1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"بريك دانس" وباخ يجتمعان في عمل فني واحد

٢٣ يونيو ٢٠١٠

يصعب على المرء تصور الدمج بين موسيقى باخ الكلاسيكية الهادئة وثقافة الهيب هوب المعروفة بصخبها وإيقاعها السريع، إلا أن عرضاً فنياً في مدينة برلين قام بذلك واجتذب جمهوراً ضخماً ومتبايناً، سواء من ناحية العمر أو الحس الفني.

"بريك دانس يلتقي باخ" عمل فريد من نوعه وتجربة جريئة لدمج الموسيقى الكلاسيكية مع ثقافة الهيب هوب ذات الإيقاع السريعصورة من: R. Demski

في قاعة الاستقبال بمعرض برلين الوطني الذي تم افتتاحه حديثاً تجمع عدد كبير من الزوار ليشهدوا تجربة فريدة من نوعها. الحضور نفسه شكل تعبيراً عن اتساع رقعة المجموعة التي يخاطبها العمل الفني المعروض: من مراهقين، قدموا مرتدين ملابس واسعة ذات ألوان صاخبة تميز ثقافة الهيب هوب، وزوار أكثر نضوجاً حضروا ببدلات أنيقة تليق بدار الأوبرا.

تناغم ممتاز بين باخ و"بريك دانس"

مفاجأة: موسيقى باخ الهادئة تتلائم بشكل كبير مع رقصات البريك دانس السريعة والبهلوانيةصورة من: R. Demski

أما العمل الفني المعروض فهو عبارة عن عرض لرقصة البريك دانس المشهورة، والتي تؤديها فرقة "الخطوات الطائرة" Flying Steps الألمانية على أنغام مقطوعة "البيانو المعدّ جيداً" ليوهان سباستيان باخ. وبالرغم من سرعة الرقصات التي يقوم بها أعضاء الفرقة، والحركات البهلوانية المعقدة، إلا أن ملاءمتها لإيقاع موسيقى باخ كانت مذهلة. عازف البيانو المصاحب للفرقة وصاحب فكرة العرض، كريستوف هاغل، يتحدث قائلاً: "موسيقى باخ تكتسب نضارة وقوة وطاقة جديدة من خلال راقصي البريك دانس، فهذه الرقصة ثقافة في حد ذاتها ذات أنماط مختلفة وتقنيات متنوعة. إضافة إلى ذلك فإن الراقصين يفضلون أداء حركاتهم في إطار زمني قصير، وهو ما يتلاءم مع "البيانو المعد جيداً" لباخ بشكل ممتاز، إذ أن مدة كل مطلع موسيقي دقيقتان ومدة الفواصل ثلاث دقائق. أعتقد أن أسلوب الرقص هذا يتفق مع باخ بشكل كبير".

وكان هاغل قد تدرب على العرض مع فرقة Flying Steps لشهور طويلة، تعرف من خلالها على المصطلحات المستخدمة في الرقصات المختلفة، بينما تعلم الراقصون قراءة النوتة الموسيقية للمقطوعات الكلاسيكية وتعرفوا على زمن الباروك الذي عاش فيه عبقري الموسيقى الألماني. بالنسبة لعضو الفرقة فارتان باسيل، فقد كان يمل في السابق من الموسيقى الكلاسيكية، ويتذكر قائلاً: "لقد اصطحبتني حماتي قبل عدة سنوات إلى حفل موسيقى كلاسيكية، وكانت هناك أوركسترا كاملة تعزف، وأتذكر أنني كنت انتظر أن يتوقفوا عن العزف لكي أغادر المكان".

أما اليوم فيعترف باسيل البالغ من العمر 34 عاماً بأن الموسيقى الكلاسيكية تناسب الرقصات التي يؤديها في كثير من الأحيان أكثر من موسيقى الهيب هوب المعهودة. باسيل يتحدث عن خبرة في هذا المجال، ففرقة Flying Steps من أكثر فرق البريك دانس شهرة في العالم، إذ حازت على بطولة الرقص في هذا المجال أربع مرات.

الرقص كوسيلة للاندماج

لكن باسيل لا يزال ممتعضاً من عدم تقدير البعض لهذا النوع من الرقص، وربطهم إياه بالشوارع دون تقديره كنوع من الفنون. ويوضح باسيل بالقول "نحن نتدرب من ثلاث إلى ست ساعات كل يوم. هذا يعبر عن الانضباط، وليس عن الارتجال وعمل أي شيء. هناك حوالي 400 حركة أساسية، إضافة إلى عدد من الرقصات". ويضيف باسيل بالقول إن على المرء أن يبذل جهداً كبيراً للتدرب على هذه الحركات وإتقانها، ناهيك عن اللياقة البدنية والدقة والصبر. "عندما أرى راقصة باليه تقوم باستدارة، فإن بإمكاني القيام بنفس الشيء وأنا واقف على رأسي".

عضو فرقة Flying Steps فارتان باسيل يعترف بأنه بدأ بالإعجاب بالموسيقى الكلاسيكية بعد ملله منها لفترة طويلةصورة من: Aygül Cizmecioglu

وهذا ما قام به أعضاء الفرقة فعلاً في عرضهم في برلين، فبمصاحبة عزف كريستوف هاغل لمقطوعات باخ على البيانو يحلق أعضاء فرقة Flying Steps في الهواء وكأن قوانين الجاذبية لا تنطبق عليهم، فالحركات الانسيابية المنسجمة مع الموسيقى تتحول إلى قفزات بهلوانية متقنة، وسط تشجيع الحضور وتصفيقهم. بعض الشباب الذين حضروا العرض هم من تلاميذ الفرقة، والتي تعطي دروساً في الرقص لمن يرغب في ذلك، وخصوصاً للشباب المنحدرين من أصول مهاجرة. وليس هذا بالغريب، فعدد من راقصي الفرقة ينحدرون من دول مثل سوريا ولبنان.

هذا ويأمل عضو الفرقة ميكل بأن يجد الشباب فيهم قدوة. "العديد منهم يواجهون مشاكل في البيت أو في المدرسة، لأنهم لا يعتقدون بأنهم يحظون بالاحترام الكافي. لكنهم يرون بأن رقصة البريك دانس قد تعطيهم دفعة إيجابية والاحترام الذي يسعون إليه. إنهم يعلمون بأنهم إذا ما اجتهدوا في هذا المجال فإن الناس سيلاحظونهم وسيعطونهم الاحترام الذي يريدونه".

ويلاحظ المرء خلال العرض البريق في أعين الشباب المتابعين لراقصي البريك دانس، وخصوصاً عند أداء فرقة Flying Steps لحركات معقدة أو قفزات جريئة. وفي نهاية العرض حظيت الفرقة وعازف البيانو بتصفيق حار من جميع الحاضرون، في دلالة على نجاح هذه التجربة الفريدة والجريئة، وانتظاراً للمزيد من العروض في المستقبل.

الكاتبة: آيغول تشيزميتشيولو/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW