برلين توافق على سحب قواتها من قاعدة أنجرليك التركية
٧ يونيو ٢٠١٧
وافق مجلس الوزراء الألماني سحب القوات المتمركزة في قاعدة إنجرليك الجوية التركية، متبنيا خطة وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين نقلها إلى قاعدة "الأزرق" الأردنية.
إعلان
مهد مجلس الوزراء الألماني اليوم الأربعاء (السابع من يونيو/ حزيران 2017) الطريق لسحب القوات الألمانية من قاعدة "إنجرليك" التركية، ووافق دون إجراء مشاورات على خطة وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين لنقل الجنود إلى الأردن.
وكانت فون دير لاين قد شرحت في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية اليوم الأربعاء خطة تهدف إلى نقل القوات الألمانية إلى قاعدة "الأزرق" الجوية الأردنية، مستبعدة تماما قاعدة "قونية" التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) كبديل وذلك لأسباب "تقنية"، موضحة أنها اقترحت قاعدة "الأزرق" في الأردن.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يشارك بنحو 260 جنديا في المهمة الدولية لمكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا والعراق وبست طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" وطائرة تزويد بالوقود، انطلاقا من قاعدة "إنجرليك" التابعة لحلف شمال الأطلسي. وكان وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل قد أعلن أول أمس الاثنين عزم بلاده سحب قواتها من القاعدة عقب فشل محاولته الأخيرة خلال زيارته لأنقرة لحث تركيا على السماح لنواب البرلمان الألماني بزيارة جنود بلادهم في قاعدة إنجرليك، حيث ظل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو متمسكين برفض الزيارة. وكانت أنقرة قد بررت رفضها لزيارة المشرعين الألمان لجنود بلادهم المتمركزين في إنجرليك بسبب منح برلين حق اللجوء لجنود أتراك سابقين، تتهمهم أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري بتركيا في شهر تموز/يوليو من العام الماضي.
وفي سياق متصل، أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن أسفه إزاء الخلاف بين ألمانيا وتركيا العضوتين في الحلف بشأن قاعدة إنجرليك الجوية. وذكر الناتو أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ كان على اتصال دوري بالحكومتين الألمانية والتركية، وأضاف: "نأسف لعدم التمكن من حل الخلاف بطريقة مختلفة".
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".