لا تستبعد الحكومة الألمانية في المرحلة المقبلة اللجوء لإجراءات إضافية ضد أنقرة تشمل بالأساس الجانب الإقتصادي، وذلك على ضوء التأزم غير المسبوق للعلاقات بين البلدين على أكثر من مستوى أبرزها ما يتعلق بحقوق الإنسان.
إعلان
قال بيتر آلتماير رئيس مكتب المستشارة أنغيلا ميركل اليوم (الجمعة 21 يوليو/ تموز 2017) في حوار مع محطة "زي.دي.إف"، القناة الألمانية الثانية، إن بلاده ستبحث "في كل وقت إن كان ضروريا اتخاذ خطوات إضافية، وسنعلن عنها في حينها". ويذكر أن ألمانيا نصحت رعاياها أمس الخميس بتوخي الحذر عند السفر إلى تركيا وهددت باتخاذ إجراءات من شأنها عرقلة استثمارات ألمانية هناك في مؤشر على تنامي الاستياء من حليفتها في حلف شمال الأطلسي بعد اعتقال ناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان.
وأكد وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل تزايدا في صعوبة التكهن بقرارات الرئيس رجب طيب أردوغان مشددا أن "أي شخص قد يتأثر بذلك. أغرب الأشياء يمكن أن تحدث". وذلك في إشارة أن السائح الألماني غير الناشط في مجال حقوق الإنساني أو المكترث بالقضايا السياسي، هو أيضا مهدد بالاعتقال في تركيا.
وقطع غابرييل عطلته وعاد إلى برلين للتعامل مع الأزمة بعد أن اعتقلت تركيا ستة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان من بينهم ألماني يدعى بيتر شتيدنير باتهامات متعلقة بالإرهاب في أحدث خلاف دبلوماسي بين البلدين. ووصفت ألمانيا، أكبر شريك لتركيا في مجال التصدير، المزاعم بأنها عبثية. وقال غابرييل للصحفيين في لغة مباشرة غير معتادة بشأن قضايا تجارية حساسة شملت ضمانات الاستثمار "نحتاج أن نوجه سياساتنا حيال تركيا إلى مسار جديد... لا يمكن أن نستمر كما فعلنا حتى الآن. نحتاج أن نكون أوضح عما كنا حتى الآن حتى يفهم المسؤولون في أنقرة أن مثل هذه السياسات لن تمر دون عواقب".
واتهمت تركيا برلين بدعم رجل الدين التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة والذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي. كما تتهمها بإيواء "إرهابيين" مناهضين لتركيا من بينهم ضباط في الجيش طلبوا اللجوء إلى ألمانيا. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن تصريحات غابرييل تهدف إلى كسب أصوات قبل انتخابات عامة تجرى في بلاده خلال شهرين. وأضاف "يحتاجون لنبذ تلك الطريقة التي يتخلون فيها عن المنطق حتى يفكروا بعقلانية".
من جهتها، بررت المستشارة ميركل التوجه الجديد في سياسة بلادها نحو تركيا. وكتب المتحدث باسم الحكومة شتيفين زايبرت باسم المستشارة الألمانية على موقع الرسائل القصيرة "تويتر" قائلا إن الإجراءات التي طرحها وزير الخارجية تجاه تركيا "تعد بالنظر إلى التطورات الأخيرة ضرورية ولا غنى عنها". وكان غابرييل أعلن عن تغير في السياسة الخارجية لألمانيا بالاتفاق المسبق بين المستشارة ميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس.
من جهتها أعربت الاستخبارات الداخلية عن قلقها من تزايد نشاط المخابرات التركية والمتطرفين في ألمانيا، مؤكدة أن عندها من المعطيات ما يفيد ذلك.
ح.ز/ و.ب (رويترز/ د.ب.أ)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي