بروكسل: تركيا لم تف بكل معايير الإعفاء من التأشيرة
١٥ يونيو ٢٠١٦
أكدت المفوضية الأوروبية أن تركيا أحرزت تقدما لإعفاء مواطنيها من تأشيرة دخول شنغن، إلا أنها لم تف بعد بكل المعايير. وكان الطرفان قد حددا نهاية الشهر الحالي موعدا لإلغاء التأشيرة، ولكن يبدو أن هذا الموعد بات غير واقعي.
إعلان
أعلنت المفوضية الأوروبية في تقرير نشر اليوم الأربعاء الموافق (15حزيران/ يونيو 2016) أن تركيا أحرزت "تقدما" في الأسابيع الأخيرة، لكنها لم تف بعد بكل المعايير الضرورية لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول لمنطقة شنغن. وقال المفوض ديمتريس افراموبولوس المكلف بملف الهجرة إن "التقدم مستمر" منذ تقرير سابق نشر بداية أيار/مايو، لكن "على تركيا أن تحترم المعايير المتبقية المحددة في خارطة الطريق".
وكان الاتحاد الأوروبي وتركيا قد حددا "نهاية حزيران/يونيو" موعدا لبلوغ اتفاق على إلغاء التأشيرة، ولكن يبدو أن الطرفين متوافقان على أن هذا الموعد بات غير واقعي. واكتفى افراموبولوس بالقول إن "الجدول الزمني النهائي يبقى رهنا بموعد وفاء تركيا بما تبقى من معايير وفي الوقت نفسه بموعد اتخاذ المشرعين (الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي) قرارهم".
وبعد أكثر من شهر من التقرير السابق، ذكرت المفوضية القائمة نفسها للمعايير الواجب التزامها (سبعة من أصل 72 معيارا) والتي تشمل تغيير قانون تركيا لمكافحة الإرهاب والذي يعتبر واسعا جدا ومهددا لحرية التعبير بحسب المعايير الأوروبية. ورفضت تركيا حتى الآن تغيير هذا القانون في غمرة تجدد نزاعها مع الأكراد منذ صيف 2015 وتعرضها لسلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى المتمردين الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية".
إلى ذلك اعتبر مسؤول تركي كبير رفض كشف هويته الأربعاء إن العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي تتقدم وتثمر نتائج جيدة في ملف الهجرة، رغم وجود "مشاكل". و صرح المسؤول التركي كبير لوكالة أنباء فرانس برس بأن العلاقات غير مستقرة حاليا، مضيفا "هناك مشاكل، لكن هذا لا يعني أننا لن نكون على الطريق الصحيح خلال عشرة أو خمسة عشر يوما. إنها عملية، إنها مسالة دبلوماسية".
وذكر بأن مجموعة عمل شكلت في محاولة لتجاوز المأزق، مؤكدا أن الاتفاق في شأن المهاجرين والذي يعتبر موضوع التأشيرة بندا رئيسيا فيه، شكل "نجاحا مهما". ولاحظ أن معدل العبور اليومي لبحر إيجة في اتجاه الجزر اليونانية تراجع إلى ثلاثين شخصا بعدما كان سبعة آلاف في تشرين الأول/أكتوبر.
ولفت المسؤول تركي إلى أنه منذ بدء تنفيذ الاتفاق حول المهاجرين في آذار/مارس تمت إعادة 462 شخصا من اليونان إلى تركيا وتم استقبال 508 من طالبي اللجوء السوريين في بلدان أوروبية.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب)
الحصاد الرخيص..لاجئون سوريون في المزارع التركية
يضطر آلاف اللاجئين السوريين في تركيا للعمل في الزراعة بأجور زهيدة لتوفير لقمة العيش، وكثير منهم يعيش في ظروف قاسية عند أطراف الحقول وسط انعدام الخدمات الأساسية ناهيك عن استغلال أرباب العمل لهم، كما يوضح ملف الصور التالي.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم ظروف الحياة القاسية استقر الحال بحوالي 2000 من اللاجئين السوريين على حواف الحقول والمزارع في منطقة توربيل بإزمير، شرقي تركيا، حيث يكسبون قوتهم من العمل في الحصاد.
صورة من: DW/D. Cupolo
بعد أن فقد هؤلاء سبل العيش في بلادهم، سيما أولئك الذين أتوا من الأرياف حيث كانوا يعملون بالأجر اليومي، أصبحوا يعملون مقابل نصف الحد الأدنى من معدل الأجر اليومي المتبع في تركيا، كما أنهم عرضة للاستغلال بسبب حاجتهم وظروفهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الهمّ الأول لهؤلاء اللاجئين هو توفير إيجار مسكن يأوي عائلاتهم، والذي عادة ما يكون خرابة قديمة أو خيمة مهترئة، ويكون ذلك بطبيعة الحال على حساب توفير متطلبات المأكل والمشرب، حيث لا تتوفر للكثير منهم إمكانية الحصول على وجبات منتظمة.
صورة من: DW/D. Cupolo
"في ظل الحرب في بلادنا، ليس لدينا خيار آخر"، يقول ديهال النازح من الحسكة السورية، لذلك هو سيبقى هنا مع عائلته، مع أن إزمير الخيار الأفضل بالنسبة إليه. ورغم أن الأجور في هذا الميناء جيدة إلا أنه لا يعرف المدينة ولا يجد سوى العمل في الزراعة، ومع ذلك يقول "لا بأس".
صورة من: DW/D. Cupolo
يوجد في تركيا أكثر من مليونين ونصف المليون سوري، وفيما يجد البعض منهم موسم الحصاد فرصة للعمل وكسب الرزق، تتجه الغالبية العظمى منهم نحو المدن الكبيرة، على أمل الحصول على فرصة عمل أفضل هناك، أو مواصلة الرحلة نحو غرب أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
الكثير من اللاجئين يتجنبون تسجيل أنفسهم لدى السلطات خوفا من الترحيل، وهو ما يعني عدم حصولهم على الرعاية الصحية، لكن في بعض الأحيان يأتي أطباء من المنظمات الإغاثية إلى حيث يعيش هؤلاء هنا في الحقول لمعالجة المرضى من العمال وأسرهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يبدي الكثير من أصحاب المزارع تحمسا لنصب اللاجئين خياماً على أطراف مزارعهم، لكنهم في الوقت نفسه يوفرون تكاليف نقل العمال من وإلى الحقول، وهذا ربما ما يجعلهم يتغاضون عن ذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتواجد اللاجئون الذين يعملون في الحصاد في المزارع ليس فقط في المناطق المحيطة بإزمير، ولكن في كل تركيا تقريبا. وإضافة إلى استغلال أرباب العمل لهم وتشغيلهم بأجور متدنية، يشكو البعض منهم من المماطلة في دفع مستحقاتهم.