أعلنت بروكسل أنه يتعين على تركيا الإيفاء بـ72 معيارا مقابل السماح لمواطنيها بدخول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة. وأنقرة تؤكد أن نجاح الاتفاق بشأن وقف تدفق المهاجرين على أوروبا يتوقف على مدى تحرير التأشيرة للأتراك.
إعلان
أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء (20 أبريل/نيسان 2016) أنها سوف تقترح الشهر المقبل إلغاء متطلبات الحصول على التأشيرة المفروضة على المواطنين الأتراك الذين يزورون الاتحاد الأوروبي إذا أوفت أنقرة بالشروط الصحيحة. يذكر أنه يتوقف على هذه المسألة اتفاق بينهما لوقف تدفق الهجرة.
وقد وافقت بروكسل على دراسة منح المواطنين الأتراك الفرصة المنتظرة طويلا بالسفر بدون تأشيرة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية حزيران/يونيو مقابل مساعدة أنقرة في وقف تدفق الهجرة من تركيا إلى التكتل. وشددت تركيا على أن نجاح اتفاق الهجرة يتوقف على ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سوف يمضى قدما بشأن قضية التأشيرة.
لكن التكتل أصر أيضا على أنه يتعين على أنقرة أن تنفذ ما عليها بإكمال ما مجموعه 72 معيارا تم وضعها كشروط من أجل السفر بدون تأشيرة. وقال رئيس المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر أمس الثلاثاء "تحرير التأشيرة هو مسألة قواعد. ولن يتم تخفيفها في حالة تركيا". جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام مجلس أوروبا.
من جهتها، أكدت تركيا أنها أوفت بالفعل بأكثر من 50 من هذه المعايير وتعمل على إنهاء المعايير الباقية.
وذكرت المفوضية الأوروبية أنها إذا فعلت هذا في الوقت المحدد فسوف تقترح المفوضية في الرابع من أيار/مايو أن يتم تحويل تركيا إلى قائمة الإعفاء من التأشيرة. ويتعين حينئذ على الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي تقرير مسألة إقرار الخطوة أو عدم إقرارها.
سوريون يبنون حياة جديدة في تركيا
منظمات إنسانية ومتطوعون من انتماءات مختلفة في إزمير التركية جمعهم هدف مساعدة اللاجئين في المدينة على بناء حياة جديدة. DW كانت في هذه المدينة الساحلية التي صارت موطنا ل 85 ألف سوري من طالبي اللجوء، وجاءت بهذه الصور.
صورة من: DW/D. Cupolo
في حي باسمانه بمدينة إزمير المعروف بعمليات تهريب البشر، انتشرت المحلات والمطاعم المملوكة للاجئين مع تزايد أعدد السوريين الذين يطول مكثهم في المدينة. وبينما نجح عدد من اللاجئين في هذا النوع من المشاريع، مازال معظمهم يسجلون مشاريعهم تحت أسماء أصدقائهم الأتراك. كما يوضح محمد صالح، مدير جمعية إغاثة اللاجئين السوريين في إزمير.
صورة من: DW/D. Cupolo
دفع الفواتير ليس إلا واحدا من التحديات العديدة التي يواجهها اللاجئون الذين غالبا ما يقضون فترات البطالة الطويلة في ارتياد المقاهي. العديد منهم محروم من الخدمات الصحية الأساسية وهو ما دفع بمتطوعين لتنظيم زيارات طبية مجانية لبيوت العائلات التي تعيش أوضاعا صعبة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بمساعدة مترجم، زارت الناشطة ليا فيلمزن منازل لاجئين في باسمانه.وتظهر في الصورة وهي تستمتع لسيدتين تصفان كيف يعاني أطفالهما من أمراض تنفسية مزمنة. وحسب فيلمزن فإن سبب إصابتهم بهذه الأمراض يعود إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الشقة التي كانوا يقتسمونها مع 14 شخصا آخرين ينامون على الحصير في غرفتين صغيرتين.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال يلعبون إلى جانب سترات نجاة معروضة للبيع على قارعة الطريق. معظم اللاجئين من صغار السن لا يذهبون إلى المدرسة ويضطرون عادة للقيام بمهن بسيطة لمساعدة عائلاتهم على دفع الإيجار. خلال إحدى زياراتها، عاينت فيلمزن طفلا سوريا يبلغ من العمر 6 سنوات تعرض للضرب وسلب ما معه عندما كان يبيع مناديل ورقية في الشارع.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محاولة لإنشاء مركز اجتماعي للاجئين يجدد يالسين يانك المبنى المهجور الذي يستعمله لدباغة الجلود. يقول ل DW "أساعد اللاجئين كما كنت أساعد العمال قبل سنوات عديدة، نحن ننشئ فضاء جماعيا لجعل اللاجئين يشعرون أنهم مرحب بهم. نريد رأب الصدوع التي خلفتها حكوماتنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
كريس دولينغ الذي يجوب شوارع حي باسمان، هو متطوع إيطالي إنجليزي يعمل مع يانك. يقول إن من المهم مساعدة اللاجئين ولكن دون مبالغة. "لا نريد أن يصير الناس معتمدين على المساعدة. نريد خلق مجموعات تساعد الناس على فهم واجباتهم وحقوقهم وتساعدهم أيضا على الاندماج في المجتمع، ليجدوا عملا ويبنوا حياتهم الخاصة".
صورة من: DW/D. Cupolo
"Mercy Corps" منظمة للمساعدات الإنسانية يمولها الاتحاد الأوروبي، افتتحت مؤخرا فرعا لها في إزمير حيث تسعى لمساعدة العلائلات اللاجئة التي تعيش أوضاعا صعبة من خلال برامج توزيع القسائم وتقديم المشورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم تظافر جهود الناشطين والمنظمات الإنسانية، فإن غالبية اللاجئين الذي يصلون إلى إزمير يأتون للبحث عن مهربين في مناطق مثل ساحة باسمانه التي تظهر في الصورة. "لا نستطيع منع الناس من التعاطي مع المهربين" كما يقول عفيف يلديز الملكف بالمشاريع في فرع منظمة "Mercy Corps" بإزمير. "الحل سياسي. نحن هنا لتقديم المساعدة لمن يعيشون في أوضاع صعبة".
صورة من: DW/D. Cupolo
الجزيرة اليونانية خيوس كما تظهر من مدينة جشمة التركية. نور شاهين أوغلو، متطوعة تعمل مع المنظمة الإنسانية "İmece İnisiyatifi " في جشمة، هي واحدة من السكان المحليين الذين يحاولون منع اللاجئين من ركوب القوارب التي تعبر بحر إيجه. "إذا كنت تريد أن تذهب، إذهب بطريقة آمنة" تقول. "قدم طلب اللجوء من تركيا واذهب في سفينة لائقة" .
صورة من: DW/D. Cupolo
9 صورة1 | 9
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تقوم فيه المفوضية بتقييم تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والذي بموجبه تتم إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء القادمين من تركيا إلى الجزر اليونانية اعتبارا من 20 آذار/مارس.
وتعهد الاتحاد الأوروبي باستقبال لاجئ سوري واحد من تركيا مقابل كل سوري يُعاد إلى تركيا. ولكن الاتفاق تعرض لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان، التي انتقدت طريقة معاملة اللاجئين وطالبي اللجوء. وفي مدينة ستراسبورغ الفرنسية، وافقت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا اليوم الأربعاء على قرار يثير مخاوف بشأن تداعيات الاتفاق على حقوق الإنسان وتساؤلات قانونية حول مدى توافقه مع القانون الأوروبي والدولي. وقالت الهيئة المعنية بحقوق الانسان إنه يجب وقف عملية إعادة طالبي اللجوء إلى تركيا حتى يتم حل المسائل القانونية. ولا يتمتع مجلس البرلمان الاوروبي المكون من 47 عضوا بسلطات ملزمة، ولكنه يؤثر على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.