في مشهد هز بريطانيا، أعلنت الشرطة أن الهجوم الذي استهدف كنيسا يهوديا قرب مدينة مانشستر يُعد "حادثا إرهابيا"، مؤكدة مقتل ثلاثة أشخاص بينهم منفذ الهجوم وأن المنفذ مواطن بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاماً.
قال الملك تشارلز ملك بريطانيا إنه شعر "بصدمة عميقة وحزن" لدى معرفته بالهجوم "خاصة في يوم مهم لليهود".صورة من: Ryan Jenkinson/News Licensing/IMAGO
إعلان
أعلنت الشرطة البريطانية اليوم الخميس (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2025) أن الهجوم على كنيس يهودي قرب مانشستر حادث إرهابي، وعبرت عن اعتقادها بأنها تعرف هوية المهاجم. وفي وقت لاحق إنه مواطن بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاماً واسمه جهاد الش.
وقال لورانس تايلور، أكبر مسؤول بمكافحة الإرهاب في بريطانيا، اليوم إن الضباط اعتقلوا شخصين وكثفوا الدوريات في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الشرطة البريطانية إن منفذ الهجوم قتل شخصين وأصاب ثلاثة آخرين في الهجوم، مضيفة أن المشتبه به صدم أشخاصا بسيارة وبدأ في طعن آخرين في عيد (يوم كيبور) اليهودي.
وذكرت شرطة مانشستر الكبرى أن أفرادها أطلقوا النار على المشتبه به وأردوه قتيلا بعد استدعائهم لموقع الهجوم.
وأفادت الشرطة على إكس "قتل ثلاثة أشخاص بينهم المهاجم"، بعدما كانت تنتظر انتهاء عمل فريق خبراء المتفجرات لتؤكد وفاة المشتبه به الذي كان "بحوزته أشياء مشبوهة".
"فسقط أرضا"
وأظهر مقطع فيديو، انتشر على وسائل للتواصل الاجتماعي وتحققت منه رويترز، أفراد شرطة وهم يطلقون النار على رجل داخل محيط الكنيس اليهودي، بينما كان آخر راقدا على الأرض وسط بركة من الدماء وبدا أنه يرتدي غطاء الرأس اليهودي التقليدي.
إعلان
وقالت أنجيلا كراوشو، إحدى سكان المنطقة المجاورة، لرويترز "رأيت ثلاثة من رجال الشرطة يوجهون أسلحتهم نحو رجل في موقف سيارات الكنيس المجاور، ويأمرونه بعدم التحرك قائلين ابق في مكانك لا تتحرك وإلا سنطلق النار". وأضافت "ثم أطلقوا النار، فسقط أرضا. وبعد أن حاول النهوض مجددا، أطلقوا عليه النار مرة أخرى. بعدها ساد الذعر... ضجيج وخوف فقط".
وتم استدعاء وحدة تفكيك القنابل لاحقا إلى موقع الحادث، وسمع شاهد من رويترز ثلاثة انفجارات صغيرة. وأكدت الشرطة أن أحد الانفجارات القوية كان بفعل ضباط متخصصين للدخول إلى سيارة المشتبه به كإجراء احترازي.
قالت الشرطة البريطانية إن شخصين قتلا بعد أن دهس المهاجم بسيارته مشاة وطعن حارس أمن قرب الكنيس.صورة من: Ryan Jenkinson/News Licensing/IMAGO
"صدمة عميقة وحزن"
وبعد الهجوم، شوهدت الشرطة وهي تصطحب مجموعة كبيرة من كبار السن معظمهم من اليهود بعيدا عن الكنيس وبعضهم يبكون وكثيرون بدت عليهم الصدمة. وكان بعضهم يرتدون ملابس بيضاء والبعض الآخر بدلات ويعتمرون القلنسوة.
وقالت كراوشاو إنها رأت حوالي 30 شخصا يخرجون، من بينهم ثلاثة أطفال صغار، وشاهدت ثلاث جثث أيضا يجري إخراجها من المبنى على محفات برتقالية.
وقال الملك تشارلز ملك بريطانيا إنه شعر "بصدمة عميقة وحزن" لدى معرفته بالهجوم "خاصة في يوم مهم لليهود".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الخميس إن الرجل الذي هاجم الكنيس أراد مهاجمة اليهود لمجرد كونهم يهودا. وقال ستارمر "في وقت سابق من اليوم، في يوم الغفران، أقدس يوم لدى الجالية اليهودية، ارتكب شخص حقير هجوما إرهابيا استهدف اليهود لمجرد كونهم يهودا، واستهدف بريطانيا انطلاقا من قيمنا".
"أشعر بالذعر"
ويوم كيبور هو أقدس يوم في التقويم اليهودي، حيث يخصص كثيرون، حتى من غير رواد الكنيس المنتظمين، وقتا للصلاة وتتوقف حركة المرور في جميع الطرق بإسرائيل.
وندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بالهجوم، واصفا عمليات الاستهداف على أساس ديني بأنها "مؤسفة للغاية". وقال "أشعر بالذعر حيال تقارير اليوم عن هجوم على كنيس في مانشستر في المملكة المتحدة يوم عيد الغفران"، مضيفا "حرية الديانة أو المعتقد أساسية بالنسبة لإنسانيتنا ويجب الدفاع عنها".
أعلنت بريطانيا أن 2024 كان ثاني أسوأ عام لها في العصر الحديث فيما يتعلق بمعاداة السامية مع تسجيل أكثر من 3500 حادثة.صورة من: Temilade Adelaja/REUTERS
مستويات معاداة السامية "مرتفعة"
وأعلنت بريطانيا أن 2024 كان ثاني أسوأ عام لها في العصر الحديث فيما يتعلق بمعاداة السامية مع تسجيل أكثر من 3500 حادثة.
ويعكس ذلك مستويات مستمرة من الكراهية تجاه اليهود، حسبما قالت مؤسسة الأمن المجتمعي التي توفر الأمن للمنظمات اليهودية في جميع أنحاء بريطانيا في وقت سابق من هذا العام.
وارتفعت مستويات معاداة السامية إلى مستويات قياسية عقب هجوم حماس ، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، على إسرائيلفي السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والحرب التي شنتها إسرائيل لاحقا على غزة.
ومنذ اندلاع الحرب، تصاعدت الهجمات على اليهود والأهداف اليهودية حول العالم، بما في ذلك في فرنسا و ألمانيا، حيث سجلت الحوادث ارتفاعا ملحوظا.
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس عن تضامن بلاده مع الجالية اليهودية في بريطانيا.
نصب تذكارية يهودية في برلين ـ شاهد على جرائم النازية ضد الإنسانية
مضت على المحرقة النازية بحق اليهود (الهولوكوست) ثمانية عقود، لكنها لم ولن تُنسى. العديد من النصب الكبيرة والصغيرة تذكر في جميع أنحاء العاصمة الألمانية بجرائم النازيين.
صورة من: DW/M. Gwozdz
نصب الهولوكوست
حقل ضخم من الأعمدة يذكر في وسط العاصمة الألمانية بالماضي، وهو من تصميم المهندس المعماري النيويوركي بيتر آيزنمان. وتذّكر حوالي 3000 كتلة حجرية بالستة ملايين يهودي الذين قتلوا في أوروبا على يد النازيين.
صورة من: picture-alliance/Schoening
حجارة العثرات
صغيرة الحجم هي تلك الألواح النحاسية التي توجد تقريبا على جميع الأرصفة في برلين. وتذكر حجارة العثرات بالأشخاص الذين عاشوا في المباني المجاورة قبل أن يتم ترحيلهم من قبل النازيين. ويوجد إجمالا حوالي 10,000 من هذه الحجارة في برلين.
صورة من: DW/T.Walker
فيلا مؤتمر فانزي
في الـ 20 يناير 1942 اجتمع 15 مسؤولًا رفيع المستوى من الحزب القومي الاشتراكي الألماني النازي في هذه الفيلا على بحيرة فانزي لبحث كيفية القضاء على اليهود في أوروبا بطريقة منهجية، وسموها "الحل النهائي لقضية اليهود". واليوم تعتبر الفيلا موقعا تذكاريا، حيث تقدم معلومات حول البعد الذي لا يمكن تصوره للإبادة الجماعية التي تم تقريرها هنا.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
نصب رصيف 17
ورود بيضاء عند منصة القطار رقم 17 في محطة غرونفالد تكريمًا لأكثر من 50,000 يهودي في برلين تم إرسالهم من هنا إلى الموت. على 186 لوحة فولاذية مدرجة تواريخ ومحطات جميع قطارات الترحيل، إضافة إلى عدد المرحلين. أول قطار غادر في 18 أكتوبر 1941 إلى غيتو ليتسمانشتات وآخر قطار في الـ 5 يناير 1945 إلى معسكر زاكسنهاوزن.
صورة من: imago/IPON
ورشة المكفوفين أوتو فيدت
هاكيشن هوفه في وسط برلين يظهر اليوم في كل دليل سياحي، وهو متاهة من الفناء الخلفي حيث عاش وعمل العديد من الأشخاص اليهود، على سبيل المثال في المصنع الخاص برجل الأعمال الألماني أوتو فيدت. في زمن النازيين، قام فيدت بتوظيف العديد من اليهود الكفيفين والصم، وبذلك أنقذهم من الترحيل والموت. واليوم تُعتبر ورشة الكفيفين متحفًا.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
مركز الموضة هاوسفوغتايبلاتس
هنا كان ينبض قلب عاصمة الموضة في برلين. نصب مكون من مرايا عالية يذكر بمصممي الأزياء اليهود والخياطات وصناع الأقمشة الذين كانوا يصنعون الملابس لجميع أنحاء أوروبا في هاوسفوغتايبلاتس. وأجبر النازيون الملاك اليهود على البيع القسري وفرضوا حظرًا على ممارسة المهنة. وفي الحرب العالمية الثانية تم تدمير مركز الموضة السابق في برلين بشكل لا يمكن استعادته.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
نصب تذكاري في كوبنبلاتس
قبل الهولوكوست كان يعيش 173,000 يهودي في برلين، وفي عام 1945 لم يتبق منهم سوى 9000. ويقع نصب "الغرفة المهجورة" في منتصف المنطقة السكنية في كوبن بلاتس في وسط برلين. ويذكر النصب بالمواطنين اليهود الذين تم نقلهم فجأة بدون إنذار مسبق من منازلهم في حي الحظائر ولم يعودوا أبدًا. وكان حي الحظائر مركز الهجرة اليهودية الشرقية.
صورة من: Jörg Carstensen/dpa/picture alliance
المتحف اليهودي
اختار المهندس المعماري دانيال ليبسكيند تصميمًا دراماتيكيًا: من الأعلى يبدو المبنى وكأنه نجمة داود مكسورة. ويُعتبر متحف اليهود في برلين واحدًا من أكثر المتاحف زيارة في برلين، حيث يقدم نظرة عامة على التاريخ الألماني-اليهودي المتنوع.
صورة من: Miguel Villagran/AP Photo/picture alliance
المقبرة اليهودية فايسينزي
توجد ثماني مقابر يهودية محفوظة في برلين، وأكبرها تقع في منطقة فايسنزي. بأكثر من 115,000 موقع دفن، فهي تُعد أكبر مقبرة يهودية في أوروبا. العديد من اليهود المضطهدين اختبأوا في هذه الأراضي خلال فترة الحكم النازي. وبدأت الخدمة الدينية اليهودية مجددًا هنا في 11 مايو 1945، ثلاثة أيام فقط بعد التحرير من الحكم النازي.
صورة من: Schoening/Bildagentur-online/picture alliance
كنيس جديد
تم تدشين المعبد اليهودي الجديد في شارع أورانينبورغ لأول مرة في عام 1866؛ وكان يُعتبر أكبر وأفخم معبد يهودي في ألمانيا. في الحرب العالمية الثانية تعرض للحرق. وتم تدشين المعبد المعاد بناؤه مرة أخرى في عام 1995. منذ ذلك الحين، عادت القبة الذهبية، التي يبلغ ارتفاعها 50 مترًا، لتشكل واحدة من معالم وهوية برلين مرة أخرى.
صورة من: Stephan Schulz/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance