ازدادت أوضاع اللاجئين العالقين في اليونان سوءا كما ارتفعت المطالبات بإيجاد حل لمأساتهم. آخر المقترحات جاءت من منظمة "برو أزول Pro Asyl" الداعمة للاجئين، إذ طالبت المستشارة ميركل بإحضار اللاجئين إلى ألمانيا مباشرة.
إعلان
ناشدت منظمة "برو أزول Pro Asyl" الداعمة للاجئين في ألمانيا المستشارة أنغيلا ميركل إحضار اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان إلى ألمانيا مباشرة. وقال المدير التنفيذي للمنظمة، غونتر بوركارت، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) اليوم الأربعاء (الثاني من آذار/مارس 2016) إن على ألمانيا أن تبدأ بنفسها كنموذج يحتذى به لإحضار اللاجئين مباشرة من اليونان، وأن تكون محركا في أوروبا لمساعدة اللاجئين، مضيفا: "ولابد أن تلحق بها دول أخرى بالاتحاد الأوروبي".
كما أوضح بوركارت أن الكثير من اللاجئين في أوروبا بحاجة للحماية والمساعدة وأن هؤلاء لا يحصلون على الرعاية اللازمة "فإذا لم نقم بشيء حيال ذلك فستصبح اليونان بمثابة مصيدة للاجئين.. إنها بداية كارثة".
كما طالب المستشار النمساوي فيرنر فايمان ألمانيا باستقبال مباشر للاجئين من اليونان أو دول مجاورة لسوريا. واقترح فايمان إصدار ما يسمى بشهادات عبور لتوزيع اللاجئين، موضحا أن بلاده لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تصبح مركزا لتوزيع اللاجئين.
وكانت ميركل قد أوضحت أمس الثلاثاء ضرورة أن تحل أزمة اللاجئين على الحدود بين مقدونيا واليونان بشكل مباشر بين البلدين وبما يقتضيه الواقع على الأرض. وقالت المستشارة الألمانية: "هناك إمكانيات مبيت وإقامة للاجئين في اليونان ولابد أن يستفيد منها اللاجئون أيضا".
تعاني اليونان بشدة من تبعات تدفق اللاجئين إليها بشكل مستمر بأعداد هائلة قادمين إليها من تركيا عبر بحر إيجة. وفي حالة استمرار مقدونيا في إغلاق حدودها أمام اللاجئين القادمين من اليونان فهناك خطر من أن تنقطع السبل بأكثر من 100 ألف لاجئ في اليونان.
ي.ب/ أ.ح (د ب أ)
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.