برلين – نحو الاقتداء بكاليفورنيا لتقنين جزئي للماريجوانا
١٩ نوفمبر ٢٠١٦كادت انتخابات الرئاسة الأمريكية ونتائجها أن تحجب الأنباء التي تحدثت عن وجود رغبة لدى الأحزاب التي تتفاوض لتشكيل حكومة ولاية برلين، وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر واليسار، في السماح جزئياً بتقنين استخدام الماريجوانا (القنب الهندي).
ونقلت صحف عديدة عن بينيديكت لوكس من حزب الخضر قوله إن الأطراف المتفاوضة اتفقت على بحث "مشروع تجريبي تُرصد فيه عملية توزيع الماريجوانا على أشخاص بالغين".
ويقول المدافعون عن هذه المبادرة إنها قد تكون خطوة نحو تقنين الماريجوانا. ويوضح ماكس بلينريت من جمعية القنب الألمانية أنه في الماضي تعثرت محاولات عديدة في برلين لإضفاء الشرعية على تعاطي الماريجوانا، التي تعد من المحظورات بقانون المخدرات والسموم الاتحادي الألماني.
يقول بلينريت في حور مع DW: "مسودة المشروع التجريبي تمت على المستوى الاتحادي"، ويضيف بلينريت قائلاً: "ينص القانون الاتحادي على مثل هذه المحاولات، إذ يمكن الحصول على استثناءات، على الرغم من أن وزير الصحة سيكون له تأثير على القرار النهائي بشأن هذا الموضوع. ولكن ولاية مثل برلين لديها إمكانيات أكبر من أي مدينة أخرى من حيث إنشاء مشروع تجريبي. لذا يمكننا أن نصعد من حجم المطالبات بهذا الاستثناء".
ويجادل المدافعون عن تقنين استخدام الماريجوانا في برلين بأنه شأن الداخلي، يطالبون بأن يكون القانون متماشياً مع الواقع، خاصة في برلين، وهي مدينة من السهل فيها شراء الحشيش.
أبيع الماريجوانا ... لكنني لست تاجر مخدرات
بالرغم أن الوقت مازال مبكراً في متنزه غورليتسر بحي كروزبيرغ البرليني، إلا أن الشارع ممتلئ بأعداد من الناس، معظمهم من الأفارقة. يقفون في مجموعات صغيرة. يعد التعامل بالماريجوانا هنا ليس بالأمر السري، إنه نشاط عادي للغاية.
فمعظم السكان المحليين في هذا الحي البرليني لا يعترضون عمل التجار. وكانت وثيقة مسربة إلى الصحافة قد كشفت أن الشرطة اعترفت بوجود أعداد كبيرة من المتعاملين في هذه التجارة ولكن لا توجد تحركات ملموسة بهذا الشأن. وفسرت صحيفة "برلينر تسايتونغ" هذا البيان على أن الشرطة "تخلت" عن متنزه غورليتسر لتجار المخدرات.
ولكن ماذا عن رأي تجار المخدرات في المشروع تجريبي؟ هل يرون فيه تهديداً لمعيشتهم؟ إذ أن أغلب هؤلاء الرجال يخشون جداً من الحديث للصحافة، ولكن أحدهم قال لـDW أنه لم يسمع بهذا المشروع، وأنه لا يوجد شعور بالقلق بين المتعاملين في هذه التجارة.
بوبي من الكاميرون يذهب أبعد من ذلك بتأيده لتجريم الماريجوانا، ويقول لـDW: "أعتقد أنه يجب أن يكون هنالك تصديق"، ويضيف بوبي بينما هو ينفث دخان سيجارته: "مهلاً، نحن راستافاريون من أفريقيا. ندخن الحشيش، ولا أعتقد أنها نوع من المخدرات مثل الكوكايين. أنا أبيع الماريجوانا. لكنني لست تاجر مخدرات".
يقول بلينريت "هذا المشروع التجريبي محدود جداً"، ويضيف قائلاً: "إنها محاولة لدفع النقاش باتجاهات مختلفة، ولن يكون تأثيرها كبيراً على تجارة المخدرات، ولكن كما هو الحال مع المشاريع الرائدة الأخرى المتعلقة بالمخدرات. إنها فرصة لإظهار ذلك بالنسبة للسياسيين والصحافة بأن الموضوع ليس صعباً. ويمكن المضي قدماً في تحقيق تغييرات كبيرة".
ضغط النموذج الأمريكي
طغت أخبار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري على خبر مهم، وهو تقنين حيازة كميات قليلة من الماريجوانا في أربعة ولايات أمريكية، بما فيها ولاية كاليفورنيا، واستخدامها لأغراض طبية أو بغرض الترفيه. والآن وصل التقنين إلى ثمانية ولايات أخرى. دعاة تقنين استخدام القنب الهندي في ألمانيا يعتقدون أن بلادهم يمكن أن تتبع المسار ذاته.
وبتقنينها لاستخدام الماريجوانا ستضع كاليفورنيا، التي تعتبر من أكبر المدن الصناعية في العالم، ألمانيا تحت الضغط. وفي هذا السياق يعتقد بلينريت بأن الولايات الألمانية ليس لديها الحق في تمرير مقترحات قوانين تتعارض مع قانون المخدرات والسموم الاتحادي.
ولكن النموذج الأمريكي بالإضافة إلى تجربة الاستثناءات المحلية المسموح بها بموجب القانون الألماني، سوف يؤدي في النهاية إلى تغيير طريقة التعامل مع الماريجوانا.
جيفرسون تشيس/ ع.ح