بريطانيا ترد على الأسد ولا تستبعد احتمال تسليح المعارضة مستقبلا
٣ مارس ٢٠١٣ ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن الاتحاد الأوروبي مهد الطريق أمام إرسال مدربين عسكريين لتدريب قوات المعارضة السورية. وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها الذي سيصدر يوم غد الاثنين (الرابع من مارس/ آذار 2013) إن مهمة تدريب هذه القوات ستتولاها بريطانيا "ويحتمل كذلك فرنسا". من جانبه قال الاتحاد الأوروبي تعليقا على ما ورد في تقرير المجلة إن الدعم المزمع تقديمه لقوات المعارضة السورية قاصر على الناحية التقنية فقط.
غير أن المجلة قالت استنادا إلى دوائر داخلية في الاتحاد الأوروبي إن هذا الدعم يشمل كذلك تدريب المقاتلين السوريين على استخدام السلاح. في المقابل ذكرت دوائر داخل الحكومة الألمانية أن برلين لا تعتزم إرسال خبراء لتدريب قوات المعارضة السورية. وكانت بريطانيا قد روجت خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الأخير لتسليح قوات المعارضة السورية، لكنها لم تفلح في تمرير هذا المطلب.
وأشارت المجلة إلى أن فولفغانغ إيشينغر، رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن كان قد دافع عن فكرة إمداد قوات المعارضة السورية بالسلاح بدعوى الدفاع عن المصالح الإستراتيجية للغرب. وأضافت المجلة أن إيشينغر أشار إلى أن الإحجام عن إمداد قوات المعارضة السورية بالسلاح يعني بالنسبة للغرب أنه لن يكون لديه أصدقاء في سوريا في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد. وفند إيشينغر الرأي القائل بأن تسليح المعارضة يمكن أن يؤدي إلى وقوع الأسلحة الغربية "في الأيدي الخطأ" قائلا إنه إذا كان الغرب هو من سيورد هذه الأسلحة بنفسه فإن فرصه (الغرب) في التأثير على ما سيتم مع هذه الأسلحة ستكون أكبر.
هيغ يرد على تصريحات الأسد
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بريطانيا لا يمكنها استبعاد تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح في المستقبل رغم أن حزمة مساعدات جديدة ستعلنها هذا الأسبوع ستتضمن فقط مساعدات غير مميتة. وكان هيغ قد قال من قبل إن بريطانيا تبقي خياراتها بشأن سوريا مفتوحة، بينما أوضحت الخارجية أن تصريحاته اليوم لا تعني تحولا في السياسة البريطانية. ولكن مسألة ما إذا كان الغرب سيتحول إلى الدعم العسكري الواضح تجري متابعتها عن كثب في وقت تزيد فيه التعهدات بتقديم مساعدات غير مميتة، بينما يحاول زعماء الائتلاف المعارض أن يظهروا لداعميهم أن بإمكانهم كبح نفوذ الإسلاميين المتطرفين في صفوف المعارضة المسلحة.
ورفض الوزير هيغ تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد اتهم فيها الحكومة البريطانية بالسعي إلى "تسليح الإرهابيين" في بلاده قائلا: "إنه (الأسد) يعيش في الأوهام". وأضاف هيغ "هذا رجل يقود هذه المذبحة. الرسالة التي نوجهها له: نحن بريطانيا من يرسل الغذاء ويوفر المأوى والأغطية لمساعدة النازحين عن ديارهم والتاركين لأهلهم بسببه".
وكان الأسد قد قال في مقابلة تلفزيونية مع صحيفة صنداي تايمز عرضت في لندن في وقت متأخر مساء أمس السبت: "كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين". وأضاف الأسد "بصراحة لقد اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، (...) أنا أتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا".
وأفادت تقارير لرويترز ووسائل إعلامية أخرى أن مقاتلين يتلقون بشكل متزايد شحنات كبيرة من الأسلحة عبر تركيا والأردن في الشهور الأخيرة ويعتقد أن تمويل هذه الأسلحة يأتي من دول عربية غنية مثل قطر والسعودية. وذكرت واشنطن يوم الخميس أنها ستزود مقاتلي المعارضة في سوريا بمساعدات غير مميتة لتعزيز التأييد الشعبي للمعارضة.
الخطيب في ريف حلب و"200 قتيل" في سقوط مدرسة الشرطة
في غضون ذلك قام رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب صباح اليوم الأحد بزيارة إلى مناطق في ريف حلب تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، حسب ما ذكر مسؤول في المجلس الوطني السوري. وقال المصدر رافضا الكشف عن هويته "دخل أحمد معاذ الخطيب سوريا للمرة الأولى وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل أن يغادر" عائدا إلى تركيا".
ميدانيا قتل حوالي مائتي عنصر من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت ثمانية أيام في بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال) وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة "بشكل شبه كامل" اليوم الأحد على مدرسة الشرطة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة). وأوضح مدير المرصد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن المدرسة تمتد على مساحة كبيرة جدا تتعدى الثمانية هكتارات، وأن مسلحي المعارضة سيطروا على المباني الرئيسية، ويواصلون "تمشيط المدرسة حيث لا تزال تسمع طلقات نارية".
يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
م. أ. م/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)