1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين قلقة جدا من رفض طهران مقترحات الترويكا الأوروبية

طهران ترفض مقترحات الترويكا الأوروبية بالقول إنها "غير مقبولة" وتصر على حقها في استخدام مفاعلاتها النووية لأغراض سلمية. باريس تهدد برفع الملف إلى مجلس الأمن وبرلين تعرب عن قلقها الشديد الموقف الإيراني المتصلب

يوشكا فيشر (يمين) وحسن روحانيصورة من: AP

منيت محاولات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى التوصل مع القيادة الإيرانية إلى اتفاق بخصوص برنامج الجمهورية الإسلامية النووي، منيت أمس السبت بانتكاسة جديدة أثر إعلان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية حامد رضى أصفهي عن أن المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي مؤخرا للقيادة الإيرانية "غير مقبولة". وعزا آصفهي رفض الحكومة الإيرانية المبدئي للمقترحات الأوروبية بالقول إنها "لا تتمشى مع المصالح الإيرانية" و "لا تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم". وكانت الترويكا الأوروبية المكلفة بمتابعة المحادثات مع الجانب الإيراني والمكونة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا قدمت الجمعة الماضية مقترحات اعترفت من خلالها بحق إيران في الطاقة النووية المدنية، مشترطة عدم سعي الحكومة الإيرانية إلى إنتاج القنبلة النووية والاكتفاء بتخصيب اليوارانيوم لأغراض مدنية. كما اقترح الاتحاد الأوروبي على إيران تقديم مساعدات اقتصادية وسياسية وتقنية كالسماح لها بتصدير النفط والغاز إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. ووفقا لمراقبي الشأن الإيراني، فإن طهران توقعت الحصول على شيء جديد من المقترحات وأن لا تقتصر هذه المقترحات على محفزات تجارية يمكن للقيادة الإيرانية الحصول عليها من جهات أخرى.

شرودر وفيشر يحذران

المفاعل النووي الإيراني في أصفهانصورة من: AP

وجاء رفض حكومة طهران لمقترحات الترويكا الأوروبية ليثير قلق الحكومة الألمانية الشديد، ففي مقابلة أجرتها قناة التلفزيون الألمانية الأولى (ARD) مع المستشار غيرهارد شرودر، أعرب المسؤول الألماني عن قلقه من نهج حكومة طهران. وقال شرودر إنه جاء الآن دور وكالة الطاقة الذرية التي ستعقد الثلاثاء المقبل جلسة خاصة في جنيف للبت في الموضوع، متوقعا أن ترفع المنظمة الدولية الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. من جانبه حذر وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر في حديث مع يومية "زود دويتشه" الواسعة الاطلاع الحكومة الإيرانية من عرقلة المباحثات مع الترويكا الأوروبية بشأن برنامجها النووي. وقال فيشر إن الاتحاد الأوروبي "على استعداد لمواصلة المباحثات مع الجانب الإيراني ما زالت مفاعلاتها النووية متوقفة عن العمل". وأضاف المسؤول الألماني أن استئناف العمل في المنشآت النووية الإيرانية يعني تعرض هذه المباحثات إلى "تطور خطير".

تحول في موقف واشنطن

الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجادصورة من: AP

في غضون ذلك، لاحظ المراقبون في اليومين الماضيين لأول مرة حدوث تحول على الموقف الأمريكي من الخلاف الناشب بين المجموعة الدولية من جهة وقيادة الجمهورية الإسلامية من جهة أخرى. ففي تصريحات وصفها الخبراء أنها "إيجابية" كشف المتحدث الرسمي باسم حكومة واشنطن عن اعتراف الإدارة الأمريكية بحق إيران في استخدام برنامجها النووي لأغراض مدنية، مرجحة بذلك كفة مقترحات الترويكا الأوروبية الداعية إلى تقديم مساعدات لإيران تؤهلها لاستخدام مفاعلاتها النووية بطرق سلمية والتخلي بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعل نووي يستخدم الماء الثقيل الذي يمكن استخدامه لبناء قنبلة نووية. وفي حين تتهم الإدارة الأمريكية الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى امتلاك القنبلة النووية، ينفي المسؤولون الإيرانيون هذه الاتهامات، قائلين إن المفاعلات النووية الإيرانية تهدف فقط إلى استخراج الطاقة.

جلسة خاصة في جنيف

احدى المفاعلات النووية الإيرانية في جنوب البلادصورة من: dpa

وجاء رفض القيادة الإيرانية للمقترحات الأوروبية الأخيرة وإقرار الولايات المتحدة بحق إيران في استخدام سلمي لمفاعلاتها النووية ليدفع وكالة الطاقة الذرية إلى الدعوة إلى جلسة خاصة ستعقدها الثلاثاء المقبل (09.08.05) في جنيف، وذلك تجاوبا مع طلبات قدمتها الدول الثلاث المكلفة ببحث المسألة الحساسة مع المسؤولين الإيرانيين. وفي حين بقي موقف كل من ألمانيا وبريطانيا متحفظا بشأن نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، هددت فرنسا بدعوة المجلس الدولي إلى التدخل في حل الخلاف. وفي هذا الخصوص يرى المحللون أن نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن لن يصب في مصلحة الأوروبيين، قائلين إن الملف سينتقل تلقائيا إلى أيدي الأمريكيين، الأمر الذي لا يرحب به الاتحاد الأوروبي.

استحقاقات إيران النووية

ممثلو الترويكا يتباحثون مع الجانب الإيرانيصورة من: AP

ويقول الخبراء إن إتجاه إيران إلى استئناف بعض الأنشطة المتعلقة بالوقود النووي يعبر عن ثقة إيرانية جديدة من نوعها بالنفس وبقدرتها على التعامل مع الضغوطات الكبيرة الذي يمارسها المجتمع الدولي عليها لوقف عمل البرنامج النووي الإيراني خشية تطوير الجمهورية الإسلامية للقنبلة النووية. كما أن رفض الحكومة الإيرانية للتحذيرات التي وجهها لها الأوروبيون من مغبة معاودة بعض النشاطات النووية الحساسة وتأكيدها على عدم تخليها عن"حقوقها المشروعة" وأن "زمن التهديد والترهيب قد ولى" يعود إلى ثقتها بوجود إجماع وطني لا لبس فيه لدى كل قوى الطيف السياسي الإيراني على حق إيران المشروع في امتلاك التقنية النووية. وفي هذا الصدد يعتبر الإيرانيون أن الاوروبيين تعهدوا في اتفاق باريس بالاعتراف بحق إيران في ممارسة نشاطات تحويل اليورانيوم وتخصيبه. كما يعتقدون أن المفاوضات التي عقدوها مع الأوروبيين طوال ثمانية اشهر قد أسفرت "عن القليل (..) ان لم يكن لا شيء"، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية.

تقرير: ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW