إذا صحت التوقعات في الانتخابات الفرنسية فقد تصبح بريجيت ماكرون السيدة الأولى في فرنسا. الصحفيون يركزون عند الحديث عنها بالخصوص على أنها تكبر زوجها إيمانوييل ماكرون بفارق 24 عاما. فمن هي هذه السيدة؟
إعلان
في 23 من شهر نيسان/ أبريل فاز إيمانويل ماكرون بفارق بسيط في نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهو ما يضعه في مواجهة مع رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبن في جولة الإعادة من الأنتخابات.
عند الإعلان عن فوزه أمام الشاشات صعد المرشح ماكرون، البالغ من العمر 39 عاماً، منصة مقر العمليات الانتخابية لحزبه، بلباسه الأنيق وبابتسامة عريضة لمؤيديه، الذين كانوا يصفقون وينادون باسمه. ولم يكن وحده في هذا الموقف، بل كان يدا في يد مع زوجته بريجيت البالغة من العمر 64 عاما. وقد اجتاح مشهد الترحيب أيضا مجموعة من النساء في الصفوف الأمامية للقاعة، حيث شكلن علامة الحب بأصابعن وهن يصحن: بريجيت! بريجيت! بريجيت!
ويبدو أن الفرنسيين يرحبون بعلاقة حب إيمانويل لمُدرسة اللغة اللاتينية بريجيت ماكرون (إسمها عند الولادة ترونيو)، والتي تنحدر من إحدى المقاطعات. لكنها تشكل في نفس الوقت نقطة انتقاد لمرشح الرئاسية الفرنسية. فمن هي هذه السيدة التي أصبحت موضوعا للصحافة الصفراء بسبب لباسها القصير، وبشرتها، المكتسية باللون البني، وشعرها، الذي تصبغه باللون الأشقر؟
نبدة عن حياة بريجيت ماكرون
تنحدر بريجيت من بلدة أميان الفرنسية البعيدة عن شمال باريس بـ 140 كيلومتر، وهي من أسرة غنية تعمل في قطاع صناعة الشوكولاته المشهورة هناك. ولا يُعرَف الكثير عنها، عدا أنها كانت متزوجة بالمصرفي أندري لويز أوزيير، الذي أنجبت منه بنتين وولداً. وهي الآن جدة لسبعة أحفاد. عملت حتى قبل سنتين كمدرسة ثم تركت عملها للتركيز على النجاح السياسي لإيمانويل ماكرون، الذي يصغرها ب 24 عاما.
تعرف الزوجان ماكرون على بعضهما البعض خلال مشروع للعمل المسرحي في أميان، حيث شاركا في إخراج مسرحية "فن الكوميديا" عندما كان سنها 41 عاما وسنه 17 عاما. " كان لدي - ولديه أيضا - شعور بالتردد"، كما صرحت بريجيت بذلك في مقابلة مع المجلة الفرنسية الشهيرة "باري ماتش"، التي تنشر قصة حياتهما.
" مهما فعلت، سأتزوجك"
نشرت قناة " فرانس 3" مؤخراً فيديو لتلك المسرحية، التي تعود إلى عام 1993، حيث ظهر فيها ماكرون على الخشبة كشخص رث الثياب. وبعدها انتقل لإتمام دراسته الثانوية في مدرسة النخبة "هنري الرابع" في باريس. وبقيت المدرسة في أميان ولكن التواصل بينهما استمر، حيث كانا يتحدثان بالهاتف لساعات. وقد قال لها ماكرون عند التوديع : "مهما فعلت، سأتزوجك"
تحقق هذا الأمل عام 2007. بريجيت أوزيير قدمت طلب الطلاق من زوجها وانتقلت إلى صديقها إيمانويل في باريس. في بداية مسيرته السياسية كان من الصعب بالنسبة للفرنسيين تقبل ذلك الفارق الواضح في العمر بينهما. ولكن الأمر تغير لاحقا، بل إنهما استخدما ذلك الفارق لصالحهما في الحملة الانتخابية؛ للابتعاد عن الصور النمطية. كما لم يكن هناك ما يعكر مسار ماكرون كمصرفي في قطاع الاستثمارات، ثم انتقاله إلى قصر الإيليزيه كمستشار للرئيس فرانسوا هولاند في القطاع الاقتصادي، ليصبح وزيرا للآقتصاد في وقت لاحق.
علاقة مصطنعة؟
حاليا لم تعد هناك انتقادات بشأن تطور هذه العلاقة غير التقليدية، خاصة وأن النساء في فرنسا يقيمن موقف ماكرون من زوجته، التي تكبره سناً، كتعبير عن شجاعته. فهن يعتقدن أن تلك العلاقة التي استطاع ماكرون من خلالها، وهو في سن الـ 17، إقناع سيدة تكبره سنا، هي التي تدفع به حاليا للعمل على إقناع الفرنسيين بشخصه كمرشح للرئاسة.
خلال الحملة الانتخابية كانت بريجيت ترافق زوجها دائما. وغالبا ما جلست أمامه مع الجمهور وتنظر إليه باتسامة دائمة. وهي تلعب دورا ديناميكيا في فعالياته وبالتالي فهي جزء من استراتيجيته في الحملة الانتخابية. وعلى عكس رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبن فإن ماكرون يسمح للشعب الفرنسي بالتعرف على قسط من حياته الشخصية.
هل كان كل ذلك أمرا مصطنعا؟ بريجيت التي قد تصبح في السابع من آيار/ مايو السيدة الأولى لفرنسا تنظر إلى الأمور بشكل هاديء عند الحديث عن زوجها لوسائل الاعلام وتكتفي بالقول: "يمكنكم أن تتصوروا كيف سيكون مظهري عام 2022."
ماريا كريستوف/ عبدالحي العلمي
من هم المرشحون الأحد عشر في الدور الأول من انتخابات الرئاسة الفرنسية؟
يساريون، أصحاب رؤى، ليبراليون، قوميون رجعيون وغيرهم من جميع ألوان الطيف السياسي. كلهم يريدون دخول قصر الإليزية. DW تعرض في هذه الجولة المصورة مرشحي الرئاسة الفرنسية بخلفياتهم وإيدلوجياتهم وتطلعاتهم ووعودهم للناخبين.
صورة من: picture alliance/abaca/J. Domine
الشاب.. الأوفر حظا!
حسب التقديرات، يتمتع إيمانويل ماكرون (39 عاماً) بأوفر الحظوظ للوصول إلى قصر الإليزيه. وكمرشح لحركة "إلى الأمام!" وعد الفرنسيين بإصلاح سوق العمل وضمان البطالة والنظام التقاعدي. ويقدم الموظف البنكي في مجال الاستثمار نفسه على أنه ليبرالي ومؤيد للاتحاد الأوروبي. ويحمل شعار "أوروبا في القلب" ويؤكد عليه مراراً وتكراراً. فهل يفلح في الفوز بقلوب الناخبين؟
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg
اليمينية الشعبوية
"فرنسا أولاً" هو الشعار غير الرسمي لمارين لوبان (48 عاماً). خلال ندواتها الجماهيرية لا تترد في رسم الخطوط العريضة لسياستها: إغلاق الحدود والخروج من الاتحاد الأوروبي وإيقاف العمل بالتجارة الحرة. وبذلك نجحت في انتشال حزب "الجبهة الوطنية" من وصمة اليمين الفرنسي وجعل الناخبين يفكرون فيه كخيار انتخابي. ويستحوذ اليمين الفرنسي الآن على حوالي عشرين بالمئة من الأصوات.
صورة من: Reuters/P. Rossignol
مرشح تلاحقه فضيحة
خلال أشهر معدودة تحول اليميني المحافظ، فرانسوا فيون (63 عاماً)، من "رجل نظيف" إلى شخص تطاله الفضائح. ووجهت إلى فيون تهم بتشغيل زوجته بموجب عقد عمل وهمي تلقت بموجبه آلاف اليورهات. وبالرغم من كل ذلك تمسك فيون بترشحه. وحسب الاستطلاعات يأتي في المرتبة الثالثة بعد ماكرون ولوبان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
الثوري صاحب الكاريزما
فاز الخطيب المفوه، جان لوك ميلونشون (65 عاماً)، بقلوب الفرنسيين خلال السباق الانتخابي. وقد قدم في إطلالته الجماهيرية، وببلاغة منقطعة النظير، تصوره عن مجتمع بلا حروب وبلا استغلال أوإتجار بالأسلحة. وعوضاً عن ذلك يريد ضخ 100 مليار يور في اقتصاد بلده المتعثر وتخفيض ساعات العمل إلى 35 أسبوعياً. وإذا لم يحلو للاتحاد الأوروبي هذا الحلم الجميل، فعلى فرنسا أن تخرج من الاتحاد أو ما يسمى (فريكست).
صورة من: Reuters/R. Duvignau
عديم الفرصة
في الواقع كان المرشح الاشتراكي، بونو آمون (49 عاماً) يرغب في الابتعاد عن الرئيس الفرنسي الحالي ورفيقه في الحزب فرانسوا أولاند. لكنه من خلال تركيزه على أطروحات يسارية مثل دخل أساسي غير مشروط وحد أدنى للأجور وفرض ضرائب جديدة على الشركات، شق صفوف الحزب الاشتراكي؛ فحصد اليوم ما زرع، فقد تراجعت حظوظه إلى مستوى متدنٍ.
صورة من: picture alliance/dpa/K. Zihnioglu
الديغولي...السيادي
هاجم نيكولا دوبان-أبنيان ( 56 عاماً) مرشحي اليمين الأربعة. وعلى خطى الرئيس الأسبق، شارل ديغول، يركز على موضوع السيادة الفرنسية. وفي لغة القرن الحادي والعشرين يعني ذلك تقليل حجم الاندماج بالاتحاد الأوروبي وانتهاج سياسة خارجية مستقلة وتدخل الدولة في الاقتصاد. وقد خاطب الفرنسيين في حملته قائلا: "أيها الفرنسيون، انهضوا!".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Samson
المرشح الدائم
للمرة الثالثة يترشح جاك شوميناد (75 عاماً) للانتخابات الرئاسية. ويقوم خطابه هو وحزبه، "حزب التضامن والاقتصاد"، على أنه يتوجب على فرنسا التركيز أكثر على نفسها: فك ارتباط فرنسا بالنظام المالي الدولي والخروج من الاتحاد الأوروبي وإنهاء العمل باليورو.
صورة من: Reuters/L. Bonaventure
نصير الفلاحين
في المناظرات التلفزيونية لا يدع جان لاسال (61 عاماً) أي شكوك تحوم حول أصوله. وبلهجة قوية لأهل جنوب غرب فرنسا يمثل لاسال دائما مصالح سكان المناطق الريفية. أما مطالبه فهي المزيد من الأموال لصالح قطاع الزراعة الفرنسي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جان لاسال مرشح مستقل يسعى إلى سياسة معتدلة، قليلة الأيديولوجية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Horvat
القومي حتى العظم
بحزبه "الاتحاد الشعبي الجمهوري" لا يمكن تصنيف فرانسوا أسيلينو (59 عاماً) في اليمين أو اليسار. إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالقومية الفرنسية يصبح أكثر جنوناً من مارين لوبان. فهو يطالب وبوضوح: الخروج من الاتحاد الأووربي والخروج من منطقة اليور والخروج من الناتو.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
المناضلة من أجل العمال
ناتالي أرتو (47 عاما) أعلنت أنها ترشحت لتوصل صوت عمال فرنسا. برنامج حزبها اليساري يتضمن وضع حد أدنى للأجور وجعل سن التقاعد 60 عاما واسترداد أموال من شركات وبنوك. اسم حزبها "حزب نضال العمال" يذكر بالشيوعية، ولذلك ففرص نجاحها ضئيلة جدا. وعندما ترشحت للرئاسة في عام 2012 حصلت ناتالي أرتو على 0.5 في المائة من الأصوات.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
مناهض الرأسمالية
فيليب بوتو (50 عاما) يدعي هو أيضا لنفسه أنه لسان حال الطبقة العاملة الفرنسية. برنامج حزبه "الحزب الجديد المعادي للرأسمالية“ يختلف بشكل هامشي فقط عن برنامج ناتالي أرتو. فبوتو يريد هو أيضا أن يجعل سن التقاعد 60 عاما وتخفيض ساعات العمل في الأسبوع، ووضع حد أقصى للرواتب العالية. (الكاتب: نينا نيبرغل/ خالد سلامة)