برلين وباريس ولندن تدعو للتعجيل بمراكز طوارئ للاجئين
٣٠ أغسطس ٢٠١٥
دعا وزراء داخلية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لسرعة الاتفاق على المستوى الأوروبي على تحديد تعريف موحد لما يسمى بـ"المواطن الآمنة" مطالبين بتضامن أوروبي لحل أزمة اللاجئين وطالبوا بالبدء بتشغيل مراكز الاستقبال الأولية للاجئين.
إعلان
أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ونظيراه الفرنسي برنار كازنوف والبريطانية تيريزا ماي في بيان مشترك اليوم الأحد (30 أغسطس/ آب) أنهم متفقون على أن الوضع الحالي يستلزم اتخاذ إجراء عاجل ويستلزم "التضامن في أوروبا" مشيرا إلى أنه "لا يمكننا إهدار المزيد من الوقت".
ودعا الوزراء رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ لعقد اجتماع خاص لوزراء العدل والداخلية خلال الأسبوعين القادمين مشددين في بيانهم المشترك على ضرورة العمل على اتخاذ خطوات ملموسة كي يكون من الممكن التوصل لقرارات في جلسة المجلس القادمة في موعدها العادي في الثامن من شهر تشرين أول/أكتوبر. كما دعا الوزراء إلى سرعة الاتفاق على المستوى الأوروبي على تحديد موحد لما يسمى بالمواطن الآمنة مشددين على ضرورة البدء بتشغيل مراكز الاستقبال الأولية التي يتم التخطيط لها لاستقبال اللاجئين في إيطاليا واليونان بحلول نهاية العام الجاري على أقصى تقدير.
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
12 صورة1 | 12
وكان دي ميزير قد أكد أمس السبت في باريس عقب لقاء مع زميليه الفرنسي برنار كازنوف والبريطانية تيريزا ماي "نريد أن تصبح مراكز الطوارئ هذه جاهزة للعمل بحلول نهاية العام الجاري." واضاف دي ميزيير قائلا: "نحن نتحدث هنا عن منشآت ضخمة يسجل فيها كل من وصل إلى الاراضي اليونانية أو الإيطالية". وأوضح دي ميزيير أن هذه المراكز سيجري بها كذلك اختبارات أولية لاستنتاج ما إذا كان هؤلاء اللاجئون محتاجين للحماية فعلا أم لا، "فإن لم يكونوا بحاجة للحماية فسيردون إلى بلادهم الأصلية ثانية."
وفي سياق متصل أكد وزير الداخلية الألماني أنه: "لا يمكننا التغلب على التحديات إلا من خلال اتباع سياسة لجوء أوروبية مشتركة، ونحتاج لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل ذلك". وأضاف: "لا يمكننا الانتظار إلى الجلسة العادية القادمة في شهر تشرين أول/ أكتوبر".
جدير بالذكر انه سينظم خلال تشرين ثان/نوفمبر المقبل وقبيل القمة الأوروبية لرؤساء دول وحكومات أفريقيا وأوروبا لقاء حول موضوع اللاجئين يحضره عدد من وزراء الداخلية والخارجية لبعض الدول ذات الشأن، بحيث يتم التحضير للقمة المذكورة بصورة جيدة تتيح توصل القادة إلى نتائج مثمرة.