يشعر الكثير من الناس بالأمان عند الحديث عبر الهاتف وذلك أثناء العودة للمنزل في وقت متأخر حيث يقل عدد المارة في الشوارع. أما من لا يجد صديقا أو قريبا مستيقظا فيمكنه ألان الاستعانة بخدمة هاتفية هدفها منح العائدين متأخرا للمنزل الشعور بأنهم ليسوا وحدهم.

الشابة البرلينية فرانسيس بيرغر/31 عاما/ هي صاحبة الفكرة، إذ أسست مع صديقة لها خدمة هاتفية يمكن من خلالها، لمن يشعر بعدم الأمان أثناء العودة للمنزل، الاتصال برقم معين والدخول في حوار مفتوح حتى يصل إلى منزله.

تستخدم الشاباتان أحد البرامج التي تساعد في تحديد موقع المتصل ومتابعته أثناء طريق العودة للمنزل وفي حال تعرض المتصل لأي مشكلة تسارع الشاباتان بإبلاغ الشرطة.

وعن نشأة الفكرة تقول بيرغر لصحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية:"كنت دائما أتصل بصديقي عند العودة متأخرا للمنزل...لم أكن أريد الحديث معه بقدر ما كنت أرغب في تجنب الشعور بالوحدة أثناء السير وحدي في الطريق المظلم".

وتتلقى الشاباتان المكالمات مساء الجمعة والسبت وهي الأيام التي يفضل فيها معظم الناس الخروج ليلا للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع. وتقول بيرغر إن معظم المكالمات تأتي من نساء عائدات للمنزل ليلا لكن هذا لم يمنع بعض الرجال، من الفضوليين، الاتصال للتأكد من جدية الخدمة.

وتتحدث بيرغر مع المتصل عن أي شيء ممكن، إذ تبدأ بالسؤال عن المكان الذي كان فيه وما إذا كان أعجبه أم لا، ثم تتطرق لأمور مختلفة تمنح المتصل من خلالها الشعور بأنه ليس وحيدا وأن هناك من سينقذه حال تعرضه لمشكلة على الطريق. وتوضح بيرغر لصحيفة "برلينر تسايتونغ" الأمر قائلة:"هدفنا هو نزع الخوف من قلب المتصل. كان لدي صديقات تعرضن لحوادث سرقة أثناء عودتهن ليلا".

ومع بداية المشروع قبل نحو ثلاثة أشهر كان عدد الاتصالات أقل من عشرة في الليلة الواحدة لكنها تضاعفت الآن لاسيما مع انتشار الفكرة خارج العاصمة برلين وامتدادها لمدن أخرى، كما أن سعر المكالمة لا يزيد عن المكالمة العادية.

ا ف/ ي ب (برلينر تسايتونغ)