مجموعة السبع تنسق التحقيقات في "جرائم الحرب" في أوكرانيا
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢
بناء على دعوة ألمانية عقد وزراء العدل في مجموعة السبع "أول اجتماع من نوعه" في برلين من أجل "التعاون بشكل أوثق في مكافحة جرائم الحرب". فيما طالب وزير العدل الأوكراني بأن تدفع روسيا ثمن أضرار الحرب، وقدرها 150 مليار دولار.
إعلان
تريد الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) العمل معًا بشكل وثيق في التحقيقات في جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا، بحسب ما أعلن وزير العدل الألماني ماركو بوشمان اليوم الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) بعد اجتماع مع نظرائه في برلين.
وتطرق وزراء العدل بمجموعة السبع الكبرى في اجتماعهم في برلين إلى التحقيقات في جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا. ودعا بوشمان وفدا من أوكرانيا إلى المشاركة في المحادثات. وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تترأس هذا العام مجموعة السبع، التي تضم أيضا فرنسا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال بوشمان للصحافيين إن "التدمير المنهجي لإمدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأضاف الوزير أن الأحداث الجارية في أوكرانيا تعزز "مسؤوليتنا في التعاون بشكل أوثق في مكافحة جرائم الحرب" قائلا إن هذا هو سبب الاجتماع، الأول من نوعه، بحسب قوله، بين وزراء عدل دول مجموعة السبع.
وشدد بوشمان على أن "هذه رسالة واضحة للعالم: مجرمو الحرب لا ينبغي ولا يمكنهم الشعور بالأمان أينما كانوا". وقال الوزير الألماني، الذي تترأس بلاده مجموعة السبع حتى نهاية هذا العام إن "أي جريمة حرب يجب ألا تفلت من العقاب".
وقال بوشمان: يجب على كل دولة من دول مجموعة السبع إنشاء نقطة اتصال وطنية مركزية لمحاكمة مرتكبي مثل هذه الجرائم. وشدد على أنه "في النهاية، يجب ألا يمر أي مجرم عبر الشبكة (التي سننشئها) بعد الآن".
ووفقًا لما يسمى بمبدأ "عالمية القانون"، من الممكن لسلطات إنفاذ القانون الألمانية التحقيق في جرائم الحرب والمعاقبة عليها حتى لو لم يكن الجاني ولا الضحية مواطنين ألمانا وكانت الجريمة قد ارتكبت في الخارج.
واعترف بوشمان بأن التحقيق القانوني في الفظائع في الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا قد يستغرق سنوات، وربما عقودًا. مستدركا: "لكننا سنكون مستعدين جيدًا – وسيكون لدينا نفس طويل".
وبحسب معلومات وكالة الأنباء الإنجيلية (ي ب د)، حضر الاجتماع أيضًا مفوض الاتحاد الأوروبي للعدل، ديدييه رايندرز، وكذلك وزير العدل الأوكراني دينيس مالجوسكا، والمدعي العام الأوكراني أندري كوستين، ورئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كريم خان.
أوكرانيا تطالب بمحكمة وتعويضات
ومن جهته كرر المدعي العام الأوكراني أندري كوستين دعوة المسؤولين الأوكرانيين الذين يريدون إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الجرائم التي ارتكبتها روسيا منذ غزوها لأوكرانيا قبل أكثر من تسعة أشهر.
وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة.
ومن جانبه أكد وزير العدل الأوكراني دينيس مالجوسكا مطلب بلاده بأن تدفع روسيا ثمن أضرار الحرب، موضحا أنه يعتمد في ذلك على دعم مجموعة السبع. وقال مالجوسكا في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الثلاثاء: "يجب على روسيا أن تدفع للشعب الأوكراني ثمن الضرر الذي تسببت فيه في هذه الحرب... على روسيا أن تدفع تعويضات كما رأينا في مناطق أخرى في الحروب الماضية".
وقدر الوزير الأضرار بنحو 150 مليار دولار، موضحا أن هذا "لا يشمل الأضرار الاقتصادية أو تكاليف تعويضات جرحى وضحايا الحرب وعائلاتهم". وطالب الوزير بـ"آلية تعويض، يتم بموجبها تحويل الأموال الروسية الموجودة في الحسابات الأوروبية والتي تم تجميدها كجزء من العقوبات إلى أوكرانيا.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، ي ب د)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة