بريطانيا تسقط مسيرة فوق البحر الأحمر والحوثيون يهددون
١٦ ديسمبر ٢٠٢٣
أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شاباس، إسقاط طائرة مسيرة هجومية مشتبه بها كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر. فيما هدد الحوثيون بمزيد من التصعيد وأنهم يستطيعون إغراق السفن.
إعلان
أعلنت المملكة المتحدة اليوم السبت (16 كانون الأول/ ديسمبر 2023) أن إحدى مدمّراتها أسقطت ليل الجمعة السبت ما يُعتقد بأنها "مسيّرة هجومية كانتتستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر"، في وقت تشهد المنطقة هجمات يشنّها الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في غزة.
وكتب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على منصة إكس "خلال الليل، أسقطت إتش إم إس دايموند ما يعتقد أنها طائرة مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر"، مشيراً الى أن السفينة العسكرية أطلقت صاروخا تمكن من "تدمير الهدف بنجاح".
وكان الحوثيون المقرّبون من إيران قد أعلنوا أنهم سيستهدفون أي سفن متوجّهة إلى إسرائيل بغض النظر عن بلدانها.
وفي الأسابيع الأخيرة، أسقطت السفن الحربية الأمريكية والفرنسية التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر، صواريخ ومسيّرات أطلقت من اليمن.
وأعلنت بريطانيا في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر إرسال السفينة الحربية "إتش ام اس دايموند" إلى منطقة الخليج للاستجابة لـ"المخاوف المتزايدة" بشأن أمن طرق التجارة البحرية في المنطقة.
وأعلنت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ-لويد" الألمانية للنقل البحري أمس الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها الحوثيون. وقالت "ميرسك" في بيان "عقب الحادث الذي استهدف (سفينة) ميرسك جبل طارق والهجوم الجديد ضد حاملة حاويات اليوم، طلبنا من كل سفن ميرسك في المنطقة التي يتوجب عليها عبور مضيق باب المندب، تعليق إبحارها حتى إشعار آخر". بدورها، أعلنت شركة "هاباغ-لويد"تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر "حتى الإثنين" على الأقل.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الحوثيون استهداف سفينتي حاويات قبالة سواحل اليمن قالوا إنها كانتا متجهتين الى إسرائيل هما إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة "يجب أن تتوقف فورا هجمات الحوثيين التي تستهدف سفنا تجارية مدنية في البحر الأحمر". واعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أن الحوثيين يشكلون "تهديدا ملموسا لحرية الملاحة".
الحوثيون يهددون بمزيد من التصعيد
وهددت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، اليوم السبت، بمرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل، وأكد محمد القادري، قائد لواء الدفاع الساحلي في القوات المسلحة (تابعة للحوثيين) "استمرار استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل".
من جانبه قال المتحدث باسم قوات جماعة الحوثي يحيى سريع، إن الجماعة هاجمت مدينة إيلات الإسرائيليةاليوم السبت بسرب من الطائرات المسيرة. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي ذلك.
من ناحية أخرى، قال مصدران أمنيان إن الدفاعات الجوية المصرية أسقطت ما يشتبه بأنها طائرة مسيرة قبالة ساحل البحر الأحمر بالقرب من مدينة دهب على الساحل الشرقي لسيناء. وذكر المصدران الأمنيان أن مصدر الطائرة المسيرة غير معروف.
وقال شهود في دهب إنهم رأوا جسما يسقط في الماء. وقالوا إنهم رأوا جسما طائرا آخر يسقط في منطقة جبلية قريبة.
وفي أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، تسببت طائرات مسيرة في انفجارات هزت منطقتين أخريين على البحر الأحمر قالت إسرائيل إن جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران أرسلتها لضرب أراضيها.
ع.ج/ ع.ج.م/خ.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.