قال وزير خارجية بريطانيا إن بلاده متمسكة برأيها بأنه لا يمكن السماح للأسد بالاستمرار رئيساً لسوريا لكنها "مرنة" إزاء توقيت وطريقة رحيله، فيما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إن تدخل روسيا في سوريا "يغير قواعد اللعبة".
إعلان
أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني اليوم الاثنين (12 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) أن التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي يؤمن دعماً عسكرياً وسياسياً لنظام الرئيس بشار الأسد "يغير قواعد اللعبة". وصرحت موغيريني عند وصولها للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أنه "ينطوي على جوانب مثيرة للقلق".
من جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاثنين إن بلاده متمسكة برأيها بأنه لا يمكن السماح لبشار الأسد بالاستمرار رئيساً لسوريا لكنها "مرنة" إزاء توقيت وطريقة رحيله. ويعمل دبلوماسيون للوصول إلى حل وسط بين الدول التي تريد رحيل الأسد فوراً وتلك المستعدة لقبول انتقال يتسم بالمرونة، وذلك قبيل اجتماع عادي يعقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
وقال هاموند لدى وصوله لحضور الاجتماع "لا يمكننا العمل مع الأسد كحل طويل الأمد بالنسبة لمستقبل سوريا. يمكننا أن نبدي مرونة بشأن طريقة رحيله. ويمكن أن نتحلى بالمرونة إزاء توقيت رحيله".
ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين سبل حل الأزمة في سوريا، وسط مخاوف إزاء التدخل العسكري الروسي، وشكوك إزاء الدور المستقبلي للرئيس السوري بشار الأسد.
وأسفر الصراع في سوريا عن مقتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص منذ عام 2011، حسب تقديرات الأمم المتحدة، ودفعت الاضطرابات أكثر من نصف سكان سوريا، والذين كان تعدادهم قبل الصراع 23 مليون نسمة، إلى النزوح الداخلي أو الفرار إلى خارج البلاد.
ويدعم الاتحاد الأوروبي الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوسط من أجل الوصول إلى حل سياسي للصراع، كما يدعم المعركة التي يقودها تحالف دولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا. وتعقب محادثات اليوم اجتماعا غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.