برلين ـ القبض على موظف بسفارة بريطانيا بشبهة التجسس لروسيا
١١ أغسطس ٢٠٢١
ألقي القبض على بريطاني يعمل موظفا بسفارة بلاده في برلين، بشبهة تقديمه وثائق للاستخبارات الروسية مقابل الحصول على أموال. وجاءت عملية القبض على المشتبه به بعد تحقيقات مشتركة بين السلطات الألمانية والبريطانية.
إعلان
قال الادعاء الألماني اليوم الأربعاء (11 أغسطس/ آب) إن الشرطة الألمانية ألقت القبض على بريطاني يعمل في سفارة بلاده في برلين للاشتباه في أنه قام بتسليم وثائق إلى جهاز المخابرات الروسي مقابل أموال. وأضاف الادعاء في بيان أنه تم تفتيش شقة الرجل، الذي يدعي ديفيد إس. ومكان عمله وسيمثل أمام قاضي تحقيقات اليوم الأربعاء.
ومن المقرر أن يصدر قاضي تحقيق في المحكمة الاتحادية في كارلسروهى قرارا بشأن ما إذا كان يتعين استمرار احتجاز البريطاني.
وأوضح بيان الادعاء الاتحادي أنه تم إلقاء القبض على المشتبه به ديفيد إس. بموجب قوانين الخصوصية الصارمة في ألمانيا، أمس في بوتسدام قرب برلين، للاشتباه في أنه عمل لحساب وكالة استخبارات أجنبية منذ تشرين ثان/نوفمبر 2020.
وقال مكتب الادعاء الاتحادي في البيان "في واقعة واحدة على الأقل سلم وثائق حصل عليها من خلال عمله إلى ممثل لجهاز مخابرات روسي". وذكر البيان أنه لم يتضح حجم الأموال التي تقاضاها المشتبه به من ممثل الاستخبارات الروسية الذي التقى به.
وكان الرجل يعمل موظفا في السفارة البريطانية حتى إلقاء القبض عليه، الذي جاء بعد تحقيق مشترك بين السلطات الألمانية والبريطانية. وأكدت شرطة بريطانيا أن السلطات الألمانية ألقت القبض على الرجل للاشتباه في ارتكابه جرائم ترتبط "بنشاط مخابراتي".
من جانبها وصفت الحكومة الألمانية أعمال "التجسس" التي يشتبه البريطاني قام بها على أراضيها لحساب روسيا "غير مقبولة". وقال كريستوفر برغر المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي إن "تجسس شريك" مقرب من ألمانيا على الأراضي الألمانية "غير مقبول ولهذا السبب سنتابع التحقيق عن كثب".
وتضاف هذه القضية إلى قضايا تجسس أخرى سجلت في السنوات الأخيرة واتهمت السلطات الألمانية روسيا بالوقوف خلفها. ومؤخراً، أعلن القضاء الألماني في نهاية حزيران/يونيو توقيف عالم روسي كان موظّفا في إحدى الجامعات بتهمة التجسس لصالح موسكو.
ووجّه مدّعون ألمان في شباط/فبراير اتهامات رسمية بالتجسس لألماني يشتبه بأنه زوّد أجهزة استخبارات روسية بمخططات هندسية لمقر البرلمان في 2017. واتّهمت ألمانيا روسيا مرارا بشن هجمات إلكترونية ضدّها.
وفي بلدان أوروبية أخرى، أعلنت إيطاليا، في مطلع الربيع، طرد موظفَين في السفارة الروسية، بعدما ألقت الشرطة القبض على قبطان في البحرية الإيطالية أثناء بيعه وثائق عسكرية سرّية إلى مسؤول في السفارة الروسية.
كما طُرد العديد من الدبلوماسيين الروس المتهمين بالتجسس في الأشهر الأخيرة من بلغاريا وهولندا والنمسا وفرنسا وجمهورية التشيك.
وفي كل مرة، كانت روسيا ترد بالمثل، منددة بالاتهامات التي تقول بأنه لا أساس لها من الصحة وإنها تنم عن "الكراهية لروسيا".
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، أ د ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.