جونسون يخسر أغلبيته البرلمانية بعد انشقاق نائب عن المحافظين
٣ سبتمبر ٢٠١٩
خسر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون غالبيته البرلمانية قبيل تصويت حاسم حول بريكست بعد أن قرر النائب فيليب لي من المحافظين الانضمام لصفوف حزب الليبراليين الديموقراطيين المعارض والذي يؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي.
إعلان
مسائيةDW: البرلمان البريطاني وملف بريكست.. فصل جديد من الفوضى؟
31:13
فقدت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2019) أغلبيتها في مجلس العموم البريطاني بعد انشقاق النائب فيليب لي عن الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين وانضمامه للكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطيين الأحرار، حيث أعلن لي في بيان له على حسابه على تويتر اليوم أنه انتقل من حزب المحافظين إلى حزب الديمقراطيين الأحرار.
وبرر لي هذه الخطوة بالسياسة التي ينتهجها جونسون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن هذا القرار لم يكن سهلا بالنسبة إليه، خاصة وأنه ظل عضوا بحزب المحافظين على مدى 27 عاما. تابع لي أنه خلص إلى أنه لم يعد من الممكن له كعضو في المحافظين أن يعمل في خدمة ناخبيه وبلاده، حسبما جاء في الخطاب الذي وجهه لرئيس الوزراء.
وكان حزب المحافظين الذي يرأسه جونسون منذ أسابيع قليلة يمتلك أغلبية صوت واحد فقط، بالتعاون مع شريكه في إيرلندا الشمالية، الحزب الديمقراطي الوحدوي، بعد أن خسر انتخابات تكميلية سابقة، ولا يعرف حتى الآن كيف سيستطيع جونسون وفي ظل هذه المستجدات الاستمرار في سياسته فيما يتعلق بخلافه مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد. ولكن فقدان جونسون الأغلبية الحسابية في البرلمان لا يعني أنه سيضطر للاستقالة فورا. وعقد البرلمان البريطاني أول جلسة له اليوم الثلاثاء بعد انتهاء عطلته الصيفية وهي جلسة لها خصوصية شديدة، حيث تحاول المعارضة وبعض النواب المعارضين لسياسة جونسون داخل الحكومة نفسها، إثناءه عن السياسة التي ينتهجها إزاء الخروج، والتي تميل لمغادرة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق
من جانبه، قال حزب الليبراليين الديموقراطيين في بيان إنه "مسرور للإعلان بأن النائب فيليب لي انضم إلى صفوف الحزب".
وإذا فازوا في التصويت الأول مساء الثلاثاء، سيكون باستطاعة النواب المعارضين للخروج من دون اتفاق تقديم غد الأربعاء نصّ قانون لإرغام رئيس الوزراء على طلب إرجاء جديد لموعد بريكست إلى 31 كانون الثاني/يناير 2020 إذا لم يتمّ التوصل إلى أي تسوية مع بروكسل بحلول 19 تشرين الأول/أكتوبر وإذا لم يصادق البرلمان على الخروج من دون اتفاق.
لكنّ جونسون حذّر الاثنين من أنه لن يوافق "تحت أي ظرف" على الطلب من بروكسل إرجاء موعد بريكست. وقد تعهّد بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر، سواء تمّ التفاوض بشأن اتفاق أم لا، وبتنفيذ رغبة 52 بالمئة من البريطانيين الذين أيدوا الخروج خلال استفتاء عام 2016.
م.م/ ع.ج (أ ف ب، د ب ا)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.