بعد خفض شركة غازبروم الروسية إمدادات الغاز إلى ألمانيا لأسباب قالت إنها تقنية، اعتبر وزير الاقتصاد الألماني هابيك أن القرار سياسي. فيما أعلن وزير المالية أن قيمة الأصول الروسية المجمدة في ألمانيا تتجاوز 4 مليارات يورو.
إعلان
أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك عن اعتقاده بأن التقليص الأخير لواردات الغاز الروسي لألمانيا له دوافع سياسية. وقال نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، في برلين اليوم الأربعاء (15 حزيران/يونيو 2022) إن لديه انطباعاً بأن "ما حدث بالأمس هو قرار سياسي وليس قراراً يمكن تبريره من الناحية الفنية".
وأعلنت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة اليوم الأربعاء خفض شحناتها من الغاز إلى أوروبا بمقدار الثلث (33 في المائة) عبر خط أنابيب الغازنورد ستريم، مبررة ذلك بعدم قيام شركة سيمنس الألمانية بصيانة المعدّات الضرورية. وأوضحت: "غازبروم أوقفت تشغيل توربينة غاز أخرى من شركة سيمنس في محطة الضغط بورتوفايا"، حيث يتم ملء نورد ستريم والتي سينخفض إنتاجها اليومي من 100 إلى 67 مليون متر مكعب يومياً، بعد انخفاض أول من 167 إلى 100 مليون متر مكعب الثلاثاء.
وكانت غازبروم أعلنت أمس الثلاثاء تخفيض الحد الأقصى لحجم الغاز الذي يتم ضخه عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1 "إلى ألمانيا بنسبة 40%، وأرجعت التقليص إلى تأخر شركة سيمنس في إنهاء أعمال إصلاحات. وذكرت غازبروم أنه لم يتم إعادة وحدة لضغط الغاز في الوقت المحدد، بعد الإصلاح.
وشبه هابيك الخطوة التي أعلنت عنها غازبروم بالقرارات الأخيرة الخاصة بوقف توريد الغاز إلى بلغاريا وبولندا والدنمارك، وقال إنها تأتي أيضاً في إطار معاقبة شركة غازبروم جيرمانيا، الذراع السابقة لغازبروم الروسية، والتي أصبحت حالياً تحت الوصاية الألمانية، ورأى أن روسيا تنتهج في هذا نهجاً مجزأ أو تدريجياً.
ولفت هابيك إلى أن إنجاز أعمال الصيانة من جانب سيمنس غير مطلوب قبل الخريف المقبل.
ونفت الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا صحة ما قالته جازبروم عن تسبب التأخر في أعمال صيانة ضاغط للغاز في تقليص الكميات الموردة.
وفي الوقت نفسه، أكد هابيك: "ليست لدينا مشكلة إمداد في ألمانيا" وقال إن الشركات المزودة بالطاقة "نجحت حتى الآن في الحصول على الغاز من مصادر أخرى".
الأصول الروسية المجمدة في ألمانيا
من جهته أعلن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، اليوم الأربعاء، أن قيمة الأصول الروسية التي تم تجميدها في البلاد وصلت منذ بدء سريان العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب حرب أوكرانيا إلى 4,48 مليار يورو.
وأوضح النائب الثاني للمستشار الألماني أن هذه الأصول تشمل ممتلكات متنوعة، منها أرصدة للبنك المركزي الروسي، بالإضافة إلى استثمارات شركات، لكنه لم يفصح عن تفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن هناك صعوبة في تحديد أصول الطبقة الثرية (الأوليغارشية) الروسية على وجه الخصوص وتضم هذه الأصول فيلات وطائرات خاصة ويخوت فاخرة وترجع الصعوبة في تحديد هذه الأصول إلى عدم وضوح علاقة الملكية في هذه الحالات.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.