1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين- عاصمة عالمية للموضة وعروض الأزياء

٧ أبريل ٢٠١٢

رغم تألق العاصمة برلين كمركز عالمي للموضة منذ بدايات القرن العشرين، إلا أن تبعات الحرب العالمية الثانية وتقسيم ألمانيا محت معالم هذا التألق. لكن برلين عادت اليوم لتشهد تنظيم أهم عروض الأزياء العالمية.

صورة من: AP

معظم من يؤمن بالروحانيات يعتقد بأن لكل مدينة روح تميزها، رغم صعوبة معرفة جوهر هذه الروح. لكننا في حالة العاصمة برلين نستطيع أن نتلمس روح موضة القرون الماضية التي عادت إليها وبُعثت بها من جديد. هذه الروح أصبح حضورها كبيراً من خلال الكثير من عروض الموضة، وبعضها منتظم سنوياً في كل من شهري كانون الثاني/ يناير وتموز/ يوليو في برلين والمعروف باسم "أسبوع الموضة".

خمسة عروض خلال أربعة أيام

ومن أهم عروض الأزياء التي تقام في برلين سنوياً هو "أسبوع الموضة"، الذي قدم دورته هذا العام، التي نُظمت من 18 حتى 21 شباط/ فبراير الماضي، قُدمت خمسة عروض منفصلة، أهمها عرض "أسبوع موضة مرسيديس بنز" في خيمة طويلة عند بوابة براندنبورغ، حيث عرض مصممون معروفون، كما في عروض موضة نيويورك وميلانو وباريس ولندن، أحدث تصاميمهم الأنيقة أمام جمهور متحمس ومتشوق.

أما عرض "خبز وزبدة" في مطار تيمبلهوف القديم فقد ركز على الملابس الرياضية التي يتزايد الاهتمام بها أكثر فأكثر في أوساط الموضة ببرلين، والتي أصبحت لاتختلف كثيراً في توجهاتها عن عروض الموضة الأخرى. وهذا جعلها تجتذب اهتمام المتخصصين أكثر من الزبائن الفرديين، على حد تعبير مصمم الأزياء الأصغر في برلين ميشائيل ميشالسكي في إحدى مقابلاته الصحفية. 

من عروض "خبز وزبدة" عام 2005صورة من: picture-alliance/dpa

تاريخ البدايات

كانت برلين رائدة في مجال الموضة فبعد أن كانت تصاميم الملابس تنفذ فيها حسب الطلب وبمقاسات تختلف مع اختلاف قياسات الزبائن، أصبحت برلين، منذ عام 1837، مركزاً لتصنيع ملابس بمقاسات محددة وبكميات كبيرة لبيعها لزبائن غير محددين. وكانت هذه بداية انتاج الموضة صناعياً، التي أدت إلى ازدهار الموضة في المدينة، إلى أن أصبح عشرون بالمئة من سكان برلين عام 1849 يعملون في مجال صناعة النسيج والملابس وأصبحت الأزياء البرلينية مشهورة كـ"المعطف البرليني" مثلاً، الذي اكتسب شهرة عالمية.

في ستينات القرن التاسع عشر بدأت عارضات الأزياء بتقديم العروض الجديدة أمام الجمهور وكان العرض الرسمي الأول في عام 1902، تبعه بمدة قصيرة تنظيم أول أسبوع للموضة بعنوان "عبور". إلى أن بدأ العمل جدياً في مجال الموضة في بداية القرن العشرين والذي ترافق بمنافسات حادة مع باريس لا تزال شائعة حتى يومنا هذا. وبقيت برلين مركز الموضة وعاصمتها الرائدة في أوروبا حتى الحرب العالمية الثانية.

مصمم الأزياء الأصغر في برلين ميشائيل ميشالسكيصورة من: 2011 Getty Images

مدينة مقسمة

لم يبق من صناعة الموضة ذات الطابع اليهودي إلا القليل بعد الحرب العالمية الثانية، فمركز الموضة الوحيد الباقي في ساحة هاوس فوغوتاي كان في جزء المدينة المسيطر عليه من قبل الاتحاد السوفيتي. لكن هذا لم يمنع صناعة الموضة من الازدهار مجدداً، لتصبح برلين في خمسينات القرن الماضي أهم مركز ألماني لإنتاج الموضة من خلال الأزياء ذات الشهرة العالمية لمصممين مشهورين مثل هاينتس أوسترغراد.

لم يستمر هذا الوضع طويلاً فالجدار الذي شطر المدينة إلى قسمين في عام 1961 كان كفيلاً بعرقلة تلك البداية الجديدة المليئة بالأمل. كثير من الشركات تركت برلين في ظل الحرب الباردة إثر غياب اليد العاملة الرخيصة من قسمها الشرقي، لينتهي دور برلين كمركز للموضة. ولم يبق فيها سوى مركز واحد للأزياء في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، لكنه لم يحقق أي نجاح عالمي يُذكر.

عرض للأزياء في برلين بمنطقة كايزردام عام 1924صورة من: picture-alliance/akg-images

طليعة برلين الشرقية

في مناطق برنتسلاور بيرغ ووسط برلين وفريديك هاين تأسست صالات طليعية للموضة في ثمانيات القرن الماضي والتي قدمت عروضاً غريبة، لكنها حازت على شعبية كبيرة. وكانت تسمياها تتنوع بين "Allerleirau" أو"روح العصر" أو "ccd". ومعها بدأت حقبة العروض التجريبية، التي مزجت بين الموضة والفن والذي مازال يميز نمط الموضة البرليني حتى يومنا هذا.

بعد انهيار جدار برلين في تسعينات القرن الماضي جاء مصممون من كل أنحاء المانيا وأوروبا الى العاصمة برلين العصرية، ليعملوا في ورشات عمل رخيصة فخاطوا "قمصان التكنو" وليصمموا أولى مجموعاتهم، التي باتت محط الأنظار آنذاك. وفي عام 2003 انتقل عرض "خبز وزبدة" من مدينة كولونيا الى برلين، وكانت هذه إنطلاقة مهمة لعاصمة الموضة الجديدة، ليتبعها بعد أربع سنوات "اسبوع موضة مرسيدس بنز"، الذي منح المدينة بريقاً عالمياً من خلال المشاهير والشركات الكبيرة المشاركة به.

عرض أزياء للمصمم الألماني هاينتس أوسترغراد أمام بوابة براندنبورغ عام 1960صورة من: picture-alliance/akg-images

خروج المارد من القمقم

استعادت برلين مكانتها الأولى في الموضة فأصبحت تنتشر فيها على معظم متاجر الأزياء والبوتيكات وينظم فيها أسبوع الموضة وهو أكبر عرض أزياء في ألمانيا كلها. ويقدر بنك الاستثمار البرليني عدد الشركات الموجودة في العاصمة الألمانية بحوالي أربعة آلاف شركة يعمل فيها ما يقارب 12.000 موظفاً.

تبلغ مبيعات برلين في مجال الموضة قرابة مليارين يورو تقريباً، لتقف بذلك في المرتبة الثانية بعد ميونيخ وذلك بسبب أسعارها المناسبة مقارنةً بأسعار ميونيخ وطابعها الشبابي البعيد عن الأناقة المتكلفة وهذا ما تؤمنه أيضاً دور الأزياء الجديدة في المدينة بمصمميها الشباب. فالموضة، كما قال ميشائيل ميشالسكي في مقابلة صحفية له في أسبوع الموضة الأخير ببرلين، ليست مخصصة لأناقة مبالغة فيها لتعرض في أسبوع أزياء في مكان ما، بل هي موضة واقعية وحقيقية ولهذا فهي جميلة ومناسبة أيضاً.

هناك الكثير مما يدل على سعي برلين لتثبت مكانتها كعاصمة للموضة. فهي تملك بنى تحتية مميزة للموضة بما فيها من اهتمام عالمي بالإبداع الديناميكي الهائل، وانتقال الكثير من الشباب من كل أنحاء العالم للعيش فيها، إضافة إلى زيادة رخاء الزبائن البرلينيين والذي زاد من حجم المبيعات، بالرغم من اعتماد المصممين الشباب الأكبر في مبيعاتهم وأرباحهم على دول آسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي النهاية فهناك روح الموضة في المدينة والتي تعتبر علامة مميزة للعاصمة الألمانية، لا تقل أهميةً عن بوابة براندنبورغ ونقانق برلين المميزة. 

كاي-ألكسندر شولتس/ ميساء سلامة-فولف

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW