انقضت المهلة التي وضعتها بريطانيا لروسيا لتٌقدم ردا على إنذار بريطاني بشأن تسميم جاسوس سابق في ساليسبري الإنجليزية. وكانت موسكو قد قالت إنها لن ترد إذا لم ترسل بريطانيا عينات من غاز الأعصاب السام المستخدم في الهجوم.
إعلان
تترأس رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اليوم (الاربعاء 14 مارس م آذار 208) اجتماعا لمجلس الأمن القومي قبل البت في مسألة فرض عقوبات على روسيا في غياب توضيحات من موسكو حول تسمم رجل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال.
وبعدما رأت أنه "من المرجح جدا" أن تكون روسيا "مسؤولة" عن حادث التسمم، أمهلت ماي موسكو حتى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء لتقديم رد أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. لكن السفير الروسي في لندن الكسندر ياكوفنكو صرح بعد ظهر الثلاثاء أن "روسيا لن ترد على الانذار" قبل ان "تتسلم عينات من المادة الكيميائية" التي استخدمت.
وبعدما أكد "براءة" روسيا، قال إنه اقترح على الحكومة البريطانية فتح "تحقيق مشترك"، وحذر من ردّ روسي في حال اتخذت اجراءات ضدها. وكان سيرغي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) تعرضا للتسمم في جنوب شرق انكلترا بواسطة غاز اعصاب.
وقالت الهيئة المنظم لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة البريطانية ذكرت الاثنين أنها ستنتظر نتائج اجتماع الاربعاء قبل النظر في الترخيص الممنوح لشبكة "روسيا اليوم"، معتبرا أنها أداة دعاية موالية للكرملين.
وحذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الثلاثاء من أنه لن يسمح لأي وسيلة إعلام بريطانية من العمل في روسيا في حال اغلاق محطة "روسيا اليوم" في بريطانيا.
من جهته، أكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء ان على روسيا تقديم اجوبة "لا لبس فيها" في مسألة تسميم جاسوس روسي وابنته، وذلك اثر اتصال هاتفي بين ترامب ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
وقال البيت الابيض ان ترامب وماي "يعتبران أنه لا بد أن تكون هناك عواقب ازاء الذين يستخدمون هذه الأسلحة المشينة، في خرق فاضح للاعراف الدولية". ويأتي التوتر في العلاقات بين بريطانيا وروسيا قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا التي ستجرى الأحد ويرجح فوز الرئيس فلاديمير بوتين فيها.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب )
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.