برلين: لا يمكن جمع شمل الأسرة لكل اللاجئين السوريين
٩ نوفمبر ٢٠١٥
أعلنت الحكومة الألمانية أنها مشغولة بتسجيل العدد الكبير للاجئين إلى ألمانيا ولا يمكنها حاليا لمّ شمل الأسرة لجميع اللاجئين السوريين. يأتي ذلك في وقت ظهرت فيه خلافات داخل الائتلاف الحاكم حول شروط استقبال اللاجئين.
إعلان
أعلنت الحكومة الألمانية أنه لا يمكن حاليا تحقيق مبدأ جمع شمل الأسرة لجميع اللاجئين السوريين. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين شتيفن زايبرت اليوم الإثنين (التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني) إن السلطات في ألمانيا مشغولة تماما بتسجيل العدد الكبير من اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا وبتوفير إقامة لهم. وأكد زايبرت: "أنه إذا تم رؤية هذا الواقع في كل مكان، سيتضح حينئذ أنه ليس ممكنا أن يكون هناك حاليا مبدأ جمع شمل الأسرة"، واستدرك مؤكدا أن هذا لا يعد تصريحا عن الوضع القانوني.
وأشار زايبرت إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا قرر يوم الخميس الماضي تعليق العمل بمبدأ جمع شمل الأسرة لمدة عامين "لمجموعة صغيرة للغاية" من اللاجئين " تتمتع بحماية فرعية فقط". وأكد أنه لم يكن هناك تغييرات قانونية للمجموعة الأكبر من اللاجئين التي تتمتع "بحماية دائمة" وفقا لاتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين. ووفقا لتصريحات من وزارة الداخلية، من المقرر التشاور في هذا الشأن حاليا في مؤتمر لوزراء الداخلية.
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
تشهد ألمانيا العديد من المبادرات التي ترحب بقدوم اللاجئين وهي في أغلبها مبادرات تطوعية. وبالرغم من هذا الترحيب فإن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين، بالإضافة إلى مظاهرات معادية نظمها اليمينيون المتطرفون.
صورة من: Reuters/F. Bensch
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
شهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.
صورة من: Reuters/M. Rehle
عدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulmer/A. Schaad
في الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.
صورة من: imago/M. Westermann
قام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.
صورة من: M. Abu Zbeed
دخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kerstin Joensson
حرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
قدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.
صورة من: DW/K. Cote
بالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.
صورة من: Reuters/F. Bensch
10 صورة1 | 10
وقد ظهرت خلافات جديدة بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين في ائتلاف المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، حيث يتواجه الطرفان هذه المرة حول شروط استقبال اللاجئين السوريين، ما يشكل دليلا إضافيا على المصاعب السياسية التي إثارتها أزمة الهجرة.
وقد تسبب في اندلاع الخلاف أحد أقرب معاوني ميركل، وزير الداخلية توماس دو ميزيير. فخلال زيارة إلى تيرانا الجمعة، احدث مفاجأة بإعلانه أن ألمانيا ستفرض حدودا على شروط استقبال السوريين.
وقال إن على السوريين ألا يحصلوا سوى على إذن بالإقامة لمدة سنة، من دون أن تتوافر لهم إمكانية استقدام عائلاتهم. وبعد ساعات، اضطر إلى التراجع عن تصريحه، بعدما أدلى المتحدث باسم المستشارة، شتيفن زايبرتبتصريح مناقض مشيرا إلى إبقاء "الوضع الراهن" على حاله.
من جهة أخرى تراجع عدد اللاجئين الذين يتدفقون على الحدود النمساوية-الألمانية بشكل طفيف؛ فوفقا لبيانات الشرطة الاتحادية في ألمانيا اليوم الإثنين، وصل نحو 13 ألف لاجئ إلى الحدود مطلع الأسبوع الجاري، فيما بلغ عددهم نحو 15 ألف لاجئ مطلع الأسبوع الماضي.