بريطانيا- هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا؟
٢٨ أبريل ٢٠٢٤
في أحدث تطور على "مشروع قانون رواندا" الخاص بالهجرة، كشفت صحيفة الغارديان أن وزارة الداخلية البريطانية ستحتجز طالبي اللجوء تمهيدا لترحيلهم إلى رواندا. وسوناك يصف توجه مهاجرين إلى أيرلندا، بأنه نجاح لخطط الترحيل.
ذكرت وزارة الداخلية أنه في مرحلة سيكون هناك حتما احتجاز لأشخاص استعدادا للرحلة الأولى إلى روانداصورة من: Gareth Fuller/empics/picture alliance
إعلان
ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أنه من المقرر أن يتم احتجاز طالبي اللجوء في جميع أنحاء بريطانيا استعدادا لترحيلهم إلى رواندا اعتبارا من يوم غد الاثنين (29 أبريل/ نيسان 2024) كجزء من عملية مفاجئة من قبل وزارة الداخلية.
وستشمل هذه العملية التي ستستمر لمدة أسبوعين احتجاز بعض اللاجئين الذين يحضرون اجتماعات روتينية في مكاتب خدمات الهجرة واحتجازهم على مستوى البلاد، ثم سيتم نقلهم إلى مراكز احتجاز واحتجازهم ليتم بعدها وضعهم على رحلات جوية لرواندا، وفقا للصحيفة.
وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، يأتي إطلاق العملية قبل أيام فقط من انتخابات المجالس المحلية في إنجلترا، مما يعزز تصريحات رئيس الوزراء ريشي سوناك بأنه يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
المملكة المتحدة .. مساعدة مرضى باركنسون بالموسيقى
01:37
This browser does not support the video element.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في بيان إن الحكومة تدخل المرحلة النهائية من تفعيل مبادرة رواندا. وذكرت وزارة الداخلية: "في مرحلة ما سيشمل ذلك حتما احتجاز أشخاص استعدادا للرحلة الأولى التي من المقرر أن تقلع إلى رواندا في غضون 12-10 أسبوعا". وأضافت: "سيكون من غير المناسب التعليق أكثر على النشاط التشغيلي".
سوناك: تأثير الردع
وفي نفس السياق، قال ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، إن المهاجرين الذين يتوجهون إلى أيرلندا بعد وصولهم إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة يعد علامة على أن خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا تعمل بالفعل كرادع.
وكان نائب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن قد قال، أمس الأول الجمعة، إن تهديد المهاجرين بالترحيل إلى رواندا تسبب في اندفاعهم نحو عبور الحدود من أيرلندا الشمالية إلى جمهورية أيرلندا.
وفي مقابلة مع برنامج سكاي صنداي مورنينغ مع تريفور فيليبس، والتي ستبثها بالكامل قناة سكاي نيوز غدا الساعة 30ر8 صباحا طُلب من سوناك التعليق على تصريحات رئيس الوزراء الأيرلندي فرد قائلا أنها توضح أن "الردع ... له تأثير بالفعل". وذكر أن "المهاجرين قلقون بشأن المجيء إلى هنا وهذا يوضح بالضبط ما أقوله". وأضاف، خلال المقابلة: "إذا جاء المهاجرون إلى بلادنا بشكل غير قانوني، وهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من البقاء هناك، فإن احتمال مجيئهم سيقل كثيرا جدا، ولهذا السبب فإن خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا مهمة للغاية".
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناكصورة من: Benjamin Cremel/Pool via REUTERS
وأشارت قناة سكاي نيوز أن مكتب رئيس الوزراء فى داونينج ستريت نفي أمس الأول الجمعة مزاعم بأن خطة رواندا تؤدي بالفعل إلى دخول اللاجئين إلى أيرلندا، قائلا إنه من السابق لأوانه القفز إلى استنتاجات بشأن تأثيرها.
وأضاف سوناك أن تصريحات رئيس الوزراء الأيرلندي توضح أيضا "أن الهجرة غير الشرعية تمثل تحديا عالميا". وتابع: "لهذا السبب نرى أن العديد من الدول تتحدث عن إقامة شراكات مع بلدان ثالثة، وتبحث عن طرق جديدة لحل هذه المشكلة، وأعتقد أنها ستحذو حذو التوجه الذى سلكته المملكة المتحدة."
وتريد أيرلندا تعديل القانون لتتمكن من إعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون "آر تي إي" (RTE) الأحد، بعد تدفقهم عبر الحدود مع إيرلندا الشمالية. وقالت وزيرة العدل الإيرلندية هيلين ماكنتي التي تزور لندن الإثنين، أمام لجنة برلمانية هذا الأسبوع إنها تقدر بثمانين بالمئة نسبة المتقدمين بطلبات لجوء في الجمهورية الذين جاؤوا عبر الحدود البرية مع أيرلندا الشمالية وهي جزء من المملكة المتحدة.
وتجاوز مشروع قانون رواندا في المملكة المتحدة العقبة البرلمانية الأخيرة الاثنين الماضي بعد نزاع طويل بين مجلسي العموم واللوردات في البرلمان. ويأمل سوناك أن يمنع مشروع القانون طالبي اللجوء من محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة عبر البحر من شمال أوروبا.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance
تتويج لجهود منظمات الإنقاذ
منظمة " إس أو إس ميديتيرانيه" الأوروبية تفوز بجائزة رايت لايفليهود، المعروفة باسم " جائزة نوبل البديلة"، لعام 2023 إلى جانب ناشطة حقوقية في غانا، ونشطاء في البيئة من كينيا وكمبوديا. فوز المنظمة الاوروبية جاء تكريما "لعملياتها الإنسانية للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط" حسب اللجنة، ما يلقي الضوء على جهود منظمات الإنقاذ رغم المصاعب الكبيرة التي تواجهها.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/AP/picture alliance
متطوعون لإنقاذ المهاجرين
تأسست المنظمة في مايو/أيار عام 2015 لأجل المساهمة في إنقاذ أرواح المهاجرين غير النظاميين الذي يعبرون البحر المتوسط، بعدما ارتفعت أرقام الغرقى بشكل كبير، خصوصاً مع انفجار موجة اللجوء من سوريا، وارتفاع عدد المهاجرين القادمين من إفريقيا. تقول المنظمة إن التأسيس جاءَ بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع وقوع وفيات بين هؤلاء المهاجرين، ونجحت في إنقاذ حوالي 34 ألف شخص منذ تأسيسها.
صورة من: Vincenzo Circosta/AFP/Getty Images
إنقاذ الجميع أياً كانوا
المنظمة هي غير حكومة، أوروبية المنشأ ولا تتبع لبلد معين، لكنها تملك فرقاً في ألمانيا، وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. ويمولها في الغالب متبرعون خواص. تؤكد أن عملها يتأسس على الإنسان وكرامته بغض النظر عن أصوله وجنسيته ودينه وموقفه السياسي وغير ذلك، إذ تؤكد أن حقوق الإنسان تطبق على الجميع، ومن ذلك إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.
صورة من: SOS Mediteranee/dpa/picture alliance
طواقم متخصصة تجوب البحر المتوسط
موّلت المنظمة سفينة الإنقاذ أكواريوس التي نشطت بين عامي 2016 و2018، وحاليا تمول المنظمة سفينة أوشن فايكينغ. يصل طول هذه الأخيرة إلى 59 مترا وعمقها إلى 15 مترا. يعمل فيها طاقم للإبحار من تسعة أشخاص، بالإضافة إلى طاقم طبي، وتحتاج يوميا لمصاريف عمل تقدر بـ14 ألف يورو، حسب موقع المنظمة، وهي من أكبر سفن الإنقاذ الموجودة في البحر المتوسط.
صورة من: Fabio Peonia/LaPresse/AP/picture alliance
ليست مجرد سفينة إنقاذ
تقدم هذه السفينة خدمات استقبال المهاجرين وتقديم الرعاية ومن ذلك توفرها على قسم خاص بالرعاية العاجلة وقسما خاصاً للنساء والأطفال. بسرعة تصل إلى 14 عقدة (26 كلم في الساعة)، تعد سفينة أوشن فايكينغ أسرع من أكواريوس، كما تملك رادارين وكاميرتين بالأشعة تحت الحمراء، ما يعطي خياراً أفضل للمنظمة في عمليات الإنقاذ للوصول إلى المهاجرين المهددين بالغرق.
صورة من: Jeremias Gonzalez/AP/picture alliance
طريق ليبيا-إيطاليا.. المنفذ الأكثر خطراً
عملت "إس أو إس ميديتيرانيه" أولاً في المياه الدولية بين إيطاليا وليبيا، بحكم أنها طريق العبور الأكثر شهرة بين المهاجرين. كان عملها أسهل عندما كان مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي ( MRCC ) هو المكلف بالإنقاذ، لكن بعدما تولت السلطات الليبية أمر التنسيق، صعبت كثيرا مهمة هذه المنظمة، بسبب عدم تجاوب طرابلس مع محاولاتها للتواصل.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
عراقيل من إيطاليا وليبيا
تقول المنظمة إن السلطات الليبية تعترض سبيل الكثير من المهاجرين في المياه الدولية وتعيدهم بشكل غير قانوني إلى ترابها، رغم أن لا يمثل مكانا آمنا لهم. واجهت كذلك مشاكل مع إيطاليا، ومن ذلك منع سفينتها من دخول المياه الإيطالية لعدة أسابيع عام 2022، ما خلق أزمة عابرة بين روما وباريس التي عرضت استقبال السفينة قبل أن تعدل روما عن موقفها الرافض.
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance