تحول المشروع باهظ التكلفة لترميم أحد أهم متاحف برلين وأكثرها زوارا وشهرة إلى كابوس بعد أن طالت فترة التأهيل، لذا سيضطر متحف بيرغامون للبقاء بدون معلمه الأبرز- مذبح بيرغامون- خلال السنوات الثماني المقبلة.
إعلان
ستعيش جزيرة المتاحف في قلب العاصمة الألمانية برلين أوقات صعبة، حتى أن رئيس "مؤسسة التراث الثقافي البروسي" هيرمان بارزينغر قد صدم، على أقل تقدير عندما سمع الخبر، أن المكتب الاتحادي للبناء والتخطيط يسعى إلى إعادة تأهيل متحف بيرغامون على حد تعبيره. ويقول بارزينغر لـ DW: " تكمن المشكلة في أن عملية ترميم المبنى لم تتقدم كما هو خطط لها، كما أن تكلفة المشروع قد إرتفعت إلى ضعفي ما كان مقررا في البداية".
الوضع الراهن بالمتحف سيجعله يفقد أشهر معالمه، إذ سيتم نقل أجزاء من مذبح بيرغامون الضخم إلى معرض مؤقت في مبنى مجاور بجزيرة المتاحف، التي تضم كنوز من ثقافات العالم. وتخطط مجموعة وولف من شتوتغارت لاقامة معرض مؤقت للمذبح الشهير متوقعة إسترداد نفقاتها من خلال رسوم الدخول.
(المعرض المؤقت) لمذبح بيرغامون
إعتبارا من عام 2018، يمكن للجمهور زيارة المعرض المؤقت لمذبح بيرغامون الذي سيحتوى على بانوراما ضخمة من تنفيذ الفنان ياديجار اسيسي تظهر أجزاء من المنحوتات الأصلية من المذبح، مع تصاميم مماثلة من المعركة بين العمالقة والآلهة، ستكون في قلب المعرض، وسوف تكون مصحوبة بمعرض على النصب التذكاري التاريخي.
كما سيحتوى الموقع الجديد على عرض ثلاثي الأبعاد لمذبح بيرغامون. وكان خبراء من معهد فراونهوفر الألماني قد قاموا بعمل مسح بالليزر لـ 113 متراً (370 قدماً) من الإفريز، قبل حفظه وإعداده بعد ذلك بصيغة ثلاثية الأبعاد.
حالياً تم تغطية مذبح بيرغامون لحمايته من الأتربة وحطام عمليات الترميم بالمتحف، وهو المزار الذي طالما جذب إليه كثير من الزوار من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعل متحف البيرغامون من أكثر متاحف العالم شهرة. وكانت عمليات الترميم بالمتحف قد بدأت قبل ثلاث سنوات، إذ شرع المهندسون المعماريون والخبراء العمل في المتحف وهو مفتوح أمام الزوار، الأمر الذي جعل عملية الترميم أشبه بجراحة قلب مفتوح.
تضاعف تكاليف الترميم
بعد عقود من الدمار الهائل الناجم عن الحرب العالمية الثانية، وبعد 80 عاما من الشموخ، ظهرت حتمية إجراء تجديد عام للمتحف الذي يمثل الوجهة الأولى لعشاق المتاحف، حيث يجذب سنوياً أكثر من نصف مليون زائر.
وقُدرت تكاليف المشروع بـ 261 مليون يورو للمرحلة الأولية من التأهيل. ولكن مذبح بيرغامون سيستمر العمل عليه حتى عام 2019، الأمر الذي سيجعل برلين تفقد إحد معالمها البارزة والأكثر أهمية لثلاث سنوات مقبلة.
ولكن أخبار جديدة كشفت أن تكاليف الترميم قد تضاعفت بصورة مربكة، فقد وصلت إلى 477 مليون يورو، والخبر الأكثر إرباكاً للمسؤلين هو تمديد فترة إفتتاح مذبح بيرغامون أمام الزوار حتى عام 2023، الأمر الذي سيفقد جزيرة المتاحف أهم نقاط جذبها لثماني سنوات مقبلة.
وذكرت وزارة البيئة الألمانية أن سبب تضاعف تكلفة الترميم هو ظهور غرفتين تحت ارضية المتحف، كانت تضخ منها المياه الجوفية أثناء عمليات البناء الأولى، لكن تم إزالتهما بعد ذلك، تم إكتشاف تلك التعقيدات خلال عمليات الترميم الأخيرة.
إضافة جناح رابع للمتحف
من جانبها، تتمسك وزيرة الثقافة الألمانيةمونيكا غروترس بإضافة جناح رابع لمتحف بيرغامون لإيواء معرض عن تاريخ الهندسة المعمارية، ليكمل بذلك الأجنحة الثلاثة الأخرى، والتي تتكون من مجموعة الآثار الكلاسيكية ومتحف الشرق الأدنى القديم ومتحف الفن الإسلامي.
ولكن في الوقت الراهان يبقى مذبح بيرغامون محجوبا عن أعين الزوار، خلف ألواح معدنية ضخمة، ومع ذلك فباستطاعة الجمهور زيارة مذبح زيوس والغرفة الحلبية وواجهة قصر الشتاء، وبوابة عشتار العريقة، وجدران شارع الموكب الذي يعد الطريق الرئيسي لمدينة بابل التاريخية. وسبب وجود آثار بابل في برلين يعود إلى إتفاقية أبرمتها ألمانيا القيصرية مع الحكومة العثمانية عام 1899، إذ تم نقل بوابة عشتار وجدران شارع الموكب إلى برلين، حيث قام العلماء على مدى سنوات بإعادة تركيب القطع وإخراجها بالشكل الذي نراه الأن.
ومن المتوقع أن يكتمل العمل في المتحف الشهير ويعاد إفتتاحه بالكامل في عام 2023. وحتى ذلك الحين، سوف يكون مذبح بيرغامون الذي طالما توافد الزوار إليه من مختلف بقاع العالم، سيبقى بيعيداُ عن الأنظار.
ستيفان ديغي / ع.ح
متاحف ألمانية غريبة
ما رأيك في التوجه هذه المرة لزيارة متحف البطاطا بدلا من زيارة متحف بيرغامون؟ من بين أكثر من 6300 متحف، اخترنا لكم أغرب 12 متحفا ألمانيا نصحبكم للتعرف عليها من خلال هذه الجولة المصورة.
صورة من: Bier und Oktoberfest Museum
أكثر من مجرد نظافة
قد يصيبك اسمه بالذهول! فإضافة إلى عرضه الكثير من الحقائق حول الإنسان وصحته وجسده، يعرض "متحف النظافة الألماني" في مدينة دريسدن العديد من الإنجازات العلمية في مختلف المجالات. ففي هذا المتحف يتسنى لك مشاهدة أقدم كرسي للولادة وأحدث الكاميرات الحرارية. كما الاستماع إلى حقائق حول العلاقة بين الجنسين، كالدور الذي تلعبه رائحة الجسد عند اختيار شريك الحياة.
صورة من: Jörg Gläscher
عالم مصغر
خلال العام الماضي وحده تجاوز عدد زائريه المليون. إنه "متحف العجائب المصغرة" في هامبورغ الذي يحوي أكبر نموذج سكة حديد مصغرة في العالم. بامتداده على مساحة 1300 مترمربع، يقدم المتحف نموذجا مصغرا للعديد من المدن الأمريكية والأوروبية مثل لاس فيغاس وهامبورغ بما تحويه هذه المدن من قطارات وسفن و سيارات بعضها ثابت والآخر متحرك.
صورة من: Miniatur Wunderland Hamburg
سحر الفودو
يسلط "متحف روح إفريقيا" في مدينة إيسن الضوء على أحد أنواع السحر والشعوذة في غرب إفريقيا المسمى "الفودو". يعرض المتحف كذلك العديد من الهياكل التي تمثل الآلهة في معتقداتهم، وتعتبر الصورة أعلاه مثالا على هذه الهياكل التي تمثل آلهة البحر و41 من آلهة المياه. ويشير هينش كريستوف القائم على المتحف أن متوسط عدد زائريه بلغ قرابة 4 الآلاف زائر سنويا، مما يشكل حافزا لتوسيعه مستقبلا.
صورة من: Jörg Gläscher
رحلة في غياهب الظلام
قبل بدء الزيارة داخل المتحف، يزود الزائرون بعصا تساعدهم على التنقل وسط 6 غرف معتمة، وحيث أن الجو شديد الظلمة فإنه يتوجب على الزوار استخدام حواسهم الأخرى كالسمع والشم واللمس. ويمثل مطعم المتحف "مذاق الظلام" فرصة جيدة للزوار لاختبار قدراتهم على تناول الطعام وسط الظلام الدامس.
صورة من: Jürgen Röhrscheidt
تاريخ ثقيل
ما زال الحديث عن الحرب في ألمانيا موضوعا حساسا، لذلك يتعين التعاطي معه بحرص شديد. "متحف الدبابات الألماني" في مدينة مونستر يتيح لزائريه فرصة التحليل النقدي للتاريخ العسكري الألماني. يعرض المتحف أكثر من 150 مدرعة وآلية عسكرية تم استخدامها خلال الحرب. وتمثل الصورة أعلاه إحدى المركبات التي كانت تستخدم بعد الحرب العالمية الأولى من قِبَل الشرطة لكبح الاحتجاجات وفرض القانون.
صورة من: Deutsches Panzermuseum
تسلية طبية
يعرض "متحف الصيدلة الألماني" في مدينة هايدلبيرغ أكبر تشكيلة للمستحضرات الدوائية في العالم. ويشتمل المتحف على مستحضرات تعود لأكثر من ألفي سنة، ابتداء من أقدم أدوات الإسعافات الأولية مرورا بمجسمات لصيدليات كاملة كالمبينة في الصورة أعلاه والتي تعود إلى عام 1724
صورة من: Dt. Apotheken Museum-Stiftung Heidelberg
استكشاف ما تحت الأرض
تتاح لزائر "متحف التعدين الألماني" في مدينة بوخوم فرصة التعرف على تاريخ وأهمية التعدين. بشبكة أنفاقه الممتدة إلى كيلومترين ونصف تحت الأرض، يعتبر "متحف التعدين الألماني" الأكبر من نوعه في العالم. وبعيدا عن التعدين وكأحد العروض الجذابة التي يقدمها المتحف، فإنه يتسنى للمقبلين على الزواج إقامة حفل زفافهم في أحد الأنفاق تحت الأرض.
صورة من: Deutsches Bergbaumuseum
متحف الضرائب؟
هل من الممكن أن تشكل الضرائب نوعا من المتعة؟ نعم.. ولكن فقط في "متحف الضريبة الألماني" في مدينة برول، إذ يتسنى للزائر التعرف على تاريخ جمع الضرائب بأسلوب يجمع بين الفائدة والمتعة، ابتداء من حقبة بلاد ما بين النهرين مرورا بالعصور الوسطى وانتهاء بالوقت الحالي. يعرض المتحف كذلك بعض الوثائق التي توضح العلاقة بين دافعي الضرائب والسلطات الضريبية إضافة إلى بعض القطع الأثرية من لباس وعملات قديمة.
صورة من: Fotolia/46700946
حتى الموت.. له متحف !
في هذا المتحف يُتاح للزائر الاطلاع على كل ما يرتبط بالموت من شعائر وتوابيت وأضرحة وعربات نقل الموتى من العصورالوسطى وحتى وقتنا هذا. ولكن ليس كل ما يحويه "متحف الموت" في مدينة كاسل يرتبط بالكآبة والشؤم، فعلى النقيض من ذلك، يعمل المتحف على تنظيم عدد من الفعاليات الممتعة، كالحفلات الليلية والندوات العلمية.
صورة من: Museum für Sepulkralkultur Kasse
توثيق التنوع
يعرض "متحف المثلية" في برلين توثيقا لثقافة وتاريخ المثلية الجنسية حول العالم. يعتبر المتحف واحدا من أهم المتاحف من نوعه عالميا ومؤخرا تمت توسعته بعد حصوله على مبلغ 644 ألف يورو (850 ألف دولار) كمنحة من الدولة.
صورة من: DW/X. Maximova
والبطاطس.. أيضا!
وفقا لتصريحات مديرة المتحف، فإن "متحف البطاطاس" الألماني هو الوحيد من نوعه في العالم المختص كليا بفنون البطاطاس. يعرض المتحف الكائن في مدينة ميونيخ العديد من المعروضات المنحوتة من البطاطاس. ويركز المعرض الحالي على فن نحت البطاطاس الفيتنامي المسمى " Huyen Tran Chau "
صورة من: Das Kartoffelmuseum
تاريخ البيرة
إضافة إلى عرضه عينات من المشروب المحلي، يقدم "متحف البيرة ومهرجان أكتوبر" عرضا لتاريخ البيرة. ففي هذا المتحف الكائن في أقدم بيت في مدينة ميونيخ، يتاح للضيوف الاطلاع على أدوات وأجهزة تحضير البيرة إضافة إلى بعض التعليمات المكتوبة بخط اليد والتي يعود تاريخها إلى عام 1487.