بروكسل تدعو "رعاة عملية أستانا" لضمان إنهاء الحرب في سوريا
٢٨ فبراير ٢٠١٨
دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني موسكو وطهران وأنقرة باعتبارها راعية لعملية أستانا إلى ضمان وقف الحرب في سوريا، فيما طالبت باريس من روسيا الضغط على الأسد لاحترام الهدنة.
إعلان
دعا الاتحاد الأوروبي اليوم (28 شباط/ فبراير 2018) كلا من روسيا وإيران وتركيا إلى ضمان التنفيذ الفوري والكامل لوقف إطلاق النار في سوريا، والمتفق عليه في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الدول الثلاث لها دور معين بعد التعهد بالحد من العنف بموجب ما يطلق عليه عملية أستانا.
وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، في خطاب لوزراء خارجية الدول الثلاث: "ندعوكم، بوصفكم الضامنين الثلاثة لعملية أستانا، إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان وقف الحرب".
وجاء في الخطاب الذي أرسل بعد مناقشات أجراها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول الأحداث في سوريا، إن القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي يوم السبت يمثل فرصة لـ "تطبيق روح القرارات التي اتخذت في أستانا، ولابد أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار (في سوريا)".
وقالت موغيريني في الرسالة "نعتقد أن التصعيد العسكري داخل سوريا، ولا سيما المأساة الراهنة في الغوطة الشرقية، لابد أن يتوقف، وأنه يتعين عدم ادخار أي جهد لضمان احترام مناطق خفض التصعيد، ولا سيما في هذا الوقت".
لا تحسّن في الأوضاع الإنسانيّة لسكان الغوطة الشرقيّة
01:01
باريس تطلب من موسكو الضغط على الأسد
في غضون ذلك، دعت فرنسا الأربعاء روسيا إلى ممارسة "ضغوط قصوى" على النظام السوري لاحترام الهدنة في الغوطة الشرقية بعدما حملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية الخروقات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول "تعهدت المجموعات المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية أمام مجلس الأمن الدولي احترام القرار 2401 وقبول الهدنة. لكن نظام بشار الأسد لم يتعهد بذلك".
وأضافت المسؤولة الفرنسية "نطلب بالتالي من الجهات الداعمة للنظام السوري ممارسة ضغوط قصوى عليه ليحترم واجباته" في إشارة إلى روسيا. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان قد أعلن خلال زيارة لموسكو أن روسيا "واحدة من الجهات الدولية الوحيدة القادرة على حمل نظام دمشق على تطبيق القرار 2401 فعليا".
بيد أن نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء قال إن من مسؤولية مقاتلي المعارضة و"الجهات الداعمة لهم" التأكد من أن الهدنة تطبق في الغوطة الشرقية. وقال لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف "إن الناشطين المتحصنين هناك لا يزالون يقصفون دمشق ويعرقلون تسليم المساعدات وإجلاء أولئك الراغبين في الرحيل".
وكانت روسيا قد أعلنت هدنة يومية من خمس ساعات للسماح بنقل المساعدات أو إجلاء السكان والجرحى من المنطقة، لكن الجهات المتناحرة سرعان ما تبادلت الاتهامات بخرقها.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش