بريطانيا ـ انتقادات لمسجد بسبب استبعاد النساء من سباق خيري
عبده جميل المخلافي أ ف ب
١٤ أكتوبر ٢٠٢٥
سلّط تقرير الضوء على استبعاد النساء من سباق خيري نظّمه مسجد في لندن، ما أثار موجة انتقادات ودعوات للتحقيق في ما إذا كان الحدث ينتهك قانون المساواة. ووزير بريطاني يقول إنه "شعر بالذعر" من هذا التصرف. فيكف برر المسجد ذلك؟
سلّط تقرير الضوء على استبعاد النساء من سباق خيري نظّمه مسجد في لندن، ما أثار موجة انتقادات ودعوات للتحقيق (أرشيف)صورة من: Philippe Lissac/Godong/picture alliance
إعلان
أكد وزير الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي البريطاني ستيف ريد الثلاثاء (14 أكتوبر/تشرين أول 2025)، أنّ "من غير المقبول على الإطلاق" استبعاد النساء من حدث خيري نظّمه مسجد في حديقة في لندن.
ونظم مسجد شرق لندن سباقه السنوي لجمع تبرّعات الأحد الماضي، بعدما أعلن عنه باعتباره سباقا "شاملا" و"للعدائين والمؤيّدين من جميع الأعمار وجميع القدرات".
ولكنه أشار أيضا إلى أنّ السباق مفتوح فقط أمام "الرجال والفتيان من جميع الأعمار والفتيات تحت سن 12 عاما".
وسلّط تقرير في صحيفة "ميل أون صانداي" الضوء على استبعاد النساء من الحدث، ما أثار موجة انتقادات ودعوات إلى لجنة المساواة وحقوق الإنسان للتحقيق في ما إذا كان الحدث ينتهك قانون المساواة .
"من غير المقبول على الإطلاق منع النساء"
وردا على سؤال بهذا الشأن، قال ريد لراديو "إل بي سي"، "شعرت بالذعر مثل أي شخص آخر". وأكد أنّ "من غير المقبول على الإطلاق منع النساء من المشاركة في سباق ترفيهي في مكان عام، بينما يُسمح للرجال بذلك".
وأشار ريد إلى أنّ لجنة المساواة وحقوق الإنسان ستُحدد "ما إذا كان هناك أي خرق للقانون أو للأنظمة"، وفي هذه الحال قد يتم فرض "عقوبات".
من جانبها، رفضت الهيئة الرقابية تأكيد ما إذا كانت تحقّق في الأمر.
المسجد يرد على الانتقادات
ويمنع قانون صادر في العام 2010 التمييز على أساس الجنس أو الدين أو الإعاقة أو غير ذلك.
مع ذلك، هناك استثناءات من بينها ما يسمح بفصل الألعاب الرياضية بشكل قانوني عندما يكون النشاط "متأثرا بالجنس".
وفي بيان مطوّل لم يتطرق بشكل مباشر إلى الحدث الذي أقيم الأحد، شدّد مسجد شرق لندن على أنه "يشجّع النساء على المشاركة في الأنشطة الرياضية". وقال "نحن ملتزمون بالاستماع إلى احتياجات مجتمعنا وضمان أنّ برامجنا تخدم الجميع".
وقال مجلس تاور هاملتس، الذي يملك الحديقة حيث نُظّم السباق ويسمح باستخدامها لبعض الفعاليات الخيرية، إنّه اتصل بالمسجد "لطلب توضيح عاجل" بشأن القيود التي فرضها على المشاركة.
تحرير: صلاح شرارة
"يوم المسجد المفتوح" 2025 ـ "الإيمان بوصلة الإنسانية" في زمن عدم اليقين
يستفيد ما يصل إلى 100,000 زائر سنويا في جميع أنحاء ألمانيا من عروض "يوم المسجد المفتوح" للحصول على معلومات عن الإسلام. شعار هذا العام هو "الإيمان بوصلة الإنسانية". والمزيد من المساجد يستجيب لهذه الدعوة.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
يوم الوحدة الألمانية هو يوم المسجد المفتوح
منذ عام 1997 تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت صدفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا".
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
الدين في أوقات عدم اليقين
شعار هذا العام "الدين والأخلاق – الإيمان بوصلة للإنسانية" يهدف إلى التركيز على الأخلاق الإيجابية للدين. ويتم التأكيد على الرحمة والعدالة والتضامن ومكافحة التمييز والكراهية كأسس مشتركة "لمجتمع منفتح".
وهكذا يرتبط الموضوع بالنقاشات الحالية: في أوقات عدم اليقين والانقسام يكون التوجه نحو القيم العالمية أمرًا بالغ الأهمية. وحسب الرسالة يمكن أن يكون الدين مصدرًا للإنسانية والتماسك.
صورة من: Thomas Trutschel/photothek/picture alliance
التعريف بالدين الإسلامي
تدعو الجاليات المسلمة في ألمانيا يوم الجمعة إلى "يوم المسجد المفتوح". وحسب مجلس تنسيق المسلمين يشارك في هذا اليوم كل عام أكثر من 1000 مسجد في جميع أنحاء المانيا بهدف إطلاع المهتمين على العقيدة الإسلامية وتعزيز الحوار بين المسلمين وغيرهم.
صورة من: DW
الإيمان بوصلة التعايش
شعار هذا العام هو "الإيمان بوصلة الإنسانية". ويهدف هذا الشعار إلى التأكيد على "دور الإيمان في تعزيز التعايش السلمي في مجتمعنا"، حسبما ورد على الموقع الإلكتروني لمجلس تنسيق المسلمين في المانيا.
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
زوار ألمان في قلب المسجد
"في عالم يتسم بالاضطرابات والصراعات والتحديات، نحتاج إلى قيم ترشدنا. الإيمان الحقيقي لا يفرق بين الناس، بل يربطهم. إنه يخلق لقاءات، ويزيل الأحكام المسبقة، ويفتح الطريق إلى مزيد من التفاهم والثقة".
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
جولات تعريفية
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
الحوار والمسؤولية
يُعد "يوم المسجد المفتوح" منذ سنوات عديدة فرصة لتجسيد كرم الضيافة والحوار والمسؤولية. "مساجدنا هي أماكن حيوية للصلاة والتعليم والاستشارة والجوار"، كما جاء في بيان لمجلس تنسيق المسلمين ي المانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
قواعد المسجد
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الشعائر والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
من مساجد خلفية إلى أخرى فخمة
المسجد الأزرق في هامبورغ الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر، وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. يُقدر عدد المساجد في ألمانيا بنحو 2800 مسجد. وغالباً ما تكون هذه المساجد عبارة عن ”مساجد خلفية“ غير ملحوظة أو غرف في مناطق صناعية. منذ التسعينيات قامت الجمعيات الإسلامية ببناء المزيد من المساجد الفخمة ذات القباب والمآذن.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
التلاقي في وجه الاستقطاب
"تواجه ألمانيا حاليا استقطابا اجتماعيا متزايدا وكراهية متنامية للأجانب وارتفاعا مقلقا في خطاب الكراهية"، كما كتب المجلس المركزي للمسلمين في الدعوة على موقعه الإلكتروني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
مسجد فضل عمر في هامبورغ
مسجد فضل عمر في هامبورغ الذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
مسجد المصطفى في دريسدن
مبادرة "المسجد المفتوح" تكتسب هذه الأوقات أهمية أكبر: فهي تخلق أماكن للقاء تهدف إلى إزالة العداوات وتعزيز الحوار. "تفتح المساجد أبوابها ليس فقط لتوفير المساحات، بل ولتفتح القلوب أيضًا، كما قيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
التزام المسلمين في المانيا
الهدف من هذه الفعالية هو جعل الإسلام قابلا للتجربة بعيدا عن عناوين الصحافة والتحيزات "ومنح الجيران والزملاء والطلاب الفرصة لطرح الأسئلة واكتشاف القواسم المشتركة". ودعا المجلس المركزي للمسلمين في المانيا المساجد الأعضاء فيها إلى توثيق فعالياتها وإرسال صور وتقارير موجزة. وستصبح هذه التقارير جزءًا من تغطية إعلامية تسلط الضوء على التنوع والالتزام في حياة المسلمين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
أكثر من مبادرة رمزية
"يوم المسجد المفتوح" هو أكثر من مجرد لفتة رمزية. فقد أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحوار الاجتماعي ويساهم في تطبيع الوجود في الأماكن العامة. في السنوات الماضية تم الاحتفال بهذا اليوم تحت شعارات متغيرة تناولت التحديات الراهنة والمنظورات الداخلية للإسلام.