بدعوة من نائبة في حزب الخضر، زار 50 لاجئا من بون مقر البرلمان الألماني "بوندستاغ" في برلين وتعرفوا على المعالم المهمة في العاصمة، المزيد عن انطباعات اللاجئين عن برلين في التقرير التالي.
إعلان
“من خلال دورات الاندماج، تعرفنا على برلين لكن زيارتها على أرض الواقع أمر مختلف تماماً"، بهذه الكلمات أبدت أماني أبو ناصر (35 عاما) انطباعها عن برلين. فاللاجئة السورية قدمت إلى ألمانيا منذ أربع سنوات وهذه هي المرة الأولى التي تزور فيها برلين.
زيارة اللاجئة السورية للعاصمة برلين لم تكن للسياحة فحسب، بل كانت ضمن رحلة استطلاعية يخصصها البرلمان الألماني لتعريف المشاركين بسير الحياة السياسة والثقافية في العاصمة. مشاركة اللاجئين في هذه الرحلة الاستطلاعية كانت بدعوة من النائبة عن حزب الخضر "كاتيا دورنير"، حسبما يشير رامي أزرق المشرف على هذه الرحلة، ويضيف: "أعمل ومن خلال منظمة خاصة على مساعدة اللاجئين في الاندماج في المجتمع الألماني، ونقوم سنوياً بتنظيم هذه الرحلات".
"فرصة لمن يرغب بالعمل في السياسة "
اختيار اللاجئين للمشاركة في هذا الرحلات يعتمد على اهتمامهم في المشاركة بالأنشطة التي تنظمها الجمعية التي تعنى باندماجهم يقول رامي لمهاجر نيوز.
شارك حوالي 50 لاجئاً في هذه الرحلة التي جرت الأسبوع الماضي واستمرت ثلاثة أيام. برنامج الرحلة كان مكثفاً ويجمع بين زيارة المعالم المهمة في برلين والتعرف على طبيعة الحياة السياسة فيها، كما يقول اللاجئ السوري جمعة (25 عاما) الذي شارك في هذه الرحلة، ويتابع: "أتيحت لي فرصة التعرف على كيفية تشكيل الحكومة الألمانية، فضلاً عن التعرف على طبيعة النظام السياسي". ويرى جمعة الذي يدرس الطب، أن زيارة البرلمان في برلين وفرت له الكثير من المعلومات الهامة التي يمكن للاجئ الاستفادة منها لاحقاً إذا ما قرر العمل في مجالي السياسة أو المجتمع المدني.
المحطة الأهم في الرحلة
ولعل المحطة الأهم في هذه الرحلة كانت زيارة اللاجئين لمبنى البرلمان الألماني. ولم تقتصر زيارة اللاجئين للبرلمان على رؤية المبنى من الخارج، بل سُمح لهم بدخول المبنى الفريد من نوعه والتعرف على أماكن الاجتماعات وآليات العمل السياسي والنقاشات التي تجري فيها. فضلاً عن إمكانية الالتقاء بأعضاء البرلمان والتعرف عليهم.
السيد "هولغر كوسلوفسكي" وهو المسؤول عن تنظيم برنامج الرحلة، يؤكد بدوره على أهمية زيارة البرلمان بالقول: "إنها فرصة لتعريف المشاركين بالطريقة التي يعمل فيها البرلمان وكيف تجري العملية الديمقراطية" . وعند سؤاله لماذا لا تفعلون هذا في بون؟ أليس عندكم ديمقراطية في بون؟ يقول وهو يضحك في قلب شارع " SONNEN ALLE" الذي اختارت المجموعة زيارته في المساء للتعرف على سوق العرب هناك": بالتأكيد لدينا ديمقراطية في بون، لكن برلين هي مركز صناعة القرار السياسي".
عباس (25 عاما) وهو لاجئ عراقي كان أيضاً من بين المشاركين في هذه الرحلة، وقد درس العلوم السياسة في بلاده. يقول عباس: "مشاركتي جعلتي أكثر حماسة للتعرف على تقاليد الحياة السياسية في ألمانيا. أنا سعيد جداً بمشاركتي في هذه الرحلة، إذ يصعب علينا كلاجئين أن نقوم بزيارة برلين بسبب الأعباء المالية".
فرصة للأحزاب للترويج لنفسها!
بالتأكيد لا تكتفي الأحزاب السياسية بتعريف من تدعوهم إلى البرلمان على طبيعة النظام السياسي الألماني فهي إلى جانب ذلك تقوم بالترويج لنفسها وأفكارها وبرامجها السياسية. وهو ما ظهر جلياً في النقاشات التي تناولت سياسة حزب الخضر ومبادئه التي تدعم قضايا البيئة والأسرة والتعليم وحقوق المهاجرين.
ينظم البرلمان الألماني نحو 2100 زيارة سنوياً للبرلمان بهدف التعبير عن شفافية العملية السياسية في البرلمان. ويمكن لكل نائب في البرلمان دعوة ثلاث مجموعات للقدوم إلى برلين والنظر عن كثب إلى معترك الحياة السياسية في العاصمة.
عبر البحار والدروب الوعرة يفر لاجئون من بلدانهم. وفي العالم هناك ما لا يقل عن 68 مليون لاجئ، وكل القارات معنية بمسألة الهجرة واللجوء، التي تعكس تفاقم الهوة بين الدول والمجتمعات. جولة مصورة تقربنا من هذه الظاهرة العالمية.
صورة من: Imago/ZUMA Press/G. So
الهروب في شاحنة
آخر موجات الهجرة في العالم كان مسرحها أمريكا اللاتينية. العنف والجوع دفعا بعشرات الآلاف من هندوراس، نيكاراغوا، السلفادور وغواتيمالا للهروب. الملاذ المقصود هو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن رئيسها دونالد ترامب أغلق جميع الأبواب والنوافذ.
صورة من: Reuters/C. Garcia Rawlins
الإبعاد إلى خارج البلد المنشود
الحكومة الأسترالية المحافظة ترفض فتح الأبواب أمام اللاجئين، وأولئك الذين يتمكنون فعلا من الوصول إلى القارة الخامسة بعد مسار شاق وطويل؛ يتم إبعادهم بكل صرامة. وأبرمت الحكومة اتفاقيات مع عدد من بلدان المحيط الهادئ لاستقبال اللاجئين في مخيمات خاصة في هذه البلدان. المراقبون يصفون أوضاع تلك المخيمات بالكارثية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Hass Hassaballa
لاجئون منسيون
يبلغ حسين أبو شنب من العمر 80 عاماً. إنه لاجئ فلسطيني في الأردن، ذلك البلد الذي يقترب عدد سكانه من عشرة ملايين نسمة، من بينهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. بعضهم يعيش في الأردن منذ عام 1948، وأضيف إليهم مؤخراً ما لا يقل عن نصف مليون لاجئ سوري.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Abdo
اللجوء إلى الجيران
يرى الكثير من الفنزويليين في كولومبيا فرصتهم الأخيرة، حيث يعيشون في مخيمات مثل "إلكامينون" على أبواب العاصمة بوغوتا. فسياسة الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى عجز الدولة في فنزويلا عن إطعام سكانها وتوفير العيش الكريم لهم. هناك عجز كبير في المواد الغذائية والأدوية، فيما تبدو آفاق العودة للوطن ضئيلة جدا.
صورة من: DW/F. Abondano
الهروب في ظل البرد القارس
في لعبة فر وكر، يحاول اللاجئون اجتياز الحدود البوسنية الكرواتية. الملاذ المرتجى للمهاجرين هو كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، فصل الأمطار والثلوج والعواصف.
صورة من: picture-alliance/A. Emric
الهروب من البطش إلى الفقر
فصل الأمطار في مخيم للاجئين في كوتوبالونغ في بنغلادش. هنا هاربات من ميانمار بمظلات تحميهن من الأمطار. بطش النظام العسكري في ميانمار دفع بأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا للهروب إلى البلد الجار بنغلادش، الذي لا يقل فقرا عن ميانمار. كوتوبالونغ يعتبر حاليا أكبر مخيم للاجئين في العالم.
صورة من: Jibon Ahmed
الحياة بدون مفر
تملك جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الثروات المعدنية وأراضي خصبة شاسعة؛ لكن عوامل كثيرة عصفت باستقرار هذا البلد، منها الحرب الأهلية والنزاعات مع البلدان المجاورة، إضافة إلى توالي الحكومات الفاسدة وتنامي الإرهاب الإسلاموي. كل هذا دفع بالكثيرين للبحث عن ملاذات، كما يظهر هنا في العاصمة بانغي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Blackwell
الوصول إلى إسبانيا
بأغطية حمراء يُستقبل لاجؤون في ميناء مالاغا الإسباني من قبل الصليب الأحمر الدولي. 246 مهاجراً تم انقاذهم في عملية تتكرر يومياً. الكثير من الأفارقة يتجنبون حالياً الطريق لأوروبا عبر ليبيا ويتوجهون بدل ذلك غرباً إلى الجزائر أو المغرب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/J. Merida
لاجئون سودانيون في أوغندا
لفترة طويلة كانت أوغندا نفسها دولة مزقتها الحرب الأهلية؛ إلا أن الوضع تغير وأصبح مستقراً، بالمقارنة مع بلدان إفريقية أخرى. في الصورة هنا لاجئون قادمون من جنوب السودان. وصولهم إلى كولوبا، يعني لهم الوصول إلى بر أمان. هناك اليوم مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين لجأوا إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف في بلدهم. اعداد: كارستن جرين/ حسن زنيند