برلين وباريس تتوعدان موسكو بعقوبات أشد وتعدان كييف بدعم أكبر
خالد سلامة د ب أ، رويترز
٢٩ أغسطس ٢٠٢٥
في بيان مشترك بعد قمة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، توعدت برلين وباريس موسكو بتشديد العقوبات وبمزيد من الدعم لدفاعات كييف الجوية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في مؤتمر صحفي بعد قمتهما في فرنساصورة من: Manon Cruz/REUTERS
إعلان
تعهدت ألمانيا وفرنسا، اليوم الجمعة (29 آب/أغسطس 2025)، بتقديم مزيد من الدعم للدفاعات الجوية الأوكرانية، وتوعدتا بتشديد العقوبات المفروضة على روسيا رداً على الغارات الجوية الروسية الواسعة على أوكرانيا.
وقالت الحكومتان في بيان مشترك عقب اجتماع المستشار فريدريش ميرتس والرئيس إيمانويل ماكرون في جنوبي فرنسا: "على الرغم من الجهود الدبلوماسية الدولية المكثفة، لا تظهر روسيا أي نية لإنهاء حربها العدوانية ضد أوكرانيا".
وجاء في البيان: "في ضوء الغارات الجوية الروسية الواسعة على أوكرانيا وسكانها، وما يترتب عليها من عواقب على أمننا ذاته، ستوفر فرنسا وألمانيا لذلك مزيداً من الدفاعات الجوية لأوكرانيا".
وفي الوقت ذاته، أكدت الدولتان الحليفتان على أنهما "يعتبران التنفيذ الفعال للعقوبات وتعزيزها بشكل أكبر أمراً أساسيا لممارسة أقصى ضغط على روسيا من أجل إنهاء حربها العدوانية غير المشروعة ضد أوكرانيا، وفي نهاية المطاف تحقيق السلام في أوكرانيا وأوروبا".
وأشار البيان إلى أنه لهذا الغرض، تسعى ألمانيا وفرنسا إلى الدفع باتجاه فرض عقوبات على روسيا داخل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري والاتحاد الأوروبي، تستهدف الشركات في الدول الثالثة التي تدعم حرب روسيا على أوكرانيا.
واتفق البلدان أيضاً "على ضرورة توفير ضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا"، بهدف ردع روسيا عن شن هجوم جديد في حال التوصل إلى اتفاق سلام. لكن باريس وبرلين تجنبتا الخوض في امكانية إرسال قوات عسكرية تابعة لهما إلى أوكرانيا، واكتفيتا بالتعهد بدعم القوات الأوكرانية على الأرض.
ماكرون: إن لم يلتزم بوتين بلقاء زيلينسكي فسيكون قد خدع ترامب
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه إذا لم يلتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحلول يوم الاثنين بلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فإنه سيكون قد خدع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع ميرتس اليوم الجمعة "إذا لم يحدث ذلك بحلول يوم الاثنين، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس ترامب، فهذا يعني أن الرئيس بوتين سيكون قد خدع الرئيس ترامب مرة أخرى".
وهدد ترامب "بعواقب" إذا لم يجتمع الزعيمان الروسي والأوكراني.
كما أشار زيلينسكي اليوم الجمعة إلى تصريح ترامب بأنه سيمنح بوتين أسبوعا أو أسبوعين للاتفاق على اجتماع ثنائي مع الزعيم الأوكراني قبل الإعلان المحتمل عن إجراء جديد ضد روسيا. وقال زيلينسكي "سيكون قد مر أسبوعان يوم الاثنين. وسنُذكّر الجميع بذلك".
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم إن روسيا لا تستبعد عقد لقاء بين بوتين ونظيره الأوكراني في مسعى لتحقيق السلام، ولكن أي قمة يجب أن تتبع الشروط التي تم الاتفاق عليها مسبقا. وأضاف بيسكوف في حديثه للوكالات الإخبارية الروسية اليوم الجمعة، إن: "بوتين يعتقد أن أي اجتماع على مستوى رفيع يجب أن يكون معدا جيدا وأن يؤكد النتائج المحققة على مستوى الخبراء".
إعلان
وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي يدينون الهجوم الروسي على كييف
من جانبهم أدان وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي،اليوم الجمعة، وبشدة، موجة القصف الجوي الروسي الكثيف على كييف، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصا بينهم أطفال، وتعهدوا بفرض المزيد من العقوبات على موسكو.
وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، لدى وصولها إلى اجتماع يستمر يومين لوزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن، إن "هذه الغارات تدل على أن بوتين يسخر فحسب من أي نوع من الجهود تبذل من أجل السلام."
تصعيد جديد بين روسيا وأكرانيا، فهل انتهت آمال السلام ؟
01:51
This browser does not support the video element.
وأيد جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، بيانا مشتركا يدين الهجوم الروسي، الذي تعرض خلاله المكتب الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار. وأضافت كالاس: "ما يجب أن نفعله هو تعزيز الضغط على روسيا"، مشيرة إلى أن العقوبات الجديدة على صادرات الطاقة والخدمات المالية الروسية "سوف تكون أكثر ما يؤلمهم".
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أمس الخميس، أنه سوف يتم طرح الحزمة الـ19 من عقوبات التكتل على روسيا قريبا.
وحثت كايا كالاس دول الاتحاد الأوروبي على مواصلة تزويد كييف بالأسلحة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا. وتابعت قائلة إن "أوكرانيا تحتاج إلى كل أشكال الدعم العسكري في الوقت الحالي." وأضافت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعم كييف من خلال مواصلة تدريب الجيش الأوكراني وتعزيز صناعة الدفاع في البلاد، بالإضافة إلى الالتزامات التي تقدمها الدول الأعضاء بشكل فردي.
تحرير: عبده جميل المخلافي
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.