بساق واحدة- اللاجئ إبراهيم الحسين يشارك بالألعاب البارالمبية
٢٩ أغسطس ٢٠٢٤
تقام في باريس دورة الألعاب البارالمبية الصيفية الـ17. آلاف الرياضيين من ذوي الإعاقة يتنافسون في 22 رياضة بين معالم العاصمة الشهيرة. ومن بين هؤلاء إبراهيم الحسين الذي فقد ساقه ولديه قصة ملهمة ورسالة يريد توجيهها.
إعلان
يشارك ثمانية رياضيين لاجئين في دورة باريس للألعاب البارالمبية2024، التي تُقام فعالياتها في الفترة بين 28 أغسطس/ آب والثامن سبتمبر/ أيلول في باريس ومدن قريبة من العاصمة.
ويتضمن فريق اللاجئين رياضيين من سوريا والكاميرون وأفغانستان وإيران، حيث يعكس هؤلاء الرياضيون الأمل والإلهام لأكثر من 120 مليون نازح قسريًا و1.2 مليار شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم، حسب تعبير اللجنة البارالمبية الدولية.
وأعلنت اللجنة البارالمبية الدولية (IPC) في 10 يوليو/ تموز عن تشكيل فريق خارج عن المألوف، يُعدّ أكبر فريق بارالمبي للاجئين على الإطلاق. ويضم ذلك الفريق ثمانية رياضيين وعداء مرشدا، ويتنافسون في ست رياضات تشمل ألعاب القوى، رفع الأثقال، تنس الطاولة (بينغ بونغ)، التايكوندو، المبارزة على الكراسي المتحركة، والسباق الثلاثي (الترياتلون)، الذي يتضمن السباحة، وركوب الدراجات، والجري.
وتُعد دورة الألعاب البارالمبية، التي بدأت لأول مرة في روما عام 1960، واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية العالمية التي تعزز الإدماج الاجتماعي. وفي النسخة الحالية في باريس 2024، يُبرز هؤلاء الرياضيون التحديات التي يواجهها اللاجئون والمشاكل التي يمر بها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، ويظهرون قدرة الإنسان على التفوق رغم الصعوبات.
ويشارك في في الدورة الباراليمبية باريس 2024 حوالي 4400 رياضي من 182 دولة يتنافسون في 19 موقعا على 549 ميدالية ذهبية في 22 رياضة اعتبارا من يوم غد الخميس، مقارنة بمشاركة 10500 رياضي في الأولمبياد في 41 موقعا.
من صراع الحرب إلى أمل الرياضة
السباح السوري إبراهيم الحسين، هو أحد أعضاء فريق اللاجئين في باريس، وقد فقد ساقه اليمنى عام 2012 أو 2013 كما يقال أيضا، أثناء محاولته إنقاذ أحد أصدقائه، الذي تعرض لهجوم صاروخي في شارع بمحافظة دير الزور بسوريا إبان الحرب الأهلية.
هرع إبراهيم وأصدقاء آخرون لإنقاذ زميلهم فتعرضوا هم أيضا لهجوم صاروخي آخر تسبب في النهاية في أن يفقد إبراهيم ساقه ويعتمد في تنقله على كرسي متحرك ليعيش سنوات من المعاناة.
وبسبب الظروف السيئة بفعل الحرب قرر إبراهيم الحسين الهروب إلى تركيا وهناك استطاع أن يتعلم الوقوف على قدميه من جديد. لكنه بعد ذلك شق طريقه إلى اليونان المجاورة باستخدام قارب عبر مياه بحر إيجة مثل آلاف آخرين من أبناء بلده، فوصل إلى جزيرة ساموس اليونانية. وبعدما استقر في اليونان، قرر إبراهيم العودة إلى الرياضة في عام 2014، وشارك في مسابقات للرياضيين من ذوي الإعاقات في اليونان ليلفت إليه أنظار المسؤولين الرياضيين في اليونان وتعرض عليه اللجنة الأولمبية الدولية الانضمام إلى أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية فكان حامل لواء فريق اللاجئين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وقال عن ذلك: "في اللحظة التي حملت فيها العلم في ريو نسيت كل الألم والمعاناة لقد أسعدني وأفرحني الأمر كثيرا".
شارك إبراهيم الحسين في سباقات السباحة 50 متر و100 متر حرة في ريود دي جانيرو (الصورة) وكذلك في أولمبياد طوكيو 2021.
اليوم، يستعد إبراهيم للمنافسة في سباق الترياتلون في دورة باريس، متحديًا الرياضيين من جميع أنحاء العالم. ورغم التحديات والمعدات غير المثالية، ويطمح إبراهيم في أن يكون ضمن الخمسة الأوائل في السباق.
إعلان
رسالته إلى اللاجئين ذوي الإعاقة
ويذكر أن إبراهيم الحسين، لاعب الترياتلون البالغ من العمر 35 عامًا، وُلد في محافظة دير الزور شرق سوريا في سبتمبر/ أيلول عام 1988، وتعلم السباحة في سن الخامسة فقد كان والده مدرب سباحة. وبالإضافة إلى السباحة، كان يمارس أيضًا رياضة الجودو وكرة السلة خلال طفولته.
قبل ثلاث سنوات أراد إبراهيم الحسين أن يوصل رسالة فقال لوكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، متحدثا باللغة اليونانية: "أريد أن أبعث برسالة إلى جميع اللاجئين ذوي الإعاقة، خصوصا الذين قابلتهم في تركيا أو سوريا، أريدهم أن يفهموا أنه ليس هناك مستحيل، فكل شئ ممكن". وتابع الرياضي السوري: "سواء كنت معاقا أو لا؛ يمكنك أن تفعل بحياتك ما تريد".
ن.ف/ ص.ش
عشرة معلومات يجب أن تعرفها عن الألعاب البارالمبية
تم افتتاح الدورة الخامسة عشر للألعاب الأولمبية الصيفية لذوي الاحتياجات الخاصة بعد مضي ما يقارب الشهر من الألعاب الأولمبية الاعتيادية. في هذه الجولة نتعرف على عشرة معلومات هامة عن هذه المناسبة الرياضية المميزة.
صورة من: Getty Images/C. Rose
منافسات أكثر
شهدت مدينة ريو 307 حدثاً رياضياً خلال 17 يوماً أثناء منافسات الألعاب الأولمبية الاعتيادية بينما يفوق عدد المنافسات الرياضية في دورة الألعاب البارالمبية ليصل إلى 528 حدثا موزعة على 11 يوما، وتتضمن 23 لعبة رياضية مختلفة من ضمنها لأول مرة هذا العام التجديف والسباق الثلاثي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
أرقام قياسية جديدة
يشارك في هذه الدورة 4350 رياضياً من ذوي الاحتياجات الخاصة، أي حوالي 11 مرة أكبر من حجم المشاركة في الدورة الأولى التي أقيمت في روما عام 1960. ويأتي المتسابقون من 176 دولة مختلفة، مما يسجل رقماً قياسياً جديداً لهذه الدورة أيضاً. وتتوقع اللجنة الدولية للألعاب البارالمبية استقطاب عدد كبير من المتابعين عبر شاشات التلفزيون حول العالم قد يصل إلى 4 مليار مشاهد.
صورة من: Getty Images/B. Mendes
تصنيفات محيرة
يتم توزيع الرياضيين على مجموعات منافسة تبعاً لنوع الإعاقة وتقسم لعشرة أنواع، وهو ما يعني أنه من الممكن توزيع عدة ميداليات ذهبية في مسابقة واحدة. في دورة لندن 2012، تم توزيع 15 ميدالية ذهبية في سباق الـ100 متر للرجال.
صورة من: Getty Images/B. Mendes
دور كبير للتقنية
تلعب الأجهزة التقنية دوراً هاماً في الألعاب البارالمبية على خلاف الاعتيادية. وهذه التجهيزات تصنع من نحو 15 قطعة مختلفة، من بينها 1100 عجلة للكراسي المتحركة و300 طرف صناعي. يشارك فريق من 100 حرفي من 31 دولة مختلفة لإجراء التصليحات المطلوبة والتي قد تصل إلى آلاف التصليحات يومياً.
صورة من: picture-alliance/dpa/U.Gasper
الدول الغنية أكثر حظا
التكلفة المادية لهذه التجهيزات باهظة جداً، وبالإضافة إلى كون الدعم الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة ليس من أولويات الكثير من الحكومات، إلا أنه بالفعل ليس بإمكان بعض الاتحادات الرياضية الوطنية تغطية نفقات هذه الأجهزة. لهذا السبب، غالباً ما تكون الميداليات الذهبية من نصيب لاعبين من الدول الصناعية المتقدمة. على سبيل المثال، تكلفة الساق الصناعية للمتسابق الألماني ماركوس ريهم قدرت بحوالي الـ 8 آلاف يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kyodo
تكلفة عالية
لا شك أن استضافة هذه الألعاب تشكل عبئاً مالياً كبيراً على الدولة المضيفة. تعاني البرازيل من أزمة مالية كبيرة مما اضطر اللجنة المنظمة إلى سحب مبلغ 55 مليون يورو من ميزانية الحكومة، كما صرح رئيس لجنة الألعاب البارالمبية بأن هذه السنة هي الأسوأ على الإطلاق مادياً.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Buettner
قلة الإقبال على التذاكر
أحد أهم الأسباب التي أدت إلى هذا العجز المالي هي بطء عملية بيع التذاكر، إذ أنه بانتهاء الألعاب الأولمبية، لم تكن قد بيعت سوى 300 ألف تذكرة من أصل 2.4 مليون تذكرة من مسابقات الألعاب البارالمبية. ومؤخرا زادت المبيعات لتصل إلى 1.6 مليون وفقاً للجنة المنظمة، بفضل حملة #fillthseats التي شجعت على شراء التذاكر والتبرع بها للشباب.
صورة من: Getty Images/B. Mendes
فرص كبيرة لألمانيا
يشارك من ألمانيا 155 لاعباً، لديهم فرص عالية في الفوز بفضل الدعم الكبير للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا. بقياس الميداليات على مر السنوات على مستوى العالم تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية بـ2066 ميدالية، تليها بريطانيا بـ1643، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة بـ1450 ميدالية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
جانب مظلم
تقريباً 17 بالمئة ممن أجريت عليهم الاستطلاعات من المشاركين منذ عدة سنوات أكدوا أنهم تعاطوا منشطات، كما أن هناك شكوك أخرى من مبالغة البعض بدرجة الإعاقة للوصول لمراكز أفضل. وعلى ضوء ذلك أعلنت اللجنة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة استبعاد الفريق الروسي بسبب الشك في تعاطيهم المنشطات بشكل منهجي.
صورة من: picture alliance / DPPI Media
" أنا أتحرك"
في كل أنحاء ريو دي جينرو، تم استبدال حلقات الأولمبياد بشعار الألعاب البارلمبية ( Agitos) وتعني "أنا أتحرك" باللغة اللاتينية والتي تم اتخاذها كرمز لهذه الألعاب منذ الدورة التي أقيمت في اثينا، اليونان عام 2004.