بريطانيا ـ جاسوس روسي سابق بحالة حرجة بعد تعرضه لمادة مجهولة
٦ مارس ٢٠١٨
يعتقد أن رجلا يرقد في حالة حرجة في أحد المستشفيات البريطانية إثر تعرضه لمادة مجهولة هو جاسوس روسي سابق. وموسكو تصف الواقعة، التي تذكر بحالة أخرى مشابهة سابقة، بأنها "مأساوية" وتعرض مساعدة السلطات البريطانية في التحقيق.
إعلان
يرقد رجل في مستشفى في بريطانيا، يعتقد أنه سيرغي سكريبال الجاسوس الروسي المزدوج السابق المتهم بالخيانة في موسكو، في حالة حرجة بعد تعرضه لمادة غير معروفة مع إمرأة كانت معه.
ولم تذكر الشرطة اسمي المصابين ولكن مصدرين قريبين من التحقيق قالا لرويترز إن الرجل هو، الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية، الذي حكم عليه بالسجن 13 سنة، قضى منها أربع سنوات قبل أن يحصل على حق اللجوء في بريطانيا بعد مبادلته بجواسيس روس عام 2010 جرى ضبطهم في الغرب.
وتم العثور على الرجل والمرأة مغشيا عليهما على أريكة في مركز تجاري يوم الأحد الماضي في مدينة سالزبري بعد تعرضهما لمادة قالت الشرطة إنها غير معروفة. ورغم أن السلطات البريطانية قالت إنه ليس هناك خطر معروف بالنسبة للمواطنين، أغلقت الشرطة المنطقة التي عُثر فيها على الرجل والمرأة ومطعما للبيتزا في وسط سالزبري. وارتدى بعض المحققين سترات صفراء اللون واقية من المواد الكيماوية.
والاثنان في حالة حرجة في الرعاية المركزة. وكان مستشفى في سالزبري قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء (السادس من مارس/ آذار) إنه "يتعامل مع حادث كبير يشمل عددا صغيرا من المصابين".
وقال مارك رولي مسؤول مكافحة الإرهاب في بريطانيا "نتحدث مع شهود، والطب الشرعي يأخذ عينات من المكان، ونجري فحوصات تتعلق بالسموم، وسيساعدنا ذلك في الوصول إلى إجابة". وأضاف لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "علينا أن نتذكر: المنفيون الروس ليسوا خالدين. كلهم يموتون ويمكن أن تكون هناك نظريات مؤامرة. ولكن علينا أن ندرك كذلك حقيقة وجود تهديدات للدولة"، ثم أشار إلى حالة سابقة تتعلق بمقتل جاسوس المخابرات الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو، الذي أسفر تحقيق بريطاني إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على الأرجح على قتله بمادة البولونيوم-210 المشعة عام 2006، ونفى الكرملين مرارا ضلوعه في مقتل ليتفينينكو.
وفي أول رد روسي قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف ردا على سؤال عما إذا كانت السلطات البريطانية طلبت المساعدة "لم يتقدم أحد لنا بمثل هذا الطلب... موسكو مستعدة دائما للتعاون". وحين سئل الرد على تكهنات دارت على وسائل إعلام بريطانية بأن روسيا سممت سكريبال قال "لم يستغرق الأمر منهم وقتا طويلا". ووصف الواقعة بأنها "موقف مأساوي" مضيفا أن الكرملين ليس لديه معلومات عما حدث.
ع.ج.م/ع.ج (رويترز، دب أ، أ ف ب)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.