شولتس وماكرون يطالبان إسرائيل بإنهاء الهجوم في رفح
٢٨ مايو ٢٠٢٤
طالب المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل بإنهاء الهجوم في رفح والالتزام بالقانون الدولي. فيما أعربت واشنطن عن "حزن عميق" لمقتل نازحين فلسطينيين في رفح مطالبة إسرائيل بتحقيق "شفاف وسريع".
إعلان
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الضيافة الحكومي الألماني في ميزيبيرغ بالقرب من العاصمة الألمانية برلين، مساء الثلاثاء (28 مايو/أيار 2024)، إن الوضع في رفح "مروع. يجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية في رفح".
وأضاف ماكرون أن بلاده أدانت من البداية هجمات حركة حماس على إسرائيل ودعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها " لكن- مثل أي نظام ديمقراطي- مع الالتزام بالقانون الدولي".
وبدوره، قال شولتس مطالبا: "يجب على إسرائيل أن تراعي القانون الدولي في إجراءاتها"، ووصف قصف مخيم للنازحين في رفح والذي أسقط العديد من القتلى بأنه "حادث مأساوي" مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن إجراء تحقيق في الواقعة، وقال: "هذا مهم وضروري بنفس القدر".
وأضاف شولتس أن "هذا الحادث يظهر مرة أخرى لماذا أعربت ألمانيا، مثل العديد من الدول الأخرى، مرارا وتكرارا عن معارضتها لهجوم بري واسع النطاق في رفح - لأنه لا يمكن توفير حماية كافية للمدنيين هناك". لافتا إلى أنه لا يمكن تصور أي سيناريو أو أي شكل من أشكال العمل العسكري هناك "لا يرتبط بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بشكل غير مسؤول".
وطالب شولتس مجددا بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وتوصيل ما يكفي من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الطريق البري، وقال إن " مسؤولية جعل هذا الأمر ممكنا تقع على عاتق إسرائيل". وصرح بأن هذه المسألة تتعلق بإرسال ما يبلغ 500 شاحنة إلى القطاع في اليوم.
هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟
35:14
وجدد شولتس مع ماكرون الدعم لـ" حل الدولتين " بوصفه يوفر أفقا طويل المدى لتسوية الصراع.
واشنطن "حزينة" لمقتل فلسطينيين في رفح
من جانبها أعربت الولايات المتحدة عن "حزن عميق" لمقتل فلسطينيين الأحد في رفح في جنوب قطاع غزة، وأكدت أنها تنتظر نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي داعية إلى أن يكون "سريعا وشفافا".
وشدّد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء على أن ضربته الجوية وحدها "لا يمكن" أن تكون قد تسببت في الحريق المميت، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للصحافيين "ذخائرنا وحدها لا يمكن ان تشعل حريقا بهذا الحجم".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لصحافيين "سنتابع من كثب نتائج هذا التحقيق"، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستواصل "الإصرار على إسرائيل بشأن التزامها بالامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي، وتقليل تأثير عملياتها على المدنيين وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها".
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح "محدودة". وقالت مساعدة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في مؤتمر صحافي "ما زلنا نعتبر أن ما يجري في رفح، ما يفعله الجيش الإسرائيلي، محدود النطاق".
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم الثلاثاء مقتل 21 شخصا في قصف إسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح في جنوب قطاع غزة، بيد أن الجيش الإسرائيلي نفي ذلك وقال في بيان "الجيش لإسرائيلي لم يقصف المنطقة الإنسانية في المواصي"، في إشارة إلى المنطقة التي خصصها للنازحين من رفح ووجههم للتجمع فيها عندما شن الجيش هجومه البري في 7 أيار/مايو.
ف.ي/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance