الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم دعم ملموس لحكومة السراج الليبية بما ذلك إمكانية توسيع مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية قبالة الساحل الليبي. كما تعهد بمضاعفة الجهود لمساعدة تونس لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
إعلان
أجرى وزراء الخارجية والدفاع بالاتحاد الأوروبي أمس الاثنين (18 أبريل/نيسان 2016) محادثات مع رئيس الوزراء الليبي المدعوم من الامم المتحدة فايز السراج لمناقشة الدعم لحكومته الوليدة، بما في ذلك إمكانية توسيع مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية قبالة الساحل الليبي.
وفي سياق متصل، دعت فرنسا وإيطاليا وأسبانيا شركاءها الأوروبيين إلى نقل المهمة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي إلى المياه الليبية- إذا طلبت ذلك الحكومة الجديدة- لوقف تدفق موجة جديدة من المهاجرين والمساعدة في تطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وتوسعة المهمة البحرية جزء من خطة الاتحاد لدعم ليبيا التي بحثها وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ ويمكن أن تؤدي إلى عودة أوروبا إلى البلاد بمساعدات قيمتها 100 مليون يورو.
من جانبه، توقع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير توسيع نطاق المهمة البحرية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي أمام الساحل الليبي. وقال شتاينماير أمس الاثنين خلال مشاوراته مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ إن التفويض الحالي يسمح فقط بمكافحة الإتجار بالبشر والتقاط اللاجئين الذين يواجهون حالة طوارئ من البحر المتوسط. وأكد أنه ليس هناك شك أنه سوف يكون هناك ضرورة للمزيد في المستقبل. وقال وزير الخارجية الألماني: "أتوقع أنه ستكون هناك مهام ". ووفقا لعرض الحكومة الفرنسية في باريس، يمكن الاستعانة بسفن حربية تابعة للاتحاد الأوروبي مستقبلا بهدف مراقبة حظر بيع الأسلحة المفروض ضد ليبيا من أجل الحيلولة دون تسليم المعدات الحربية لتنظيم "داعش".
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
11 صورة1 | 11
على صعيد آخر، وعد الاتحاد الاوروبي الاثنين ب"مضاعفة الجهود" لمساعدة تونس في انتقالها السياسي بعد خمسة أعوام من ثورتها، وذلك بهدف تجاوز الصعوبات الاقتصادية والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني إلى جانب نظيرها التونسي خميس الجهيناوي إثر اجتماع في لوكسمبورغ "ندرك تماما أن تونس تواجه تحديات هائلة ومترابطة وخصوصا أمنية واقتصادية".
وأضافت موغيريني أن "حشد كل جهودنا دعما للحكومة والشعب التونسيين هو ضرورة وأمر مؤكد بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي بهدف السماح بنجاح الانتقال السياسي ونجاح البلاد".
وإذ لفت إلى أن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس يتطلب مبادرات جديدة وعاجلة"، تعهد الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك "مضاعفة الجهود لتحديد كل إمكانات المساعدة الإضافية". ويتفاوض الاتحاد الاوروبي حاليا مع تونس حول اتفاق تبادل حر كامل ومعمق، ويعد بتسهيل الرحلات وزيارات الدراسة والبحث التي يقوم بها الشبان التونسيون لاوروبا.
وبادرت بروكسل ايضا الى زيادة كمية زيت الزيتون التونسي المعفى من الجمارك والذي يستورده الاتحاد الاوروبي خلال فترة 2016-2017.