1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةالمملكة المتحدة

بريطانيا ـ الجالية المسلمة تحرص على تجنب الانزلاق في العنف

١٣ أغسطس ٢٠٢٤

وسط إصرار على تجنب الانزلاق في العنف المضاد، يتحسب كثيرون من الجالية المسلمة وينتظمون في برمنغهام ببريطانيا جراء قلقهم من وقوع المزيد من أعمال العنف بعد أعمال شغب قام بها يمينيون متطرفون ومعادون للأجانب.

شهدت عدة مدن في المملكة المتحدة أعمال شغب وعنف خلال الأيام الماضية تزعمها اليمين المتطرف، وخرجت مظاهرات ضد اليمين
شهدت عدة مدن في المملكة المتحدة أعمال شغب وعنف خلال الأيام الماضية تزعمها اليمين المتطرف، وخرجت مظاهرات ضد اليمينصورة من: Muhammed Yaylali/Anadolu/picture alliance

على الرغم من المظاهرات المناصرة للمهاجرين التي شهدتها بريطانيا في الكثير من المدن مساء الأربعاء 7 آب/أغسطس وعمل السلطات الدؤوب لاحتواء الوضع، إلا أن كثيرين من الجالية المسلمة، التي تشكل ثلث سكان مدينة برمنغهام البالغ عددهم نحو مليون، ما زالوا يشعرون بالقلق وبأنهم مستهدفون، وأنه يجري "ربط غير منطقي" بين استهدافهم بخطاب الكراهية وبعض أعمال العنف، وبين الواقعة التي تسببت بمقتل ثلاث فتيات وجرح ثمانية أطفال آخرين وبالغين اثنين من قبل مراهق ولد في بريطانيا لأبوين من رواندا غير مسلمين، قبل نحو أسبوعين.

يقول الحاج أو أليكس، أربعيني وأب لأربعة أطفال غامبي الأصل، بعد إنهائه الصلاة في أحد مساجد برمنغهام وسط البلاد "أتابع عن كثب ما يجول في وسائل التواصل الاجتماعي"، ويضيف "أنا قلق بشأن أطفالي ولا أدعهم يذهبون لوحدهم إلى الحديقة". وتساءل "في الوقت الحالي تسير الأمور على ما يرام  والشرطة تقوم بجولات منتظمة و هذا مطمئن، ولكن كيف ستسير الأمور في المستقبل؟" ثم استدرك قائلا "لكن سندافع عن أنفسنا إن دعت الحاجة".

بدأت بالتساؤل هل أشخاص مثلي مرحب بهم في هذا البلد؟

في حين أن فيروزة، طبيبة نفسية وأكاديمية من أصول هندية، التي تنقلت مساء الأربعاء من مدينة والسول إلى برمنغهام للمشاركة في وقفة أمام مبنى لدعم اللاجئين هدد متطرفون باستهدافه، تقول أثناء وقفتها الاحتاجية "أمر بالغ الأهمية الوقوف ضد كل أنواع العنصرية والفاشية خاصة بوجود الكثير من الكره الموجه ضد مجتمعات معينة مثل المسلمين واللاجئين وطالبي اللجوء".

وتضيف "بدأت بالتساؤل هل أشخاص مثلي مرحب بهم في هذا البلد؟ في السنوات الأخيرة لاحظنا ارتفاعا في نسب العنصرية والخوف من المسلمين والكره تجاه الملونين أو غير البيض، هنا وفي فرنسا، وهذا من أعلى الهرم من السياسيين ووسائل الإعلام. أمر خطير جدا". وتؤكد "لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه هذه التصرفات. علينا أن نتحد لنواجه هذه الموجة". وتشير إلى أنها تنقلت مع أصدقاء بدلا من الحجز في القطار "لأنني لم أرد أن أتعرض إلى أي اعتداء عنصري فيه".

مظاهرات مناهضة للعنصرية في بريطانيا

02:44

This browser does not support the video element.

وينقل سائق تاكسي من إثيوبيا مخاوفه مما يجري ويقول إنه لم يعمل في بعض الأوقات التي ارتبطت بالمظاهرات خشية أن يتعرض إلى أي نوع من العنف أو أن تتأذى سيارته.. ويقول "أنا خائف مما يجري وأشعر بالقلق في هذه المرحلة رغم أني أعيش في بريطانيا منذ سبع سنوات". ويضيف "زملائي أيضا تخوفوا وتجنبوا العمل في مناطق تشهد توترات".

"توصيات" لتجنب العنف

منذ ثلاثة أيام، تتفاعل مئات المنظمات الأهلية والدينية من أجل تهدئة الأوضاع. ويتم التنسيق والتواصل مع وعبر السلطات لمعرفة ما ينشره المتطرفون، إضافة إلى شخصيات سياسية ومتطوعين من الأهالي، لوضع استراتيجية بهدف مجابهة العنف ومنع حوادث الانزلاق فيه.

تتضمن هذه الاستراتيجية بشكل أساسي وضع "توصيات" تعمم بشكل كبير على السكان والتجار لمعرفة كيف يجب التعامل مع حوادث العنف، وخصوصا "الإصرار على عدم الرد بالمثل في حال التعرض للأذى، وإنما تبليغ الشرطة بشكل فوري عند وقوع أي عمل عنفي حتى تتمكن من القيام بدورها بالسرعة القصوى"، حسبما شرح مدير مركز أهلي معني بأنشطة للشباب المسلمين وأكده أيضا إمام مسجد في شمال مدينة برمنغهام.

وكمثال عن هذا التنسيق، حسبما يقول مدير المركز الأهلي "هناك دعوات من اليمين المتطرف إلى التجمهر في 17 آب/أغسطس القادم، ويجري التحضير لذلك منذ الآن".

وعن  أعمال الشغب التي تسبب بها شبان من اليمين المتطرف  يقول الإمام لمهاجر نيوز "أظن أن هذا الأمر تضليل للشباب، لأن بعض الأشخاص أعطوا في البداية معلومات غير صحيحة بعد الجريمة الشنيعة جدا بمقتل الفتيات، وهناك إشاعة أن الذين قتلوا هم مسلمين مهاجرين، وهذا الخبر كاذب، لكن في نفس الوقت عندما اكتشف الناس أن هذا الخبر كاذب، ما زال البعض في نفس الوتيرة من العداء للمسلمين والأجانب. ونرى أن هناك جهة معينة تدفع الشباب وتضللهم إلى هذه الأفكار الشريرة".

"لا نفهم لماذا كل هذا الغليان والعنف"

ويكمل الإمام "ليس عندنا معلومات حقيقية عن المهاجمين لكن هناك الكثير من المعلومات التي تقول إنها جهات عنصرية ومعادية للإسلام والأجانب تعمل سرا وتضلل الشباب، وهؤلاء الشباب بسطاء ولكن خُلق في قلوبهم الكره". ويضيف "لا نعرف السبب الحقيقي لهذا العنف وهذا التصرف السلبي، ولم يحدث شيء في حينا حتى الآن ونريد أن نبقى آمنين منهم ولكن إن أتوا إلينا فعندنا اتصال مباشر مع الشرطة والسياسيين. وفي كل مفاصل الدولة هناك مسلمين، إضافة إلى دور الجمعيات الاجتماعية والقانونية، والممثلين السياسيين للأقلية المسلمة، كما أن هناك اتصالات مع البلديات. نحمي أنفسنا من خلال الوسائل القانونية المتاحة".

مدن إنكليزية عديدة تشهد أعمال عنف من اليمين المتطرف بعد هجوم أدى لمقتل ثلاثة أطفال

02:17

This browser does not support the video element.

للمزيد
ويصر الإمام على أن "الربط بين هوية المجرم والذي هو ليس له علاقة بالإسلام بالجالية المسلمة أمر غير منطقي أبدا، ولا نفهم لماذا كل هذا الغليان والعنف، والأمر غير مسبوق، لم نشهد ذلك من قبل". ويشرح أن هذه الوسائل التواصلية "هي سلاح ذو حدين، ونرى خطرها. لسنا مسؤولين عن شباب غيرنا، لكننا معنيون بالتعامل مع شبابنا، نقول لهم أن يكونوا إيجابيين ولا يصدقوا كل ما يسمعونه". ويقر الإمام "إننا أمام حالة طوارئ وهناك غليان في الشارع والأمر حساس وهناك وتيرة سلبية من الدعوات تقود إلى العنف، نأمل أن يتوقف هذا ونعمل على ذلك".

"المحبة هي السبيل الوحيد"

نافيد صديق، من أصول باكستانية، يعيش في برمنغهام منذ زمن طويل، ويعرف عن نفسه بأنه "وجه إيجابي للمسلمين" ويقول "أريد أن أكون نموذجا جيدا للشخص المسلم أمام عائلتي أولا وأمام الآخرين".

تحدث صديق عن تعرض حانة "the Clumsy Swan" في بورديسلي غرين، الحي الذي يعيش فيه شرق برمنغهام، لاعتداء من مجموعة ملثمين يحملون أعلام فلسطين. ويقول عن واقعة العنف التي شهدتها مساء الاثنين 5 آب/أغسطس إن هؤلاء "مجرد حمقى" و"ما من ربط بين علم فلسطين وهذا المظهر من العنف". ويعتقد أن الحانة هوجمت كونها "حانة مثالية وحديثة ليس إلا"، وهذه الواقعة هي "الوحيدة من هذا النوع في المدينة".

في هذا الحي حيث نصف السكان مسلمون، أراد بعض الشبان حماية مسجد كان قد تعرض للتهديد من متطرفين، حاله كحال غيره من المساجد التي تعرضت للتهديد إضافة إلى مراكز تؤوي أو تدعم مهاجرين. وحسب الشرطة، لم تتم المظاهرة التي أعلن عنها المتطرفون ذلك اليوم، فيما وقعت حادثة الاعتداء هذه على الحانة.

ومنذ ذلك الحين، يعمل صديق على تهدئة سكان الحي، عبر القيام بأنشطة مع متطوعين كتقديم أطباق بشكل مفتوح لجميع الناس، حيث أن "المحبة هي السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة"، حسب قوله. والمتطرفون هم طيف واسع من الوجوه القديمة والجديدة، على رأسهم تومي روبنسون المتواجد في قبرص والملاحق من الشرطة بسبب أنشطته المضللة، والناشط السياسي لورانس فوكس، وحزب البديل الوطني.

فيما يتعلق باللاجئين، يتحفظ بشدة عاملون في المنظمات الحقوقية عن إعطاء أي معلومات تخص طالبي اللجوء، بالأخص فيما يتعلق بأماكن تواجدهم حرصا على سلامتهم. كما أعلن الصليب الأحمر إغلاق مقره في برمنغهام لمدة أسبوع جراء الوضع المتوتر عموما في أنحاء البلاد.

وكان الهجوم الدامي قد وقع يوم الاثنين 29 تموز/يوليو في مدينة ساوثبورت على الساحل الغربي وسط البلاد، ما تسبب بحزن عارم انطلقت بعده أعمال عنف استهدفت فنادق تؤوي طالبي لجوء ومساجد.

المصدر: رنا الدياب مهاجر نيوز

أعمال شغب ضد المهاجرين... ماذا يحدث في بريطانيا؟

08:33

This browser does not support the video element.

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW