بروكسل تراقب خطة إنقاذ بنك ألماني صغير
٤ أغسطس ٢٠٠٧ذكرت صحيفة "هاندلسبلاد" الألمانية يوم أمس أن سلطات شؤون المنافسة في الاتحاد الأوروبي تبدي شكوكها بشأن خطة إنقاذ تدعمها الحكومة الألمانية لصالح بنك ألماني بعد أن تضرر من أزمة سوق قروض الرهن العقاري عالية الفائدة.
وقالت صحيفة هاندلسبلاد المالية الشهيرة نقلاً عن مصادر في مكتب المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة نيلي كروز إنه قد يتم اتخاذ إجراء، إذا ما كانت عملية الإنقاذ قد تم ترتيبها أساسا من قبل بنك "كي إف دبليو" المملوك للحكومة الألمانية، الأمر الذي يشكل خرقاً لقوانين المنافسة الحرة المتفق عليها في اقتصاد السوق.
عملية انقاذ مشتركة
وصرح مكتب المدعي في دوسلدورف أن بنك "أي كيه بي" قد دعاه إلى التحقيق في شؤون البنك بالتعاون مع سلطات الإشراف المالية الألمانية. وشدد بيتر لشتينبيرج، وهو كبير ممثلي الادعاء على أنه لم يتم توجيه أي تهم حتى الآن. وتم ترتيب عملية الإنقاذ التي تتألف من ضمانات قيمتها الإجمالية 3.5 مليار يورو (4.8 مليار دولار) مقدمة من بنك "كيه إف دبليو" الاثنين الماضي من أجل حماية بنك "آي كيه بي" من الإفلاس.
الجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية تمتلك حصة نسبتها 80 بالمائة في بنك "كيه إف دبليو"، وهو مصرف تأسس بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية من أجل تمويل مشروعات إعادة إعمار ألمانيا، بينما تتوزع الـ 20 بالمائة الباقية في ملكيتها على الولايات الألمانية. وفي المقابل حصل بنك "كيه إف دبليو" على حصة نسبتها 38 بالمائة في بنك "آي كيه بي" الذي يتخذ من مدينة دوسلدورف الألمانية، إذ يقوم بتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقام بنك "كيه إف دبليو" بتوفير أموال قيمتها 2.5 مليار يورو من أصل عملية الإنقاذ. وجاءت 500 مليون يورو من بنك "شباركاسي" للمدخرات، الذي تمتلكه وتسيطر عليه حكومات الولايات بشكل كبير، بينما قامت البنوك التجارية بتغطية بقية قيمة عملية الإنقاذ وهي 500 مليون يورو.
وقال محامو مفوضية شؤون المنافسة التي يوجد مقرها في بروكسل إنه "إذا تدخل بنك كيه إف دبليو كمساهم وحيد بينما لم يفعل مثله مساهمو آخرون في بنك "آي كيه بي" فإن ذلك سيبدو أمرا سيئا". كما أضافوا أن أي عملية إنقاذ تدعمها الحكومة لابد أن تحصل على موافقة مكتب المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة.
انخفاض أسهم البنك
وبالرغم من عملية الإنقاذ، إلا أن سهم بنك "آي كيه بي" واصل هبوطه يوم الجمعة 27 تموز/يوليو بعد أن خسر 40 بالمائة من قيمته في يوم الخميس 26 تموز/يوليو. وتم التداول على سهم البنك عند أقل من 12 يورو قبل ظهر يوم الجمعة منخفضا من 21.48 يورو في نهاية تعاملات يوم الجمعة. كان بنك "آي كيه بي" قد أصدر في وقت لاحق بيانا تحذيريا بشأن الأرباح وأعلن عن استقالة رئيس مجلس الإدارة شتيفان أورتسايفين.
وعلى الفور تدخل بنك "كيه إف دبليو" في غمرة مخاوف من حدوث تأثيرات سلبية على القطاع المصرفي الألماني. وأفادت تقارير بأن عملية الإنقاذ البالغة 3.5 مليار يورو مخصصة من أجل تغطية حوالي خمس حصة المخاطرة من جانب بنك "آي كيه بي" في سوق الرهن العقاري الأمريكي الأمر الذي يشير إلى أن إجمالي استثمارات البنك في السوق تصل إلى 20 مليار يورو. وإضافة إلى ذلك البنك غير المعروف نسبيا، فأن مؤسسات مالية ألمانية شهيرة مثل بنكي كومرزبنك ودرسدنر قد واجهت مصاعب هي الأخرى جراء أزمة قروض الرهن العقاري عالية الفائدة.