بروكسيل تخفف قواعد التجارة مع الأردن لدعم اللاجئين
٢٢ يوليو ٢٠١٦
قال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والأردن إن الاتحاد خفف قواعد التجارة مع الدولة العربية في مقابل السماح لآلاف اللاجئين السوريين بالعمل في شركاتها.
إعلان
ستحصل الشركات الأردنية التي توظف عددا محددا من اللاجئين على خصم أو إعفاء من الرسوم على كثير من صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي للسنوات العشر القادمة. يأتي ذلك خطوة أوروبية لدعم اقتصاد يعاني تحت ضغط وجود أكثر من 650 ألف سوري فروا من الحرب الأهلية في بلدهم.
والسياسة الجديدة، التي جرى الاتفاق عليها من حيث المبدأ خلال مؤتمر للمانحين في لندن في فبراير شباط، جزء من استراتيجية للاتحاد تهدف لوقف تدفق طالبي اللجوء على أوروبا من خلال تحسين أوضاع اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا.
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.
صورة من: DW/T. Krämer
8 صورة1 | 8
وقال يوهانس هان مفوض شؤون توسعة العضوية وسياسة الجوار الأوروبي بالاتحاد "أنا مقتنع بأن هذا القرار سيعزز صمود الأردن في مواجهة أزمة اللاجئين." وبدأ الأردن السماح للاجئين السوريين بالعمل في الشركات الصناعية ومناطق التصدير حيث يسمح للشركات حاليا بتوظيف لاجئين في حدود 25 بالمائة من القوى العاملة لديها.
وقال وزير التخطيط الأردني عماد الفاخوري إن هذه فرصة لتحويل أزمة اللاجئين السوريين إلى فرصة اقتصادية. وأضاف أنه يمكن للأردن الاستفادة منهم كعمالة إضافية في القطاعات التي لا تؤثر سلبيا على فرص توظيف الأردنيين. وذكر الفاخوري أن الاتحاد الأوروبي خصص أيضا قروضا ميسرة ومنحا بقيمة 747 مليون يورو في العامين 2016 و2017 .
وأصدر الأردن 20 ألف تصريح عمل حتى الآن وتتوقع مصادر بالأمم المتحدة حصول نحو 78 ألف لاجيء سوري على تصاريح قريبا. وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا بالفعل مع تركيا يمنحها مزايا مالية ومزايا أخرى في مقابل المساعدة في وقف تدفق المهاجرين عبر سواحلها.