تشير بيانات حكومية إلى زيادة قيمة صادرات الأسلحة الألمانية إلى مستوى قياسي خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، بيد أن وزير الاقتصاد ألمح إلى أن هذه الزيادة هي "ظاهرية فقط"، مرجعا ذلك إلى أسباب أهمها تشكيل الائتلاف.
إعلان
أصدرت الحكومة الألمانية تصاريح بتصدير أسلحة خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام بقيمة 7.42 مليار يورو، وهو ما يعادل تقريبا إجمالي قيمة صادرات الأسلحة الذي سجلته ألمانيا في العام القياسي 2015، والذي بلغ 7.86 مليار يورو.
وبحسب رد وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة من نائبة الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار"، سيفيم داغدلين، والذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) أصدرت الحكومة الألمانية تصاريح بتصدير أسلحة حربية بقيمة 2.4 مليار يورو وبتصدير بضائع تسليح أخرى بقيمة 5.09 مليار يورو خلال الفترة ما بين الأول من كانون الثاني/ يناير حتى 31 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.
وفي المقابل، رفضت الحكومة 56 طلبا للحصول على تصريح لإبرام صفقات أسلحة يبلغ إجمالي قيمتها 15.7 مليون يورو. ويرجع العدد الضئيل للطلبات المرفوضة إلى أن الطلبات التي ليس لديها فرص للحصول على موافقة، لا يتم تقديمها من الأساس في المعتاد. وحتى منتصف هذا العام، وافقت الحكومة على منح تصاريح بتصدير أسلحة بقيمة 5.3 مليار يورو، وهو ما يعادل تقريبا قيمة صادرات الأسلحة خلال العام الماضي بأكمله (4.8 مليار يورو).
وكان وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير فسر من قبل هذه الزيادة الملحوظة في قيمة صادرات الأسلحة بالفترة الطويلة التي استغرقها تشكيل الائتلاف الحاكم في ألمانيا عقب الانتخابات التشريعية عام 2017، حيث أدى ذلك إلى تعليق اتخاذ الكثير من القرارات بشأن تصدير الأسلحة، ما يعني أن هذا الارتفاع المفاجئ يعتبر ارتفاعا "ظاهريا فقط".
واتهمت داغدلين الحكومة الألمانية باتباع سياسة غض الطرف في طلبات تصدير الأسلحة، وقالت إن الحكومة الألمانية تسببت في صفقات التسليح هذا بمقدار نحو 3 مليارات يورو، مطالبة بحظر قانوني لصادرات الأسلحة.
يذكر أن ألمانيا فرضت وقف تصدير للأسلحة ضد المملكة العربية السعودية بشكل منفرد في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 وتم تمديد حظر التصدير مرتين حتى الآن بناء على ضغط من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، ويسري الحظر الحالي حتى آذار/ مارس 2020 وليس هناك أية دول أخرى بالاتحاد الأوروبي مشاركة في الحظر.
ع.أ.ج / ح ز (د ب ا)
تقنيات أحدثت ثورات في عالم السلاح
يحذر خبراء الذكاء الاصطناعي" أي آي " من مخاطر ثورة قد تحدث لو طُورت أسلحة مميتة ذاتية التحكم والعمل بشكل غير مدروس، لكنّ السؤال المهم يبقى: ما هي الاختراعات التي أحدثت فعلا ثورات في عالم السلاح وصناعته؟
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
" أي آي " الثورة الثالثة في عالم السلاح
كتب أكثر من مائة خبير في الذكاء الاصطناعي إلى الأمم المتحدة وطالبوها بحظر الأسلحة ذاتية التحكم التي يمكن أن تنشط دون تدخل بشري. حتى الآن لا وجود لروبوت قاتل، لكنّ القفزات في مجال الذكاء الاصطناعي جعل ظهورها ضمن المستقبل المنظور. في رسالتهم أكد الخبراء أنّ هذه الأسلحة ستمثل الثورة الثالثة، بعد البارود والأسلحة النووية.
صورة من: Bertrand Guay/AFP/Getty Images
البارود
أول ثورة في عالم السلاح حدثت باختراع البارود من قبل الصينيين الذين بدأوا باستخدامه بين القرنين العاشر والثاني عشر بما يمكنّهم من إطلاق مقذوفات من خلال مواسير أسلحة بسيطة. وسرعان ما انتشر في الشرق الأوسط وأوروبا في القرون التالية، وحال ما استقرت صناعتها، أثبتت الأسلحة النارية قدرتها على القتل بما يفوق بأضعاف قدرة القوس والسهم والرمح.
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
المدفعية
أدى اختراع البارود الى دخول المدفعية الى الميدان. وشرعت الجيوش منذ القرن السادس عشر باستخدام قطع مدفعية قادرة على اطلاق كرات معدنية ثقيلة نحو جنود المشاة المهاجمين ولإحداث ثغرات في الأسوار المحيطة بالمدن والحصون . في القرن التاسع عشر طورت أنواع أشد فتكا من المدفعية وزج بها الى ميادين القتال في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الأسلحة الرشاشة
أواخر القرن التاسع عشر اخترعت الأسلحة التي ترمي رشقات نارية متتالية سريعة، فغيرت فورا شكل ساحات الحرب. الأسلحة الرشاشة، كما باتت تعرف، أتاحت للمهاجمين السير نحو العدو تحت غطاء ناري كثيف يمنعه من المواجهة. قدرة السلاح المميتة تجلت في معارك الحرب العالمية الأولى حيث تمكن المتحاربون من قتل جنود المشاة وهم يتقدمون عبر الأرض بين القطعات.
صورة من: Imperial War Museums
الطائرات المقاتلة
العقول التي تحرك الجيوش لم تهمل اختراع أول طائرة عام 1903، فبعد ست سنوات، اشترى الجيش الأمريكي أول طائرة حربية غير مسلحة وهي "رايت ميليتري فلاير" المنتجة عام 1909. في السنوات التي تلت، استمرت تجارب العلماء والمختصين على الطائرات وطورت القاذفة والمقاتلة. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، باتت القاذفات والمقاتلات عماد سلاح الجو الذي أنشأ مستقلا عن الجيوش.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/U.S. Airforce
العجلات والوحدات الآلية
اعتادت الجيوش على استخدام الجنود والخيول للحرب ولنقل المعدات العسكرية. ولكن بحلول الحرب العالمية الأولى بدأت الجيوش باستخدام الآليات من قبيل السيارات والدراجات النارية والشاحنات والدبابات والمدرعات وناقلات الأشخاص المدرعة فكانت النتيجة جيوشا شديدة البأس. ألمانيا النازية هي أول من أطلق استراتيجية الحرب الآلية الخاطفة " Blitzkrieg".
صورة من: ullstein bild - SV-Bilderdienst
الصواريخ
رغم قدرة المدفعية التدميرية، فقد بقي مداها قصير نسبيا، وجاء اختراع الصواريخ في الحرب العالمية الثانية ليتيح فجأة للجيوش استهداف أهداف تبعد عنها مئات الكيلومترات. كان أول صاروخ من صنع المانيا وهو V-2 بدائيا، لكنه أرسى القواعد لصناعة الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الطائرات النفاثة
ظهرت الطائرات النفاثة أول مرة نهاية الحرب العالمية الثانية الى جنب الطائرات المروحية. المحركات النفاثة زادت من سرعة وقدرة الطائرات على الارتفاع ما جعلها هدفا صعبا لمدفعية والأسلحة المضادة الطائرات وحتى شبكات الرادار. بعد الحرب العالمية الثانية طورت طائرة استطلاع نفاثة تملك القدرة على التحليق على ارتفاع 25 كيلومتر وتطير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
صورة من: picture-alliance
الأسلحة النووية
الثورة الثانية في عالم السلاح اعلنت عن نفسها بشكل مروع في السادس من آب/ اغسطس 1945 حين القت الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة هيروشما في اليابان "الصبي الصغير" وهي القنبلة النووية الأولى . قتلت القنبلة وجرحت فورا من 60 الى 80 ألف انسان . في الحرب الباردة طوّرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا آلاف القنابل الأشد فتكا.
صورة من: Getty Images/AFP
ماكنة الحرب في العصر الرقمي
شهدت العقود الأخيرة تناميا في استخدام الكومبيوتر في الماكنة العسكرية. العالم الرقمي جعل وسائل الاتصال أسرع وأبسط، وزاد إلى حد كبير من دقة إصابات بعض الأسلحة. وتركز الجيوش اليوم على تطوير وسائل الحرب الإلكترونية، للدفاع عن البنية التحتية ولتمكين الجيوش من مهاجمة الخصوم على فضاء السايبر.الكسندر بيرسن/ ملهم الملائكة