والإيطاليين، الجميع: (الرئيس الأمريكي) جو بايدن، كانوا يرون أنه ليس هناك خيار لأنه لا يمكن التفاوض مع مثل هذا الشخص (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)"، وأردف "هذا هو الشيء الأهم" مشيداً برد الفعل الغربي ولاسيما من الاتحاد الأوروبي ووصفه بأنه كان "رائعاً".
خ.س/ص.ش (د ب أ)
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
في كل سنة تحيي روسيا باستعراض عسكري ضخم الانتصار على ألمانيا النازية. وهذه المرة يُراد أن يكون الحفل الأكبر من نوعه عبر كل الأزمنة ـ لكن هذا التطلع كان موجودا أيضا في استعراضات أخرى.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
صورة من: Imago Images
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
صورة من: Imago Images
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
صورة من: Imago Images
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
صورة من: Imago Images/UPI
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
صورة من: Imago Images
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
صورة من: Imago Images
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
صورة من: picture-alliance/Russian Look/D. Golubovich
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Kudryavtsev
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
صورة من: Reuters/A. Druzhinin
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.